كتاب الإجماع في التفسير هو في الأصل رسالة ماجستير تقدم بها كاتبها لنيل درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين – مشتملة على قسم للدراسة التأصيلية، وقسم آخر للدراسة التطبيقة لتتبع وجمع مسائل الإجماع في تفسير آي القرآن الكريم، وقد جرت الدراسة وفق منهج علمي رصين جديد في هذا الباب.
وتعتبر هذه الدراسة غاية في الأهمية والإفادة حيث أنها تتناول باباً مهماً من أبواب البحث في علم التفسير ألا وهو (الإجماع)، وإن كان كثير من العلماء صنف وألف قديماً وحديثاً في مسائل الإجماع الفقهي، إلا أن أحداً لم يتناول مسائل الإجماع في التفسير وتخصيص البحث والدراسة رغم ما لهذا الموضوع من أهمية بالغة، حيث يفيد الباحثين والمؤلفين للوقوف على مسائل الإجماع عند المتقدمين وتأصيل هذه المسائل المجمع عليها، وقد اشتملت الدراسة على استقراء وتتبع أهم كتب التفسير ومدارس المفسرين متمثلة في ستة كتب تفسيرية من أمهات كتب التفسير سواء من مدرسة التفسير بالأثر أو التفسير بالرأي هذه الكتب على النحو التالي.
الكتاب الأول : جامع البيان عن تفسير آي القرآن، للإمام الحافظ محمد ابن جرير الطبري التوفى سنة عشر وثلاثمائة من الهجرة النبوية المباركة، وهو من مدرسة التفسير بالمأثور. الكتاب الثاني : تفسير القرآن العظيم- مسنداً عن رسول الله والصحابة والتابعين، لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة سبع وعشرون وثلاثمائة من الهجرة النبوية المباركة، وهو من مدرسة التفسير بالرأي. الكتاب الثالث : النكت والعيون ، لأبي الحسين علي بن محمد بن حبيب الماوردي المتوفي سنة خمسون وأربعمائة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من مدرسة التفسير بالرأي، الكتاب الرابع : الوسيط في تفسير القرآن المجيد ، لأبي الحسين علي بن أحمد الواحدي المتوفي سنة ثمانية وستون وأربعمائة من الهجرة، وهو من مدرسة التفسير بالمأثور. الكتاب الخامس : المحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن غالب ابن عطية الأندلسي المتوفي سنة ست وأربعون وخمسمائة من هجرية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو من مدرسة التفسير بالأثر. الكتاب السادس : الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة ستمائة وواحد وسبعون للهجرة، وهو من مدرسة التفسير بالرأي.
[ica_orginalurl]