بهذه المبررات الإلحادية المادية تمت إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر في عمليات الإبادة الشهيرة التي قام بها البيض في أمريكا، وتحت غطاء مادي لن تجد ما يعوقك عن فعل أكبر الجرائم على الإطلاق.
(مقتطف من المقال)
د.هيثم طلعت
قام عالم الإنسانيات الشهير (صمويل مورتن) بتجميع عدد لا يحصى من الجماجم البشرية، وعمل قياسات بينهم وتوصل إلى نتائج رهيبة لتصنيف البشر وتقسيمهم إلى مجموعات وأجناس وأعراق، وقد استنتج من بين ما استنتج أن الأمريكيين ثم الإنجليز ثم الفرنسيين هم أذكى الناس في العالم!!
يقول (لي بيكر) عالم الإنسانيات الشهير: إن صمويل مورتن كان مخبولا بفكرة مقاس الجمجمة وكان يعتمد على ذلك المقاس لقياس الذكاء والتفوق الحضاري والعرقي.
وبعد صمويل مورتن بفترة ظهر كتاب (أنواع البشرية) ل (لويس أجاسي) الذي قام فيه بالتأصيل العلمي لفكرة اختلاف البشر والأعراق، وأننا لسنا سواسية وأعطى المبرر للبيض بقتل الهنود الحمر، وقال بالحرف الواحد: البيض ليسوا سفاحين ولكنهم يتبعون قضية حتمية في تشكيل الأعراق وحتمية العلم.
وجهة النظر البيولوجية المادية
وتم تبرير هذا الأمر من وجهة النظر البيولوجية المادية بقياس حجم الجمجمة وأطوال الرأس، وظل هذا التصور سائدا حتى الحقبة الهتلرية، فكان يتم اعتماد الجنس الآري الألماني بنفس القياسات واستبعاد الآخرين ثم إحراقهم فيما بعد!!!
لقد بررت هذه الرؤية الإلحادية لعمدة (نيوجرسي) أن يقول مقولته الشهيرة: إن الهنود بما أنهم نشأوا في وسط عرق أبيض أرقى.. عليهم أن يستسلموا ثم يختفوا)، وحتى السبعينات من القرن الماضي، كانت الباصات والفنادق مقسمة عرقيا وكانت توضع لافتة فوق المكان المسموح فيه بجلوس الملونين السود.
ولا ننسى قصة المسكين (أوزاوا) تلك القصة الشهيرة التي حدثت عام 1915م، عندما أصدر الكونجرس قرارا بعدم منح أوزاوا الجنسية الأمريكية لأنه من عرق مغولي.
فقد أصدر الكونجرس قرارا بأن البيض فقط هم الذين يحصلون على الجنسية، والزيجات المختلطة ممنوعة.. وحتى سنة 1920م، لم يكن للسود ذمة مالية أي لا يستطيعون امتلاك عقار أو إقامة مشروع.
حتى الضمان المادي الذي وضعه أيزنهاور ل 30 مليون أمريكي استثنى منه السود، ولا ننسى تلك المهزلة التي حدثت للمحاربين السود المساكين العائدين من الحرب العالمية الثانية.. والذين كان عددهم مليون جندي أسود، حيث لم يتم تسليمهم منازل بسبب لون البشرة فيما عرف بقضية (ليفيتاون جيت).
وكتاب (قوس الجرس) أكثر الكتب مبيعا في السبعينات الذي يتحدث عن أنه لا فائدة من تعليم السود أو تحصينهم من الأمراض، إنهم أضعف عقلا وأفقر ذهنا من البيض، ولابد أن ينفق المال في أمور أكثر فائدة!
بهذه المبررات الإلحادية المادية تمت إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر في عمليات الإبادة الشهيرة التي قام بها البيض في أمريكا، وتحت غطاء مادي لن تجد ما يعوقك عن فعل أكبر الجرائم على الإطلاق.
_______________________________________
المصدر: نقلا عن كتاب/ موسوعة الرد على الملحدين العرب لدكتور/ هيثم طلعت، بتصرف في العنوان
[ica_orginalurl]