كان رئيسا للشبان في المعبد الهندوسي في سيريلانكا، عمره واحد وعشرون عاما، عبد الأصنام، وكان شديد الحب لها، متعصبا لديانته حتى هداه الله للإسلام.
إنه ناجيت مورات، الذي سمى نفسه بعد الإسلام محمد ساجد، حيث اختار اسم “ساجد” لشدة تعلقه الآن بعبادة الله الذي هداه إلى الإيمان.
يقول محمد: “اسمي محمد ساجد، وقبل الإسلام كان اسمي ناجيت مورات، من سيريلانكا، عمري واحد وعشرون عاما، ولدت لأسرة هندوسية، وأتكلم اللغة السنهالية، سمعت عن الإسلام في دولة قطر من خلال مهندس كان يرافقني في العمل”.
عاش ساجد وسط مجتمع يعبد الشجر والحجر، وكل واحد اتخذ لنفسه إلها يعبده، واختار ناجيت لنفسه إلها مثل قومه الذين كان كل واحد يسمي إلهه اسما معينا.
يقول محمد: كنا نعبد الأصنام ونسمي كل صنم باسم، وكان اسم إلهي الذي أعبده كارمن، وتعني الحافظ، وعندنا أكثر من ألف إله.
كان هذا المجتمع ينظر نظرة إكبار لمن يُكثر من عبادة الأوثان، وبلغ هذا الاحترام حد التقديس، حتى جعلوا البشر آلهة كالحجر تماما.
يقول محمد: كان عندنا اعتقاد أن من يواظب على عبادة الصنم فإن الإله يحل فيه، ومن ثم كنا نعبده، ونغسل قدميه، ونقبلهما ونتبارك به.
أخذ ناجيت عن أبويه فقط حب الأصنام، فكيف غرس أبواه فيه هذا الحب، وما آثاره عليه؟ وكيف استطاع أن ينزعه من قلبه ليحل نور الإيمان محل ظلام الأوثان؟
يقول محمد: أبي وأمي كانا يذهبان إلى المعبد، الاثنين والثلاثاء تحديدا؛ كي يعبدا الأصنام، وخصصا هذين اليومين لاعتقادهما أنهما شريفان، وذلك ورثناه عن آبائنا وأجدادنا.
بداية التشكيك في عبادة الأصنام
ظل ناجيت على ذلك حتى صحبه مهندس عربي، أخذ يناقشه في عبادة الأصنام حتى استطاع أن يشككه فيها وأنها لا تنفع ولا تضر، ورغم ذلك الشك ظل ناجيت على عبادة الأصنام. يقول محمد: حينما أتيت إلى قطر اصطحبت صورة الإله كارمن الذي أعبده، حيث كنت أعلق الصورة على الجدار، ثم أذهب وأغتسل وأضم كفي إلى بعضهما وأسأل الإله كل شيء، ولا أركب السيارة حتى أسجد للإله.
تدرج المهندس في دعوته مع ناجيت فكان يسأله عن ميراثه الذي ورثه عن آبائه والفرق بين ما ورثه المسلمون في معتقداتهم. يقول محمد: كان يسألني أسئلة لا أجد إجابة لها، مثل: هل في دينك شيء مكتوب أن هذا الصنم هو الإله؟، ثم أجيب بالنفي ويرد علي أننا نعبد إلها موجود ذكره في القرآن وله أسماء حسنى وصفات عليا وهو الحافظ والقادر والرازق والخالق وهو على كل شيء قدير، فتأثرت أن المسلمين يعبدون إلها لا يرونه، ويخشونه ويراقبونه في أفعالهم.
عاش ناجيت إذا مرحلة الشك في عبادته، وبدأ مرحلة أخرى، هي التعرف على الإسلام، فتأثر بما رآه من مساواة بين العرب والعجم والغني والفقير والصغير والكبير، فالكل يقف في موقف واحد في الصلاة.
يقول محمد: تأثرت عندما وجدت المسلمين يقومون في الرابعة صباحا ليصلوا الفجر، ويواظبون على أداء الصلوات خمس مرات، لقد كنت رئيسا للشبان في المعبد الهندوسي ولكن لم يكن عندنا نظام ولا مساواة في العبادة، وتأثرت بصبر المسلمين على ما يصيبهم أيضا من ابتلاءات، فهم يحمدون الله ويشكرونه على كل أحوالهم.
وفي إحدى لحظات التفكير العميق تمكن النور من قلب محمد الذي خلا من الهندوسية ومن أي دين، فقرر أن يعلن إسلامه فورا، لقد خشي أن يموت قبل لحظة إعلان الشهادة، فاتصل بصديقه الذي كان سببا في إسلامه. يقول محمد: أعلنت إسلامي بعد صلاة الجمعة وهي أول صلاة صليتها، لكني أسلمت في الهاتف أمام صديقي خشية أن أموت قبل هذه اللحظة.
يقول محمد: اختار ناجيت اسم محمد تيمنا بالرسول عليه الصلاة والسلام واسم ساجد لأنه يحب أن يكون الإنسان المتدين متعلقا بالله، والساجد تعني العابد، وبقي على محمد إذا أن يواجه أسرته بإسلامه، يقول محمد: حينما أسلمت جاءتني المشكلات من أسرتي، وأنا مصر على اعتقادي وإسلامي فهم لن ينفعوني أمام الله، فعملي هو الذي ينفعني، إن أسرتي تعيش ف الهندوسية وسط مجتمع لا يعرف الإسلام، وأنا مصر على إخراجهم من هذا المجتمع ورحيلهم عن هذه البيئة وإقناعهم بالخول إلى الإسلام.
إنها حلاوة الإيمان التي خالطت بشاشتها قلب محمد، إنه النور الذي غمر فؤاده وأراد أن يحل هذا النور في قلوب أسرته لتنتقل من عبادة الأوثان إلى توحيد الله تعالى.
_______________________________________
المصدر: بتصرف يسير عن موقع مؤسسة عيد الخيرية
[opic_orginalurl]