ترجمة معاني القرآن الكريم بين نظريتين: الدلالية والتداولية : ما زالت ترجمة معاني القرآن الكريم مثاراً للجدل العلمي من حيث تصنيف المشاكل التي تعترضها والنظرية المقترحة لحلها، حيث لا يقتصر عمل المترجم على التعامل مع لغتين فحسب، بل مع الثقافة المصدر (الغربية) والثقافة الهدف، فالمشكلات الثقافية تفوق في أهميتها المشكلات الناجمة عن التباين اللغوي سواء في البنية النحوية أو الدلالات المعجمية للألفاظ. وتضمن البحث ثلاثة أجزاء، عرض في الجزء الأول منه بشيء من الإنجاز لأدبيات الترجمة التحريرية سواء قبل ظهور علم اللغة الحديث أو بعده، وللظروف المختلفة التي أدت إلى ظهور هذه الأدبيات، وما ثار حولها من جدل، منتهياً إلى نظريتين رئيسيتين في الترجمة: النظرية الدلالية والنظرية التداولية. ويختص الجزء الثاني باستعراض المشكلات المتواترة في ترجمة معاني القرآن الكريم على المستويين اللغوي والثقافي ومناقشتها، مع إيلاء عناية خاصة بالمشكلات الثقافية والتمثيل لها من أبرز الترجمات المتداولة. أما المشاكل اللغوية فقد عولجت بشكل مقتضب. ويعزي هذا الاقتضاب إلى أن التباين على المستويات الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية بين معظم اللغات المعاصرة قد قُتل بحثاً ودراسة وتنظيراً في علم اللغة المقارن وعلم اللغة التقابلي.
[ica_orginalurl]