قال الشيخ يوسف إستس -أبرز الدعاة للإسلام في أميركا الشمالية-: إن الدين الإسلامي هو أسلوب الحياة الذي أراده الله لخلقه في الدنيا.
وأضاف في برنامج “بلا حدود” على قناة الجزيرة الفضائية.. أن اللغة العربية تستخدم كلمة “دين” للدلالة على طريقة وأسلوب الحياة، والإسلام هو الطريقة التي يجب أن يحيا بها الإنسان في الدنيا تطبيقا لقول الله عز وجل “إن الدين عند الله الإسلام”، مفسرا كلمة الإسلام بأنها “تسليم الأمر لله والإقرار بأمر الله في حياتك”.
وقال: “لو أردت أن تكون قريبا من الله عليك أن تطلب منه الهداية، لتبدأ أمور كثيرة تتغير في حياتك وتضعك على طريق الإيمان، وهذا ما حدث لي”.
وشرح الشيخ يوسف ملابسات دخوله الدين الإسلامي بعد أن كان مبشرا للمسيحية في الولايات المتحدة، وقال إن الناس في الغرب يعتقدون أنه لا يجب أن تكون مسلما مع كونك أميركيا، قاصرين الإسلام على مناطق جغرافية معينة لا يجب أن يخرج عنها.
طريق الهداية
وقال عن قصة تحوله للإسلام “تعرفت على شخص مصري في ولاية تكساس الأميركية، وحاولت أن أحوله للديانة المسيحية، فعرضت عليه سفر التكوين في الكتاب المقدس، فقال لي إن هناك أشياء مشابهة له في القرآن الكريم، فشعرت أن الأمر بات سهلا، واكتشفت بعد دخولي الإسلام أنه سليل نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتبعية نبي الله إبراهيم عليه السلام”.
وتابع “رأينا في شخصيته وما سمعناه منه ما هو الإسلام وحقيقته، فقد كان دائما مستعدا لمساعدة الآخرين أيا كانوا، وهو أمر أقدره في أي شخص”.
واستطرد “ذات مرة كنا جالسين نحضر لصفقة بيع، وشاهد (هذا المصري المسلم) أن تاريخ صلاحية البضاعة أوشكت على النفاد فنصح الشخص المشتري بعدم أخذها، وهو ما فاجأني كثيرا لأني لم أعتد ذلك من الناس في الغرب”.
ويواصل الشيخ يوسف حديثه عن المواقف التي سبقت دخوله الإسلام قائلا “ذات يوم سأل قس كاثوليكي هذا المسلم هل أستطيع أن آتي إلى جامعكم، فأجابه بالموافقة، وعندما عاد سألوه ماذا فعلوا بكم؟ أليس هذا المكان الذي يذبحون فيه الحيوانات ويجهزون فيه القنابل، فنفى ذلك، وقال إنهم يتعبدون ويصلون ويسجدون كما هو مذكور في الكتاب المقدس”.
أما عن الصورة التي في أذهان الكثيرين عن الإسلام في أميركا، فيقول الشيخ يوسف إنها تأتيهم من شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام والأفلام، وهي صورة مغلوطة تحمل الكثير من الإثارة، وتقول أشياء غريبة جدا عن الإسلام، وما يعنيه أن تكون مسلما.
وعلى النقيض تماما من هذه الصورة يروي الشيخ تجربته الشخصية مع المسلمين قائلا: “زرت العالم كله تقريبا، ومن خلال تجربتي الشخصية تعرفت على طبيعة المسلمين، حيث الكرم والسخاء، حتى الشخص العادي تتوفر فيه هذه الخصال مقارنة بأتباع الديانات الأخرى”.
قصص التحول
وروى الشيخ يوسف قصصا مؤثرة لإسلام بعض الغربيين على يديه وأبرزها:
– ذات مرة التقيت رجلا يبحث عن الله والهداية، يقرأ ما في الكتاب المقدس ويجده متعارضا مع ما يسمعه من القساوسة والكهنة، ثم تحول إلى اليهودية وأمضى 14 عاما يدرس العبرانية ويتقرب إلى الحاخامات، ثم تعلق بمسألة لم يستطع فهمها، فهم لا يكتبون اسم الله.
كان هذا الرجل يوما مع بعض المسلمين وبعضهم كان يقرأ ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية، ووجد عبارة تقول “بسم الله الرحمن الرحيم”، وسألهم إن كان هذا هو اسم الله، فأجابوه نعم، فقال لهم علموني، ومن هنا بدأت رحلة تعرفه على الإسلام حتى دخل فيه.
– شخص آخر كان يفكر في مسألة وجود عوالم أخرى غير هذا العالم الذي نعيش فيه، ووجدها في أول سورة الفاتحة، فقرأ وقرأ وتعلم ثم أصبح مسلما في نهاية الأمر.
– كنت في نيويورك وكنت على وشك إلقاء كلمة وبدأت بالبسملة، وماذا تعنيه الشهادة، فقام رجل يطلب أن يدخل في الإسلام قائلا “إن ما قلته دخل في قلبي مباشرة” وذلك خلال ثلاث دقائق فقط.
– فتاة تعمل في مجلة متخصصة في نشر صور العري دخلت الإسلام، انضمت لموقعنا على شبكة الإنترنت وقالت إنها عاشت حياة مريعة حتى بلغ بها الأمر إدمان الخمر والمخدرات، وقالت إنها لا تريد ذلك لنفسها بدون علاج وتطلب الرحمة والهداية والشفاء من الله، ثم دخلت الإسلام.
– هناك فتاة أخرى كانت تظهر على المسرح مع مطربي الراب، وجسدها ممتلئ بالوشم، الآن تجدها إنسانة هادئة ومتزنة لديها طفل بعد أن تحولت للإسلام رغم أن والدتها رفضت ذلك وأنكرت عليها أن تتحول هكذا عن نمط حياتها.
– خلال مؤتمر في مدينة دبي الإماراتية أخذ رجل الكلمة بعدي وأمسك بيده بمطوية، وكان مبشرا للمسيحية، وسألني لماذا تتحول من التبشير للنصرانية إلى الدعوة للإسلام؟ نظرت في وجهه وقلت له: أنت تسعى للهداية أليس كذلك؟ وتحدثت معه عن معنى كلمة الإسلام، وقلت له إن هناك كلمة في العربية تجمع المعاني التي تبحث عنها وهي الإسلام، فرأيت تحولا في وجهه نحو السعادة والرضا، بعد ذلك تحدثت معه وانتهى الحديث بأن نطق الشهادتين ودخل الإسلام..
استمتع بمشاهدة هذه الحلقة الرائعة مع الشيخ يوسف إستس:
——
المصدر: موقع الجزيرة.
[ica_orginalurl]