محمد ستيفن ليكا.. داعية إسلامي روماني الجنسية، يرى أن الإسلام يمكن أن ينتشر بالسلوك الحسن وليس بالكلام.. واختار أن يطوف
العالم ليعطي صورة مغايرة للمسلم المتصالح مع ذاته ومع الآخر..
أكثر من خمسين دولة زارها بسيارته وما زال الرحالة الداعية المسلم مواصلاً رحلته الإيمانية يجوب الآفاق كاشفا عن الوجه الحضاري للإسلام.
قصة إسلام هذا الرجل مع بساطتها تعتبر في زماننا شيئا يفوق الخيال، ولكنه في الحقيقة الخيال الواقعي أو الواقع الخيالي الذي ربى الإسلام عليه أتباعه، والأخلاق الرائعة التي دعا إليها أنصاره.. ولو أنهم تمسكوا بها وحققوها في حياتهم لأسلم أكثر من في الأرض من غير أن ينطق المسلمون بكلمة.. وهكذا أسلم ستيفن ليكا سابقا والذي أصبح فيما بعد محمد ستيفن ليكا الداعية المسلم.. فما هي قصة إسلام هذا الرجل؟!!
قصة إسلام غريبة
تعالوا بنا نسمعها منه في أحد لقاءاته يقول:
قصة اعتناقي للإسلام هي بسبب المعاملة اللطيفة من أحد الإخوة المسلمين في تركيا، وهي أني سافرت إلى تركيا للسياحة، وفي الليل، وبالخطأ، أضعت الطريق.. استوقفت أحد المارة، وقلت له: “هل تعرف هذا العنوان”؟ وأريته بروشور الفندق.
قال: ليس هناك أي فندق في هذه القرية، ولكني أرجو أن تكون ضيفي في هذه الليلة.
ذهبنا إلى بيته، وكان مظلماً لا أرى شيئاً إلا الباب الأمامي، الذي كان مفتوحاً، ورأيت بالداخل خمسة أطفال وسيدتين كبيرتين في السن.. فقلت في نفسي: هذا المكان آمن.. ودعاني وزوجتي أن ندخل ثم دعانا لتناول العشاء البسيط جداً.. وقد شعرنا براحة كبيرة بسبب الطريقة التي عاملنا بها. وقال لنا: أنتم تنامون هنا.. وأما نحن فلدينا مكان آخر للنوم.
وفي اليوم التالي، صباحاً بعد استيقاظي من النوم، بحثت عنه لأشكره وأواصل رحلتي..
عندما خرجت من الدار، كان الوقت نهارا. وأستطيع أن أرى كل شيء، واكتشفت أنه لا يوجد في هذا الدار إلا غرفة واحدة هي كل بيته، وأن هذا الأخ وخمسة أبناء وزوجته وأمه كانوا نائمين في الخارج تحت شجرة في العراء وشدة البرد..
كدت أن أصعق من المفاجأة، وذهبت إليه، وقلت له: أأنت مجنون، لماذا فعلت هذا؟
نظر إلي وجهي وكان مبتسماً. وقال: لا، أنا لست مجنونا، أنتما مسافران ويجب عليَّ أن أساعدكما وأقدم لكما أي شيء أقدر عليه، لأن ديني يأمرني بذلك فأنا مسلم..
عندما قال الأخ: “أنا مسلم”، كان وجهه منيرا ومتوهجا كالنار، وكنت منذهلاً جداً، وزوجتي بدأت تبكي..
قلت لها: انظري ما الذي تعرفينه عن الإسلام، وقد رأيت كيف يعاملنا هذا الشخص؟
قال لنا الرجل: لا أعرف كثيراً عن الإسلام، لكن اقرؤوا القرآن، ويمكنك قراءة السنة وعندها ستعرف عن الإسلام.
فوراً.. ذهبت إلى المكتبة واشتريت مصحفاً وبعض كتب الحديث، وبدأت بالقراءة، وقرأت باستمرار لمدة شهرين تقريباً.
وبعد شهرين فتح الله قلبي وقلت: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله”.. وأصبحت مسلماً في 17 يناير1993والحمد لله.
البداية وليست النهاية
لم تنته القصة عند ذلك.. ولكنها في الحقيقة بدأت مع هذا المسلم الجديد. يقول محمد ليكا:
أما فيما يتعلق ببداية حياتي كمسلم، بدأت الدعوة، وسافرت إلى أكثر من 112 دولة أحمل شعار الإسلام.. أكثر من ألف شخص أصبحوا مسلمين.
وعندما رأيت الثمرة الطيبة لهذا النشاط قررت أن أفعل شيئاً للإسلام في رومانيا.. والآن في منطقتنا لدينا أكثر من 80 ألف مسلم..
قررت أن أبني المركز الإسلامي ليصبح داراً لتعليم الناس القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأنا هذا المشروع، ولقد قاربنا على إنهائه، وبقي علينا القليل للانتهاء منه.
حلمي أن نجعل هذا النشاط منتشرا في أنحاء العالم، وهدفي هو هداية الناس للتعرف على الإسلام؛ فالشخص إذا قرأ القرآن بقلب مفتوح فبالتأكيد سيغير رأيه عن الإسلام وسيتبع هدي محمد صل الله عليه وسلم.. هذا هو حلمي وأنا أعمل من أجل تحقيقه وأتمنى أنني عندما أنتهي من بناء المركز الإسلامي للدعوة في رومانيا أن يستمر نشاطنا؛ لأن علينا مسئولية كبيرة؛ فالله أعطانا نعمة الهداية ونعمة الإسلام فيجب علينا نشر هذه النعمة.
هذا كان موقف رجل مسلم بسيط ولكنه صاحب فهم وخلق إسلامي رفيع، كان تصرفه سببا في إسلام رجل كافر أنجاه الله به من النار، ليس هذا فحسب ولكنه شهد مولد داعية إسلامي كبير في بلده، يحمل هم دينه، ويجوب دول العالم يدعو إلى ربه حتى يسلم على يديه قرابة الألف شخص، الله أعلم بما فعله كل واحد منهم لخدمة دينه الجديد.. كل ذلك وكل هؤلاء الرجال وكل ما فعلوه للإسلام في ميزان رجل تركي مجهول لدينا ولكنه معلوم عند الله، وإنما نال ذلك بفهم حقيقة الإسلام وبدعوة بالخلق والفعل قبل أن تكون باللسان والكلام..
فجزى الله الأول عن دينه خيرًا.. ونسأل الله لنا وللداعية محمد ستيقن ليكا الثبات على الدين والتوفيق وحسن الختام.
———
المصدر: موقع إسلام ويب.
[ica_orginalurl]