المهذب في الفقه الإمام الشافعي – م 6 (الفهارس)
يعتبر المهذب في الفقه الإمام الشافعي واحداً من أهم كتابين في فقه الشافعية التي شغلت الدراسين والمحصلين، أما الثاني فهو كتاب الوسيط للإمام الغزالي والذي بدأ المؤلف تصنيفه عام خمس وخمسين وأربعمائة، وانتهى منه عام تسع وستين وأربعمائة أي أنه أنجزه في مدة أربع عشرة سنة.
ويذكر منهجه في الكتاب بقوله: هذا كتاب مهذب أذكر إن شاء الله تعالى أصول مذهب الشافعي رحمه الله فيه بأدلتها، وما تفرع على أصوله في المسائل المشكلة بعللها.
قيل إن سبب تصنيفه (المهذب) أنه بلغه أن ابن الصباغ قال: إذا اصطلح الشافعي وأبوحنيفة ذهب علم أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، يعني أن علمه هو مسائل الخلاف بينهما فإذا اتفقا ارتفع فصنف الشيخ حينئذ (المهذب)
كان عليه المعول في المذهب حتى القرن السادس الهجري، والتف حوله العلماء، وحفظوه غيباً، وكانوا يتبارون في فهمه، وعكف عليه المحققون بالدراسة والتدريس، وفي الشروح والحواشي، وفي التعقيبات والتذييل، وفي التصحيح والتوضيح، وفي بيان لغاته ومشكلاته وغوامضه، وفي تخريج أحاديثه وآثاره.
يعتبر كتاب “المهذب في الفقه الإمام الشافعي” من أهم المختصرات، في الفروع، وهو امتداد لكتب الفقه الشافعي، ومن أهمها: كتاب الأم ثم مختصر المزني، الذي تفرع عنه الحاوي الكبير للماوردي، ونهاية المطلب للجويني، وتفرع من نهاية المطلب كتب أبي حامد الغزالي، التي تفرعت منها كتب الرافعي، ثم النووي الذي قام بشرح المهذب في كتابه المجموع، وقال:
واشتهر منها لتدريس المدرسين، وبحث المشتغلين: «المهذب والوسيط»، وهما كتابان عظيمان صنفهما إمامان جليلان: أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، وأبو حامد محمد بن محمد الغزالي رضي الله عنهما، وتقبل ذلك، وسائر أعمالهما منهما»
إنّ شروح المهذب ومختصراته والكتب التي صُنّفت حوله كثيرةٌ، ويصعب حصرها واستقصاؤها، وأكثرها لا يزال مخطوطاً، بل يقول الدكتور محمد الزحيلي أنّه لم يطبع من هذه الكتب إلا كتابان: كتاب المجموع شرح المهذب للإمام النوويّ، وكتاب “النظم المستعذب في شرح غريب المذهب” لابن بطال الرُّكبيّ
المصدر: المكتبة الوقفيه
[ica_orginalurl]