د. رمضان فوزي بديني (خاص بموقع مهارات الدعوة)
تمثل ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فرصة عظيمة للدعاة –ورثة الأنبياء- أن يجددوا العهد بميراثهم الدعوي، من خلال الاتصال بسيرة سيد الدعاة صلوات ربي وتسليماته عليه؛ فيكون احتفاؤهم واحتفالهم بهذه الذكرى العطرة تختلف عن غيرهم من عموم الناس؛ فهم في حاجة لأن يستمدوا الزاد الإيماني، ويستخرجوا الدروس التربوية، ويكتسبوا المهارات الدعوية؛ بحيث يحققون الشمولية التربوية التي تضمن لهم سلامة المعتقد، وصحة العبادة، وديمومة الدعوة واستمراريتها.. ولن يجدوا ما هو أكثر ثراء وخصوبة في كل هذا من سيرته صلى الله عليه وسلم.
إن الدعاة إلى الله عز وجل مدعوون للتواصل المستمر مع تراثهم الزاخر المتمثل في كتاب ربهم وسنة نبيهم وسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم
وفيما يلي بعض الموضوعات التي ارتأينا نظمها في عقد فريد ثمين نقدمه لقرائنا الكرام في ملف خاص بمناسبة ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. سائلين الله تعالى الإخلاص والقبول:
لمحات إيمانية من مولد المصطفى
من المعتاد في الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتكلم الدعاة والخطباء عن محاسن هذا النبي، وعن مكانه ومكانته عند الله، وعن أخلاقه وسيرته العطرة…
مواقف تربوية من حياة الرسول
كان رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم أفضل القدوة التي يجب أن يحتذى به المربون في أسلوبه في تربية أصحابه فكان مربى تهوى إليه الأفئدة و أستطاع إيجاد تغيير جوهري في سلوكيات أصحابه في سنوات…
محمد.. محرر الإنسان والزمان والمكان
حين يحدق الباحث في ملامح الحركة التاريخية قبل وبعد ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يحتاج إلى معاناة ليستجلي حقيقة موضوعية أكبر من أن تتوارى في غياهب الجدل…
منهج الرسول في دعوة أهل الكتاب
دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واحد وهو الدين الذي لا يقبل الله من الأديان سواه؛ ألا وهو دين الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ} (آل عمران: 19)، وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: 85).
كيف تكون السيرة النبوية زادًا للدعاة؟
تحتل السيرة النبوية المرتبة الثانية بعد القرآن في زاد الدعاة، زادا شخصيا، وزادا دعويا، حين يعرضون الدعوة للناس، ومن خلال كتب السيرة يلاحظ الداعية أن كثيرًا من المؤلفين -عند الحديث أو الكتابة عن حياة النبي صلي الله عليه وسلم وسيرته- يتخذون شكلا معينا…
الحكمة النبوية في علاج النفس البشرية
علم إدارة الذات يتميز برعايته للفرد والمجتمع، وتحقيق التوازن في المصالح والعلاقات، بما يؤدي إلى إيجاد المجتمع الفاعل، المتماسك، المتكافل، وإقامة ذلك على تصور محكم وشامل للإنسان، والكون، والحياة…
المدرسة النبوية في التهذيب وتقويم سلوك
بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وحدَّد وظيفته بقوله سبحانه في آيات متعدِّدة، منها: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة:2].
محمد خاتم النبيين والتخطيط الإنساني في رسالة الإسلام
من الناس من لا يبلغ علمه ولا إدراكه درجة تمكنه من تقدير عظمة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه من أبناء العرب وغير العرب، ومن المسلمين وغير المسلمين،وسنحاول بمقدار جهدنا الذي يتصاغر أمام هذه العظمة أن نبين جانبًا من جوانبها.
صورة النبي في الفكر الغربي بين الإجحاف والإنصاف
إن الصورة النمطية التي تحملها الذهنية الغربية عن النبي صلى الله عليه وسلم قد أورثت تبعات كثيرة، أهمها وأخطرها على الإطلاق أن شعوب أوروبا ابتداء بقادتها وساستها، مرورا بكهنتها ورجال الدين فيها، وانتهاء بمفكريها وإعلامييها حتى أبسط رجل فيها يصدرون جميعا في مواقفهم وردود أفعالهم تجاه العالم الإسلامي عن هذه الصورة النمطية…
السيرة النبوية زاد للداعية
الداعية في طريقه بحاجة إلى زاد يستمد منه مددا روحيا وفكريا وحركيا؛ ذلك أن حال الداعية حال مصباح الزيت، الذي يضيء فتيله للناس مستمدا استمراره ومقاومته للنار دون أن يحترق من الزيت الموجود في الصباح، وكلما قل الزيت أو نفد كان الفتيل عرضة للاحتراق بالنار…
الجانب البشري في شخصية الرسول
إذا كان منهج “التحليل النفسي” الذي اعتمده بعض المستشرق أمثال مكسيم رودنسن فاقداً للعلمية في تجريد محمد –صلى الله عليه وسلم– من كلّ صفة “فوق طبيعية” –أي من النبوة والرسالة- وحصر أمره في مجرد دوافع نفسية عبقرية فإن المنهج المناقض له يساويه في الافتقار إلى العلمية عندما يكاد يجرد الرسول – عليه الصلاة السلام – من الصفة البشرية تماماً…
فن التعامل النبوي
إن التشريع الإسلامي قد بلغ الذروة في الكمال والإتقان، وإنه قد بلغ الغاية في الإبداع، ويكفي في وصف هذا التشريع المحكم ما ذكره ربنا في كتابه في أخريات ما نزل من القرآن الكريم عندما قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
حريص عليكم
إنها صفة يتصف بها الكبار، أصحاب الدعوات النقية الطاهرة، الذين لا يرتجون لأنفسهم علوا في الأرض ولا فسادا. صفة لا تنبت إلا في بيئة نفسية كريمة، تحرص على الآخر وتحسن إليه وتعدل معه وتؤثره على نفسها، فيؤمن بها الآخر ويعتقد مصداقيتها.
دروس نبوية في القيادة التربوية
قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ} (الأحزاب: 21)، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم شامل لكل الناس وممتد في كل مظاهر الحياة، وأولى الناس بالاقتداء بالرسول –صلى الله عليه وسلم- وتلمس الحق في سيرته العطرة؛ هم الدعاة والقائمون على العمل التربوي…
الرسول أعظم من كل الافتراءات والإساءات
الإساءات ضد رسل الله وأنبيائه سنة جارية على مر الزمن, العداء بين قُوى الشر والطُّغيان، وبين رسل الله الدُّعاة إلى الخير والحقِّ والعدل سُنَّة جارية على كل الأنبياء, قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112].
خطبة الوداع.. النموذج الأسمى للتعايش الإنساني
مخطئ من يظن أن دين الإسلام أتى لقوم دون قوم، أو لبلد دون أخرى، أو لفئة من البشر دون سائر الخليقة، والصواب الذي ينبغي أن يعلمه القاصي والداني، العربي والأعجمي، الأبيض والأسود أن قواعد الإسلام وأسسه جاءت لتبين للناس كافة المقاصد العليا من خلقهم، وأنه على الرغم من اختلاف العقائد التي أعطى الإسلام لكل إنسان حريته فيها، وفي نفس الوقت حمّله تبعات اختياره…
[ica_orginalurl]