مقدمة

معجم الأنساب الواردة في الكتاب المقدس

دليلك للأنساب الواردة في الكتاب المقدس

إن الأصل في كلام الله المنزل على البشر لهدايتهم أن يحتوي على تلك المعلومات الموجزة التي تنفع الناس في دينهم ودنياهم وأولاهم وأخراهم، بعيدا عن الإطناب والحشو وفضول الكلام والتوسع والتفصيل الذي لا طائل من ورائه ولا ثمرة منه ترتجى. وإن التوسع في إيراد أنساب البشر بالتفصيل يعد من فضول الكلام، فلا نفع منه يرتجى سواء في الدنيا أو الآخرة.

ولذلك، نلاحظ أن القرآن الكريم لم يتوسع في إيراد أنساب الناس. بل أوجز في ذلك أيما إيجاز حتى أننا لا نكاد نصنع أية سلاسل أنساب تذكر من وحي القرآن الكريم. وربما كان أطول الأنساب ورودا في القرآن الكريم هو ذرية سيدنا نوح عليه السلام، ولكن حتى هذا النسب قصير جدا وموجز وغير مفصل، ولا يحتوي إلا على بضعة أسماء متفرقة وغير متصلة. ففي القرآن الكريم نقرأ:

وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (الأنعام 83:6-90)

ففي الآيات السابقة، يكتفي القرآن الكريم بذكر عدد من الأنبياء والمرسلين والإشارة إلى كونهم من ذرية سيدنا نوح دون إيراد سلاسل أنسابهم من نوح إلى هؤلاء الأنبياء لأنه لا فائدة من ذكر ذلك أصلا.

أما الكتاب المقدس، فمن الغريب أنه فيه توسع وتفصيل شديد في إيراد الأنساب ولاسيما أنساب بني إسرائيل. والأغرب من ذلك أن كثيرا من هذه الأنساب يشوبها إما الخطأ أو التناقض أو على الأقل الشك لاحتوائها على ما يتعارض مع الاعتقاد في صحتها.

وإذا كان الكتاب المقدس كذلك، فيتعذر الإيمان بكونه كلام الله الخالص. فكلام الله الخالص ليس فيه خطأ ولا تناقض وليس فيه ما يدعو إلى الشك في صحة نسبته إلى الله تعالى.

رابط تحميل معجم الأنساب الواردة في الكتاب المقدس

لتنزيل معجم الأنساب الواردة في الكتاب المقدس، انقر معجم أنساب الكتاب المقدس

[opic_orginalurl]

Similar Posts