د. محمد علي
أنت تعاني من ضياع وقتك أو هدره في الواتساب، حتى إنه يأخذ أكثرَ وقتك، ويقتطع من أهم أوقاتك مع أهلك وأحبابك، كما يقتطع أهمَّ أوقات راحتك، ويتدخَّل في أوقات نشاطاتك الاجتماعية والعلمية.
أنت رمزٌ في المجتمع، في العمل الخيري، في المجال الشرعي، في المجال العلمي، في المجال الدعوي، وتشعر فعلًا أنه لا مفرَّ لك من الواتساب، وأنك واقع في أسْرِه.
إليك هذه الخطوات التي لا ندعوك من خلالها إلى ترك الواتساب، ولكنها تُرشدك لعمل الأفضل؛ حتى تتمتَّع بحيويَّتِك كرمْزٍ مهمٍّ في المجتمع، وكإنسان له هدف، كما تتمتَّع بحبيبك الواتساب أيضًا:
أولًا: لا تُكثر من المجموعات والجروبات، وحسبك منها ما يتصل فعلًا بعملك بشكل مباشر وضروري؛ حتى تستطيع المتابعة والتحكم.
ملاحظات: البعض يُحرَج حينما يُدخِله أصدقاؤه في مجموعات، ويبقى فيها مُحرجًا، وهنا أنصح أن تقوم بهذه الخطوة:
مجرد أن يُدخلك صاحبك في مجموعة، أرسل له على الخاص شكرك لاهتمامه، وأوضح له أنك لا تدخل في مجموعات؛ لأنك لا تستطيع المتابعة والمواكبة، وأنه يكفيك منه التواصُل على الخاص عند الضرورة، ثم اخرج من المجموعة، أو دعه يُخرجك فورًا.
البعض ينضمُّ إلى مجموعات بغرض الاستفادة من معلوماتها، مع أنه لا يقرأ ولا يُتابع، فالأفضل لهذا -خاصةً إن كان مشغولًا بأعمال، أو كان له منصب مهمٌّ في أي مجال – ألا ينضمَّ لتلك المجموعات بوهم الاستفادة، وليعلم أن الفائدة التي يرجوها من المجموعات التي لا يتابع رسائلَها، سيجد أكثر منها وأحسن وأوثق حينما يضع يده على أحد الكتب الموجودة في مكتبته المنسيَّة.
ثانيًا: بالنسبة للمجموعات والجروبات التي تراها مهمة ومتعلقة بالعمل؛ اختر منها في جوالك ما تراه يستحقُّ الاطِّلاع المباشر منك، وفي الوقت المناسب للاطلاع، ودع بقية المجموعات في جوَّالٍ آخر، يكون بيد سكرتيرك أو شخص آخر من العائلة أو العمل، بحيث يتابع (بحكم عمله) رسائل المجموعات المهمة، ويعطيك خلاصةً في آخر اليوم عن المهمِّ فقط، إلا إذا كان هناك أمر عاجل؛ فيتصل بك اتصالًا في وقتها ليخبرك به.
ثالثًا: حدِّد وقتًا للاطِّلاع على رسائل الواتساب، وأقترحُ أن يكون لك ثلاثة أوقات، خاصةً إن كنت قد وصلت إلى مرحلة الإدمان عليه أو التعلُّق به: يكون الوقت الأول هو في فترة الصباح للاطلاع على الجديد وإرسال الردِّ اللازم، وليكن الوقت قصيرًا؛ أي: لا يتعدَّى نصف الساعة بالكثير، ويكون الوقت الثاني هو قبل فترة الاستراحة في الظهر، أو دقائق فقط في وقت الاستراحة بحيث لا تتعدَّى عشر دقائق، والوقت الثالث يكون نصف ساعة لا أكثر في فترة المساء، ويمكن أن تخبر الجميع بتقنيتك الرائعة هذه والمنضبطة؛ إما من خلال حالة الواتس، أو بإرسال رسالةِ تنبيه للأصدقاء بين كل فترة وأخرى (مثلاً رأس الشهر)؛ حتى يعلم الجميع أنك مشغول بالأهم، وأنك لست موظفًا تبع الواتساب، وتشعرهم تبعًا لذلك أن من أراد أمرًا مهمًّا ومباشرًا، فعليه بالاتصال المباشر.
رابعًا: اعتمد في جُلِّ أعمالك على الإيميل أو على الاتصال المباشر؛ وذلك لضبط الأمر أكثر، ونظرًا لسهولة أمر الواتساب الذي يُرسل فيه كلُّ مَن هبَّ ودبَّ، ولن يلجأ إلى الاتصال أو الإيميل إلا الذي سيبذل جهدًا، ويرى الأمر مهمًّا.
خامسًا: عند اطِّلاعك على الرسائل الواردة في الواتساب، سترى البعض يحتاج إلى ردٍّ، وهنا لا تردَّ كتابيًّا؛ لأنه يأخذ وقتًا أطول، بل ردَّ صوتيًّا؛ لتوضيح الأمر وسرعة الإنجاز، واجعل الكتابة في حدود ضيِّقة؛ مراعاةً لتقنيتك التي تسير عليها.
سادسًا: بعض الأصدقاء يرسل إليك رسائلَ بشكل يوميٍّ، وربما عدَّة رسائل في اليوم، أغلبها حِكَم ونصائح أو ما شابه، والكثير تعوَّد على النسخ واللصق، والبعض يرسل مطولات، فأقترح أن يتمَّ تنبيه الأخ الكريم الذي يفعل هذا بالاختصار والاقتصار على إرسال المفيد والضروري، واشكره على اهتمامه، مع إشعاره أنك تحبِّذ اقتصار المراسلة بينكما في الخاص على الرسائل المهمة، وترك الباقي للمجموعات أو الأرقام الأخرى.
__________
* المصدر: المجلس العلمي.
[ica_orginalurl]