تعتبر ظاهرتا الخسوف والكسوف من آيات الله الكونية التي تحدث بين الحين والآخر على كوكب الأرض لتلفت الأنظار إلى الإعجاز القرآني في الفلك. ولقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز في سورة القيامة: “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ” وأوضح المفسرون الأوائل بأنها من العلامات الكبرى لقيام الساعة. وكان الإيضاح العلمي لجمع الشمس والقمر هو وضع الاجتماع والذي يحدث عنده كسوف الشمس…
(مقتطف من المقال)
قاسم لاشين
قال تعالى: “فإذا بَرِقَ البصرُ، وخَسَفَ القَمَرُ، وجُمِعَ الشَّمسُ والقَمَرُ، يَقُولُ الإنسَانُ يَومَئِذٍ أيْنَ المفَرُّ” (القيامة:10-7) تمر أمام أعيننا أحداث في صور صغرى لما سيحدث بمشيئة الرحمن من العلامات الكبرى لقيام الساعة، ويريد الله جل شأنه بهذه الصور الصغرى أن يلفت أنظارنا وعقولنا وأن ننتبه ونتدبر لما نحن قادمين عليه ولعل أقرب هذه الصور والتي تتكرر سنوياً ظاهرتا الكسوف الشمسي و الخسوف القمري وهما آيتان من آيات الله نرى فيهما الكسوف الشمسي على الأقل مرتين في كل سنة بعين اليقين.
ولا ننتبه لما يحدث من هذه الآية حيث تتجمع الحوادث في يوم الكسوف فنجد على كوكب الأرض أحداث الزلازل في أماكن متفرقة في اليوم نفسه تتأثر بها المدن الساحلية وبصفة خاصة الواقعة على المحيطات حيث تطغى مياه المد العالي لتدمر أجزاء منها وتسحق معها كل أنواع الحياة.. فمع ظاهرة الكسوف أو الخسوف تعمل قوى جذب الشمس مضافاً إليها قوى جذب القمر.
فينتج عن ذلك أعلى مد لمياه البحار والمحيطات وتكون صورة مصغرة للبحار إذا فجرت ولنتذكر قول الله تعالى: “وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ” (الانفطار:3) فهل للإنسان قدرة على أن يتجنب هذه الأحداث في دنياه أم هو متفرج عليها ولا حول ولا قوة فيما أتاه ولا يملك الإنسان إلا أن يصرخ إلى أين أذهب وإلى أين أهرب وإلى أين أجرى وإلى أين أفر؟؟؟
ولنتذكر قول الله تعالى: “يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ” (القيامة:10) ويقف الإنسان في هذا اليوم المشهود ليرفع أكف الضراعة طالباً من الله عز وجل المعذرة على ما سبق وأنه لن يعود إلى مساوئه مرة ثانية وأنه سوف يسير على الطريق المستقيم ويستمر في الدعاء وبأنه في داخله الكذب والخداع فبمجرد أن تنتهي أحداث الزلازل والطوفان ينسى الإنسان ما حدث وكل يعود إلى ما كان عليه.
ولكن الله جل شأنه أعلم بعباده فقد سألت الملائكة الله سبحانه وتعالى كيف يكون هذا المخلوق الفاسد قائداً وخليفة على كوكب الأرض”وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ” (البقرة:30) صدق الله العظيم.
الخسوف والكسوف.. من آيات الله الكونية
وتعتبر ظاهرتا الخسوف والكسوف من آيات الله الكونية التي تحدث بين الحين والآخر على كوكب الأرض لتلفت الأنظار إلى الإعجاز القرآني في الفلك. ولقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز في سورة القيامة: “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ” وأوضح المفسرون الأوائل بأنها من العلامات الكبرى لقيام الساعة. وكان الإيضاح العلمي لجمع الشمس والقمر هو وضع الاجتماع والذي يحدث عنده كسوف الشمس.
ولقد حدث في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم أن كسفت الشمس واجتمع العرب حول الرسول ليقولوا أن الشمس قد كسفت حزناً على موت إبراهيم، فأجاب الرسول بحديثه الشريف: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبهذا الحديث الشريف فقد نبهنا رسول الله بأنه عند حدوث إحدى الظاهرتين فإنه تقام الصلاة والدعاء لإزالة الغمة والبلاء.
استطلاع الرؤية العلمية للظواهر الفلكية
لم يكن استطلاع الرؤية العلمية للأحداث الفلكية المستقبلية ضرباً من ضروب العلم بالغيب (حاشا لله) بل هي حسابات علمية مطلقة، ونعلم أن إرادة الله سبحانه وتعالى تعلو هذا الكون وله أن يغير بما يشاء وفي هذه الحالة ستكون نتائج العلماء كلها خاطئة ولكننا نجد في الآية الكريمة (الشمس والقمر بحسبان) تعطي الاطمئنان لعلماء الفلك بثبات الحال إلى يوم الدين.
إن الكسوف و الخسوف من الآيات الكونية والظواهر الفلكية الجديرة بالدراسة والتنبؤ بموعد حدوثها لما لها من تأثير عام في حياة كوكب الأرض. ويعتبر السبب الرئيسي لحدوث الظاهرتين هو حركة دوران القمر حول الأرض دورته الشهرية، وتحدث ظاهرة كسوف الشمس في أوائل الشهر العربي وبدقة حينما يكون القمر محاقاً، بينما تحدث ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر العربي.
حيث يتحول القمر الكامل المنير بما يعرف بدراً إلى حالة إظلام تام بما يعرف باسم «محاق» مؤقت لفترة لا تزيد على ساعة. وعلى الراغبين في مشاهدة ظاهرة كسوف الشمس عدم النظر إلى قرص الشمس في هذه اللحظة بالعين المجردة إنما يتم ذلك خلف منظار به ظلالات لحماية العين من الأشعة المبعثرة أثناء حدوث الظاهرة الفلكية، حيث تسبب هذه الأشعة في دمار أجزاء من جوهرة عين المشاهد.
______________________________________________
المصدر: النسخة الإلكترونية لجريدة البيان الإماراتية
[opic_orginalurl]