ما من شيء يلقي ببركاته وهداياته وأنواره على حياة العبد كالصلاة والعناية بها وإقامتها على الوجه الصحيح.
وكلما كان العبد ذا عناية بصلاته والخشوع فيها وتحسينها، عاد ذلك على حياته كلها بالخير والفلاح، فهي جذر إصلاح دين العبد ودنياه.
إن أولى عتبات التربية الإيمانية وتعميق الصلة بالله، إصلاح الصلاة، ومما توارت عليه وصايا الصالحين أن من فُتح له باب الصلاة، فتحت له أبواب بقايا الطاعات، لأنها الركيزة الأساسية نحو سير العبد إلى الله، وإذا صلحت صلح سائر العمل.
ومن أعظم أمارات إرادة الله خيراً بالعبد، أن يوفقه لإقامة الصلاة على الوجه الصحيح.
فمقياس منزلتك عند الله يكون بمنزلة الصلاة في حياتك، ومدى عنايتك بها واهتمامك بإقامتها.
ولهذا قال الإمام أحمد (رحمه الله): “قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك”.
وسيظلم البيت وتتوارى عنه الخيرات والبركات إذا لم يكن أهله من مقيمي الصلاة.
وليس كثيراً على الصلاة أن يضحَّى بكل شيء من أجل إقامتها كما أمر الله، ولا شيء أنفع في ذلك من أن يتضرع العبد إلى ربه، ويسأله أن يعينه على إقامة الصلاة على الوجه الذي يرضيه، ولهذا كان من أدعية الأنبياء (عليهم السلام): “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي”.
فإن وفقك الله لهذا الدعاء فأبشر بإجابة الله لك، فالله أكرم من أن تسأله القرب منك ويردك، ولن يخيب الله عبداً ترك الدنيا وبهجتها وسأله القرب منه بإصلاح صلاته.
أما ذاك الذي ترك الصلاة فيؤلمنا أن نكاشفه بهذه المكاشفة ونهمس في أذنه قائلين: “لا تعتقد أنك تارك للصلاة برغبتك، فالحقيقة المفجعة أن الله لم يحب لقاءك”.
ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم.
__________________________
المصدر: قناة د. طلال بن فواز الحسان.
[ica_orginalurl]