العز بن عبد السلام: حياته وآثاره ومنهجه في التفسير، رسالة علمية بحثية لنيل درجة الدكتوراه من قسم التفسير وأصوله بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية بالرياض.
وتأتي أهمية هذا البحث لما يتناوله من المنهج التفسيري وأهم سماته وخصائصه عند أحد أعلام القرن السابع الهجري، وإمام كبير من أئمة أهل العلم وأحد سلاطين العلماء الذين حاربوا الظلم، وهانت عليهم أنفسهم فبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الدين ونصرة الحق وأهله، ولا شك أن عالم مثل العز ابن عبد السلام لابد أن تفرد له الدراسات والأبحاث لبيان منهجه التفسيري تفصيلًا وتطويلًا، وقد بدأ الباحث بذكر مقدمة عن العصر الذي عاش فيه العز ابن عبد السلام، وكيف كان هذا العصر يموج بالفتن والصراعات السياسية الحادة، وكيف تصدى العز ابن عبد السلام لهذه الفتن ووقف سدًّا منيعًا أمام أي انتهاك لأساسيات الولاء والبراء في الإسلام أمام هؤلاء الحكام، وفي كافة المدن التي ترحل بينها العز ابن عبد السلام، ثم ذكر الباحث اسم العز ابن عبد السلام ولقبه وكنيته، وزمن طلبه للطلب – حيث لم يطلب العلم إلا مع تقدمه في السن – ونشأته الدينية والإجتماعية، والبيئة السياسية والإقتصادية التي احاطت بالإمام العز ابن عبد السلام، ثم ذكر أهم شيوخه وتلامذته، وسبب تنقله بين المدن للظروف السياسية المحيطة به وجرئته في قول كلمة الحق، ثم وفاته رحمه الله وغفر لنا وله.
ثم استفاض الباحث في الباب الثاني في شرح منهج العز ابن عبد السلام في التفسير وأصوله، وقد بين أن للعز ابن عبد السلام كتابين في التفسير الكتاب الأول هو مختصر لتفسير(النكت والعيون) للماوردي، والكتاب الثاني هو تفسير ألفه العز ابتداءًا، مبينًا سبب اختيار العز ابن عبد السلام لكتاب النكت والعيون لاختصاره، وأهمية هذا التفسير ما جعل غير مفسر من أعلام المفسرين ينقل عنه ويشرح منه أو يختصره – كما فعل العز ابن عبد السلام- مثل الطبري في ( الجامع لأحكام القرآن) والإمام ابن الجوزي في (زاد المسير في علم التفسير)، وقد ردّ الباحث على سبب إيراد الماوردي لكثير من أقوال أهل الإعتزال أو على من عدّ تفسير (النكت والعيون) من تفاسير المعتزلة.
[ica_orginalurl]