الجاذبية

هناك فجوة تحتاج إلى ملايين السنوات الضوئية من العلم ليستكمل الإنسان معرفته بحقائق الكون فكيف يظن أنه بمقدوره أن يحيط إدراكا بإله الكون!!

افترض دوكنز أنه لا يوجد موجود ذو وعي إلا إذا كان مثل الكائنات الحية التي يتعامل معها علم الأحياء، والتي تنطبق عليها قوانين الداروينية. هذا مع أن خصمه يزعم أن هذه الأحياء التي تتحـدث عنها الداروينية ما كانت لتـوجد لولا وجود خالق ليس هو من نوعها!

أليس من أكبر الإهانات لنعمة العقل عزو جميع الصفات الموهوبة لملايين الأحياء حول العالم، الخالية من أي خطأ أو خلل إلى المادة الميتة الخالية من العقل ومن الشعور، أو إلى القوانين الطبيعية؟

أحرجت نظرية الانفجار العظيم علماء الفيزياء؛فصاروا مضطرين للاختيار بين القول بوجود خالق للكون أو القول بكونه أوجد نفسه من العدم فاختاروا هذا المستحيل هرباً من الاعتراف بوجود خالق!

عندما كنت أسأل أبي وأنا في سن الخامسة: “من خلق هذا الكون؟” يقول لي: الله، ولكن من خلق الله؟! يقول لي: لا تسأل حرام عليك، كنت دائماً في نفسي أقول: وكيف لا يأمرنا الله أن نتفكر فيمن خلقه!

كأن الكعبة المشرفة مركز للجاذبية الروحية؛ فهي القوة الخفية التي تجعل كل قادم يطوف حولها بمجرد الوصول إليها، تمامًا مثلما يطوف أي جِرم سماوي بمجرد وقوعه في أسر جاذبية جِرم آخر أكبر منه.