شيماء نعمان
لطالما كان سؤال ما: هو الإنسان وكينونته؟ سؤالاً جوهريًا ومحورًا لآلاف الإجابات التي تصعد بعضها بالكائن الإنساني إلى درجات مبالغ فيها من التعظيم تصل عند بعض المذاهب المنحرفة إلى درجة وضع العقل الإنساني محل الإله؛ فيما تهبط به مذاهب أخرى إلى اعتباره كائنًا قاصر العقل والجسد ولا إرادة له .
إن جميع تلك الاجتهادات ليست إلا تصورات وأفكار ضلت الطريق المعرفي المثالي الذي قدمه الدين الإسلامي في تفسيره لخلق الإنسان على الأرض والغرض الرباني منه.
وقد تضاربت المفاهيم الغربية في وصفها للإنسان والإنسانية وظهرت مذاهب أسمت نفسها بالنزعة الإنسانية وأخرى بالحداثة والعدمية وغيرها من المصطلحات الفلسفية؛ إلا أنه في العموم يمكن القول بأن الحركة الفكرية التي نشأت في عصر النهضة الأوروبية هي الأساس في ظهور ما يسمى بالمذهب الإنساني والذي اعتمد في مضمونه بشكل كبير على الفكر اليوناني الوثني والآداب اليونانية واللاتينية.
وكان أساس ذلك المذهب هو التحرر من كل سلطة يمكن أن تكبل الروح الإنسانية؛ وأن على الإنسان أن يهتم بالمادة قبل الروح لأنها الشيء الوحيد الذي يستطيع إدراكه والسيطرة عليه وأن الطريقة الوحيدة كي يحقق الإنسان إنسانيته هي في التمتع بكل الملذات الحسية لأنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الإنسان لمسه وإدراكه!
لقد كانت دعوة الإنسانيين ظاهرها أن يعيش بنو البشر جميعهم في محبة وألفة دون أي مؤثر آخر من دين أو قومية إلا أنهم تناسوا في خضم تصوراتهم الخيالية أن الواقع لا يقبل مثل تلك الافتراضات؛ فالخلافات والصراعات والحروب بل حتى الفروق الفردية بين الناس لا يمكن إنكارها أو تجاهلها. أما باطنها فهو ألا بعث ولا جزاء ولا حساب ومن ثم كان المذهب الإنساني بالرغم من دعواته البراقة ليس إلا مولودًا مشوهًا لانفصال الإنسان الغربي والأوروبي على وجه الخصوص عن دوغمائية الكنيسة التي ظلت جاثمة فوق صدره ودماء إنسانيته على مدى عقود مظلمة.
لقد اعتبر سقراط أن الإنسان جسم ونفس، وكل عنصر من هذين العنصرين متجانس مع شبيهة من قوى الكون؛ فالجسم متجانس مع مادة الكون، والنفس الإنسانية متجانسة مع الروح العاقلة المطلقة. أما أفلاطون فاعتبر أن الإنسان هو النفس العاقلة التي لا تلتحق بالجسد إلا عرضًا؛ بينما اعتبر أرسطو الإنسان “حيوانا ناطقا” يختلف بصورة جوهرية عن بقية الحيوانات!
وإذا انتقلنا من الفلاسفة الإغريق إلى الفلاسفة الأوروبيين نجد أن ديكارت يرى أن الإنسان لا يتجزأ وأنه وحدة واحدة جوهره التفكير وأساسه الفكر. أما كانط فيرى أن الإنسان كائن عاقل، وبما أنَّه عاقل فهو كائن أخلاقي، وبما أنَّه أخلاقي فهو كائن ديِّن. ولهذا فإنَّ البحث في المسألة الدينية عنده لا يقوم إلاَّ على دراسة مسبقة للأخلاق. على النقيض من ذلك اعتبر نيتشه أن الإنسان الحق هو ذاك الإنسان الذي لا يدعو إلى العفّة، فالعفّة حسب وصفه: تحريض عمومي معاكس للطبيعة. كما اعتبر تحقير الحياة الجنسيّة وارتباط هذه الحياة بفكرة “الدنس” هي جريمة في حقّ الحياة، وإذا ما تم اعتبارها خطيئة من قبل المثاليين، فالخطيئة عند نيتشه هي المثاليّة ذاتها.
أما سيجموند فرويد فرؤيته لمفهوم الإنسان لم تبتعد عن ذلك كثيرًا؛ حيث اعتبر الإنسان كائنا غير اجتماعي متمركزا حول ذاته تماماً، ولكن الذات التي تمركز حولها يتحكم فيها اللاشعور، وأنه كائن لا إرادة له.
مكانة الإنسان في الإسلام
تابعنا الصورة الناقصة أو المضطربة التي بلورها الفلاسفة الغربيون للإنسان, عبر تطور زماني لرؤيتهم، أما في الإسلام؛ فلم يشكل مفهوم الإنسان إزعاجًا كبيرًا أمام المفكرين الإسلاميين؛ لاسيما وأن الإسلام جاء ومحور اهتمامه هو الإنسان وإصلاحه وتحرير إرادته وتكليفه بما يضمن له السعادة في الدنيا والآخرة. حتى أن أبرز العلماء المسلمين كانت رؤيتهم لمفهوم الإنسان رؤية لا تخلو من إيمانهم العميق بعظمة المعجزة الإلهية التي أودعها الله في الإنسان, تلك الرؤية التي بلورها لأمثال ابن خلدون عالم الاجتماع الشهير – على سبيل المثال- في اعتبار الإنسان كائنا اجتماعيا لا تصح حياته بدون مجتمع “فالاجتماع ضروري للنوع الإنساني إلا لم يُتخيل وجودهم وما أراد الله من اعتمار العالم بهم واستخلافه إياهم”-
ولقد تضمن القرآن الكريم العديد من الآيات التي أعلت من شأن الإنسان وأكدت على منزلته العظيمة وتكريم رب العالمين له. وهذه الحقيقة يمكن استخلاصها من أكثر من موضع في القرآن الكريم؛ فالتكريم لم يكن فقط بمنح الإنسان نعمة العقل والفكر وحسن الصورة والهيئة ولا حتى باستخلافه في الأرض فقط ولكن كذلك في تسخير ما في الكون لخدمته وفرض تشريعات لصيانة حقوقه وممتلكاته وإلغاء أي وساطة بينه وبين ربه.
تكريم الذات الإنسانية
الحقيقة أن الإسلام قدم النموذج المثالي لتكريم الإنسان لم يسبقه إلى ذلك أي مواثيق وضعية؛ فقد منحه سبحانه وتعالى الهيئة السوية، وميزه بنعمة العقل ليخرج كأفضل مخلوقاته، والجدير بتكليفاته وخلافاته على الأرض.
قال تعالى في محكم آياته: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} (الإسراء:70) والتكريم الإلهي شامل لكل أصناف الخير والفضيلة. فكرم ربنا سبحانه وتعالى بدءًا من حسن خلق الإنسان وهيئته ليظهر في أحسن تقويم {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} (التين: 4) {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (الروم: 30).
وفي ذلك يتساوى جميع بني البشر عند لحظة الميلاد ثم يتفاوتون في مراحل حياتهم بعد ذلك في اتصالهم بتلك الفطرة الإيمانية المستقيمة.
الاستخلاف
إن استخلاف الله للإنسان في الأرض يشتمل على أسمى آلاء التكريم {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون} (البقرة: 30). فالاستخلاف مقصود به تكليف من الله للبشر بعمارة الأرض والإصلاح فيها , أي تحميله جملة من المسئولية والحرية والإخلاص لله، والتلاؤم مع نواميسه وتطبيق ما أمر به من شرائع لتسير عليها البشرية معلنة الولاء لله وحده.
وقد تكرر اللفظ القرآني (خليفة) و(خلائف) في أكثر من موضع من القرآن الكريم ليوضح لنا الخالق سبحانه وتعالى أنماط مختلفة من الأمانة التي وضعها على عاتق الإنسان. فيقول تعالى في سورة فاطر {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} (فاطر: 39)، وفي سورة النمل “أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض” (النمل:62).
ومن ثم يدرك الإنسان أن الخلافة التي فرضها الله عز وجل عليه قصد بها السمو بالإنسان والمجتمع إلى منزلة الحق والعدل، والشعور بالمسئولية، وأداء الأمانة؛ كما أمده الله بالعون على تحقيق ذلك بتسخير ما في السماوات والأرض لخدمته }ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} (لقمان: 20). إن استخلاف الله للإنسان لم يكن إلا لأهداف عظيمة وحكمة ربانية كبرى بعضها ندركه في حياتنا وبعضها قد لا ندركه الآن وإنما سنعرف أمره يوم نلقى الله عز وجل. إلا أنه من أهم الأهداف التي أرادها الله من استخلاف الإنسان هي:
في المقام الأول والأساسي العبادة؛ فكانت عبادة الله في الأرض هي الهدف الأول من استخلاف البشر {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات: 56). ثم يأتي بعد ذلك حفظ الحياة والإصلاح في الأرض وإعمارها؛ ليس ذلك فحسب بل وكذلك العدل بين الناس جميعًا حتى لا يكون هناك تمايز أو مفاضلة بين فقير وغني وعربي وأعجمي إلا بميزان التقوى.
بل إن الله تعالى في استخلافه لبني البشر قد دفع الإنسان المؤمن إلى السعي في الدنيا بالعمل الصالح من أجل الآخرة بعدما أدرك أن الحياة إلى زوال وأنه لن يبقى منها إلا صالح أعماله؛ ومن ثم كان لزامًا عليه الحكم بالعدل والرفع من شأن مبادئ الحق واستخدامه للعقل للتفكر في خلق الله والاستدلال على عظمته سبحانه وتعالى ونشر دينه وإعلاء شريعته وإعمار أرضه باستخراج ثرواتها واستغلال طاقاتها وكنوزها.
التكليف والأمانة
أخبرنا القرآن الكريم أن الخالق عز وجل قد عرض المسئولية والأمانة التي تضم الفرائض التي فرضها الله على عباده وأوامره ونواهيه على مخلوقات من مخلوقاته فلم يحملها إلا الإنسان {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} (الأحزاب: 72).
وقد أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملوا الأمانة خوفًا من تبعاتها، وخشية وتعظيمًا لله وهم مسخرات بأمره، ولو كان الخالق العظيم قد فرضها عليهم فرضًا، ولم يسمح لهم بحرية الاختيار ما امتنعوا عن حملها أبدًا.
وقد عقب الله تعالى في آخر الآية الكريمة على القبول الإنساني للأمانة بأن الإنسان كان ظلوماً جهولاً. وهما الصفتان اللتان تمثلان أصل كل نقص بشري ويقتضي حمل الأمانة المعروضة عليه أن يسعى لإصلاح هاتين النقيصتين. يقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسيره لمعنى “ظلوما جهولا” أن الإنسان ظلوم لنفسه جهول بأمر الله وما احتمل من الأمانة.
الاختيار ومواصفاته
ولكن من هو الإنسان الذي يشرف بتلك الأمانة ويؤديها لله حق تأديتها؟
إنه الإنسان الذي يربط بين حياة الدنيا والآخرة، ويدرك أن الدنيا ليست دار مقام، لكنها دار اختبار، يعرف فيها دوره وماهية وجوده، ويدرك أن الآخرة هي دار الخلود الأبدي، وأن الأمانة المكلف بها أمانة ثقيلة ومكرمة، ينبغي عليه أن يبذل طاقته من أجل الوفاء بها على الوجه الأكمل. إن إنسان الاستخلاف والإعمار في الأرض هو من يمارس دوره الأساسي في العبادة، والإعمار، والإنقاذ، والتعارف، ويسعى حثيثًا لتقديم الإسلام للناس، وتوفير المناخ الذي تعيش فيه تعاليمه، وتشريعاته، وتسمو فيه ذات الإنسان.
إن الإنسان الذي منحه الخالق العظيم جميع تلك المكرمات وأودع فيه مفاتيح الإدراك والمعرفة باستخدام نعمة العقل والحواس كان لزامًا عليه أن يعمل فكره في الوصول إلى الإيمان وحكمة خلق الموجودات على الأرض؛ وليس تضليل العقل والزج به في مسالك الحيرة والضياع باتباع أفكار ضالة أفرزتها عقليات شاذة رفضت وجود دين وشرع يحدد حقوق الإنسان وواجباته.
الإنسان وحقوقه بين الغرب والإسلام
يعتقد البعض أن مفهوم حقوق الإنسان لم يعرفه الغرب إلا في القرن السابع عشر تقريبًا؛ غير أن الفكرة نفسها لم تتبلور لدى الغرب إلا في القرن الثالث عشر أي بعد ظهور الإسلام بنحو سبعة قرون وربما لم تعرف الولايات المتحدة الأمريكية تلك الحقوق إلا في القرن الثامن عشر.
وإذا تحدثنا عن منشأ حقوق الإنسان في الفكر الغربي، نجد أنها ولدت من رحم ما أسموه بـ “الحق الطبيعي”- أي مجموعة الحقوق التي يكتسبها الفرد بالطبيعة وهي من أفكار فلاسفة اليونان القدامى- والذي أقروه عوضًا عن قوانين الكنيسة القمعية؛ حيث ينبع “الحق الطبيعي” من السيادة المطلقة للإنسان الذي لا تعلوه أي سيادة أخرى، وفق معتقدهم.
وقد ارتبطت حقوق الإنسان في الغرب بالحرية الفردية الخاصة بالإنسان الغربي (الغربي فقط) وليست حقوقًا لكل البشر حتى وإن ادعى واضعوها عكس ذلك. صحيح أنها تدعو ليل نهار إلى احترام الحريات؛ إلا أنها لم تنجح يومًا على مدى التاريخ الغربي الإمبريالي أن تتعامل مع الناس بمساواة وعدل دون محاباة للرأسمالية والمصالح والنفعية وإن جاء ذلك على حساب إبادة شعوب كشعب الهنود الحمر في أمريكا أو على الأقل استغلال الضعفاء والمقهورين والأمثلة على ذلك في العالم العربي لا تخفى على أحد.
على وجه العموم، لم يتم صك مفهوم حقوق الإنسان في الفكر السياسي الغربي كمصطلح إلا مع ظهور عدد من الوثائق السياسية التي حملت هذا الاسم؛ مثل إعلان الثورة الفرنسية عام 1790 وإعلان حقوق الإنسان بالولايات المتحدة عام 1776. وقد بدأ استخدام مفهوم “الحق” بصورة مصطلحية مع كتابات مفكري نظرية “العقد الاجتماعي” هوبز ولوك وروسو، وكان ثلاثتهم من رواد مفكري عصر النهضة الذين سعوا لفصل العملية السياسية والدولة عن سلطان الكنيسة.
وإذا انتقلنا إلى حقوق الإنسان الشرعية وفق منظومة الحقوق في الإسلام؛ نجد أنها منظومة فاعلة تنسجم بسلاسة مع الفطرة الإنسانية؛ وتحدد الحقوق والواجبات وكيفية الوفاء بهم وكذلك الضمانات التي يتم من خلالها إبراز تلك الحقوق.
إن الحق في الإسلام كما يحفظ للفرد حق الحياة والعدل والحرية والملكية والأعراض؛ فإنه يحرم كافة أشكال الجريمة والرذيلة والفساد التجاري والمالي ليحمي الضعيف من سيطرة القوي ويوقع العقاب الملائم للشخص المذنب ويلزم الدولة برعاية جميع الأفراد دون النظر إلى أعراقهم أو دياناتهم أو جنسهم أو لونهم.
يقول عز وجل: {قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ} (الأنعام: 104)؛ والبصائر يقصد بها البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوله تعالى : {من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} (الإسراء: 15 ).
فالميزة الخاصة بالحقوق في الإسلام هي شموليتها وعالميتها؛ فتضم حقوقا سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية؛ كما أنها تضم في منظومتها حقا لم تعرفه الأنظمة الوضعية قط وهو حق الكفاية الذي يضمن لكل شخص يعيش تحت ظل الدولة الإسلامية أن يحصل على ما يكفيه من مقومات الحياة حتى يحيا حياة كريمة غير مهينة لإنسانيته.
وإذا كانت حقوق الإنسان في الغرب قد جاءت وضعية لخدمة الإنسان الغربي، فإن حقوق الإنسان في التشريع الإسلامي جاءت لخدمة الإنسان في كل زمان ومكان ليصل إلى منتهى عبوديته لله الخالق عز وجل.
في الختام يظل مفهوم الإنسان هو الإشكالية التي تم من خلالها التعامل مع حقوقه فبينما اعتمدت الشريعة الإسلامية على مفهوم الأخوة بين المؤمنين والتراحم والتكافل والرحمة داخل المجتمع، أقام الغرب حقوقه على أساس من التنافسية والصراع والمنفعة والتي يحتكم فيها إلى القانون الوضعي فقط؛ ما يعني أنها محض قوانين قد لا يلتزم بها المخالفون وقد يلحقون الضرر بغيرهم إذا ما غفل عنهم قانون البشر. قال تعالى: {فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين * وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} (النمل: 13-14).
المصدر: مركز التأصيل للدراسات.
[ica_orginalurl]