وقْف الكتب في الحضارة الإسلامية
من الخطوط الورقية إلى المطبوعة الرقمية
سلسلةُ الأبحاث الفائزة في مسابقة الكويت الدولية لأبحاث الوقف (29)
يمتاز الوقف عن سائر عقود التبرعات بكونه وسيلة ناجعة لتطوير مختلف المؤسسات الاجتماعية، فضلًًا عن تصدره وجوه الإحسان العمومي والتكافل التضامني بين سائر النظم المالية، وفق الأبحاث المتخصصة، وإحصائيات الدراسات الاقتصادية.
ولا ريب في أن الوقف منهج إسلامي أصيل، ظهر في عهد النبي صل الله علية وسلم فشمل العقارات والأراضي والآبار وغيرها من الأوقاف العينية والأصول الثابتة، حتى استقر في الأذهان أن ما عدا المنقولات كوقف الكتب لا يُحبس، فأنكره أبو حنيفة وقال أتباعه ليس ذلك على أصوله، مما سبّب لَبسًا ولغطًا في جواز استحسانه.
غير أن الخليفة عثمان لما أرسل المصاحف إلى الأمصار تبعه على هذه السنة كثيرون، فحبّسوا مئات المصاحف على المدارس والجوامع الكبرى دفعة واحدة، فقاس العلماء
وقف الكتب عليها بجامع اشتراكهما في مناط علة نشر العلم الشرعي، فانتزعوا من ذلك
مشروعيته، ومن ثَم أجمعوا على جوازه.
المصدر: الأمانة العامة للأوقاف
[ica_orginalurl]