حاوره إسلام أحمد
اعتبر عصام الدين سلامة -مدرب دولي معتمد في برنامج مهارات القيادة بالتأثير من المعهد الوطني الأمريكي للقيادة والكاريزما- أنَّ العلاقة بالله والنفس والأسرة والمجتمع تُعد أساس لكل علاقات الإنسان؛ وأنَّها المقياس لتحقيق الفوز والفلاح في الآخرة.
وقال سلامة في حواره لـ”الوعي الشبابي” إنَّ طبيعة الحياة قائمة على عدم الثبات، والرغبة في التغيير والعمل عليه؛ ما يجعل للحياة قيمة.. كما تحدث عن شروط نجاح كل شاب في الالتحاق بعمله الجديد والتميز فيه.. وإلى نص الحوار..
* وضعت 4 محاور أساسية للحياة يأتي تحتها العديد من المحاور الفرعية.. هل لك أن تحدثنا عن هذه المحاور وكيف تكون سراجًا ينير طريق الفرد والمجتمع؟
المحاور الأربعة التي ذكرتها واعتبرتها الأساس لقياس مقدار النجاح في الحياة مستقاة من منهج الإسلام الحنيف، وتتمثل هذه المحاور في العلاقة بالله، والنفس، والأسرة، والمجتمع، وأراها أساس علاقات الإنسان في الدنيا؛ كما أنَّها المقياس لتحقيق الفوز والفلاح في الآخرة.
والقيمة الحقيقية لنا ولنجاحاتنا تكمن في مقدار ما نتركه خلفنا، ولن يخرج عن هذه المحاور تطبيقًا للآية الكريمة في كتاب الله {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيك لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ}، ولو نظرنا إلى هذه المحاور لوجدنا أنَّها مترابطة متجانسة؛ فثلاثة منها مرتبطة بعمارة الأرض، والرابع فيه اكتمال المقاصد وتحقيق النتائج والحصول على الجوائز الحقيقية التي هي في حقيقة الأمر ليست في هذه الدنيا الفانية، بل في الآخرة الباقية؛ وذلك مصداقًا لقول الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}؛ ففي النهاية المهم هو رضا الله.
وعند الحديث عن نجاح محور الفرد أو النفس يكون معيار النجاح متمثلًا في مقدار معرفتنا بذاتنا وإدراكنا لمكنونها، معرفة الأشياء التي تحفزنا فنحافظ عليها والأشياء التي تثبط من عزائمنا فنتجنبها أو نعمل على إصلاحها، وعلى كل منَّا الاهتمام بالصحة العامة على الجانبين الجسدي والنفسي؛ فنتجنب العادات السيئة المرتبطة بنظام الحياة اليومية من مأكل ومشرب ومنام، إضافة إلى ذلك نهتم بالجانب الروحي؛ فهو الذي يتحكم في الجانب النفسي ويساعد على رقيها ويحفظنا من التردي في الاكتئاب من أبسط الأمور.
وعلى محور الأسرة والمجتمع يكون معيار النجاح ما نحققه في إطار المعاملات والمعاشرات على مستوى الجار أو الزميل في العمل أو الأقرباء، إضافة إلى المرافق العامة التي تخدمنا، وهنا قد يقول لي قائل إنني لا أحظى بما أستحقه، فيكون ردي أن البناء لا يأتي من أعلى إلى أسفل، ولكن يأتي من أسفل إلى أعلى؛ فالأساس أن نحسن المعاملات والمعاشرات على مستوى الفرد فتكون نتيجته صلاح الأسرة ثم المجتمع بأسره.
الوصفة السحرية للنجاح
* بوصفك مدربًا لمهارات العرض والتقديم.. كيف يستطيع الإنسان إعداد نفسه للالتحاق بالعمل الذي يناسبه ويتميز فيه؟
هذا الأمر غاية في الأهمية وله مرحلتان: الأولى “البحث والتقدم إلى العمل” والأخرى “المقابلة والنجاح فيها”. والوصفة “السحرية للنجاح في المقابلات المهنية تكون في أمرين أساسيين: التحضير ولغة الجسد المستخدمة. أولى مراحل العرض والتقديم تبدأ من إعداد السيرة الذاتية، وهي الأداة التي يقدم بها الشخص نفسه إلى مسؤول الموارد البشرية الذي سيأخذ قراره عن السيرة الذاتية لإدراجها في قائمة الفرز الأولى خلال مدة لن تتخطى 90 ثانية؛ لذا يجب أن تكون السيرة الذاتية مختصرة محددة فيها عناصر التميز والإنجازات، بعيدة عن القصص والسرد اللذين ليس من ورائهما داعٍ، وتحتوي بوضوح على الاسم ووسيلة التواصل المباشر مع المتقدم إلى الوظيفة أو الالتحاق بالعمل.
عند وقوع الاختيار على السيرة الذاتية وتحديد موعد المقابلة يبدأ الجزء الثاني من مهارات العرض والتقديم، ويكون خلال المقابلة الشخصية. ومن أهم الأمور التي يجب الحرص عليها في هذه المرحلة وتساعد خلال المقابلة هو أخذ فكرة مبدئية عن نشاط الجهة التي سأتقدم إليها ومعرفة شيء ولو يسير عن مهام الوظيفة التي سأتقدم لها، ولا بأس من التجهيز العلمي عن طريق قراءة مراجع تخص الوظيفة وإحضار نماذج لسابق الخبرة إن كانت المقابلة تسمح بذلك.
ومن أدوات التحضير المهمة جدًا التأكد من الموعد والمكان بصورة دقيقة جدًا والحرص على الخروج مبكرًا؛ تحسبًا إلى أي مفاجآت، وحتى أصل إلى المكان هادئًا تمامًا. كم يجب ارتداء الزي المناسب للمقابلة. وخلال وقت الانتظار لا بد أن أجلس مسترخيًا قدر المستطاع. أما خلال المقابلة فلا بد من المحافظة على ثبات النظر على وجه المتكلّم وتبادل النظر في وجوه الحاضرين عند الحديث بثبات؛ فهذا يعطي انطباع الثقة بالنفس. وفي النهاية، لا بد أن نعلم أن الرزق مكفول، لكن الأخذ بالأسباب والظهور بالمظهر المطلوب أمران مهمان كذلك.
* التنمية وتطوير الذات أمران دائمان ومتجددان وينبغي ألا يتوقفا عند مرحلة معينة.. كيف يمكن أن يحدث ذلك في ضوء معطياتنا المجتمعية؟
هذا في الحقيقة أمرٌ يبدأ من أعوام الدراسة الجامعية وقبل التخرج ويستمر خلال أعوام العمل كلها، فلا بد دائمًا من الحرص على أن تكون لديّ قيمة مضافة أو عنصر تميز أو ما يسمى “وجه الكعكة”؛ حيث إنَّ هذا بالفعل ما يميزنا كأشخاص عن بعضنا، والغرض من التنمية وتطوير الذات هو الحصول إمَّا على معارف جديدة أو مهارات جديدة أو تتغير فينا قناعات موجودة، والمقصود بذلك هو مواكبة واقع العصر الذي نحن فيه.
ومصادر التنمية وتطوير الذات ليست دائمًا عن طريق حضور المحاضرات ودفع الأموال؛ فهناك الكثير والكثير من طرق التنمية والتطوير، ولا أنكر أن أفضلها يكون على أيدي مدربين معتمدين، لكن نظرًا للتكلفة العالية لهذه الأمور فأنصح نفسي والجميع أولًا وأخيرًا بالقراءة والاطلاع؛ فالكتب والمراجع والدروس المصورة موجودة عبر الشبكة العنكبوتية لمن يريد أن يستفيد، والمهم ألا يمر على أيّ منا يوم دون أن يتحصل فيه على معلومة جديدة في مجاله التخصصي وفي مجالات أخرى حياتية، وكفانا جلوسًا على الإنترنت بحثًا عن كل ما لا يعود بالفائدة؛ فالعصر الذي نحن فيه هو عصر العمل الجاد من أجل التغيير.
التغيير المنشود
* ما معايير التغيير التي ينبغي أن ينطلق منها الفرد والمجتمع لتحقيق الأفضل؟
التغيير من ثوابت الكون؛ فطبيعة الحياة قائمة على عدم الثبات على حال، والرغبة في التغيير والعمل عليه هو الذي يجعل للحياة قيمة؛ فالماء الراكد الذي لا يتحرك يصير آسنًا ولا يقبل أحدٌ أن يستخدمه. كما أن حضاراتٍ، بل أصناف مخلوقات بأكملها، اندثرت لعدم مواكبتها التغيير، وعملية التغيير ديناميكية يلزم لنجاحها التخطيط المستمر. وبصفة عامة، يجب أن يكون أي تغيير في حياة أيّ منا بناءً على دراسة، ويفضل أن يكون ذلك مسجلًا في صورة خطة مكتوبة.
وينبع وضع الخطط من وضوح المهمة التي نعمل عليها، وهي تمثل الدور الأساسي الذي يقوم به الشخص بصفة يومية في مكانه؛ سواء في بيته أو في العمل. كما لا بد من وضوح الرؤية المستقبلية، وتمثل الشكل المرتقب أو النتيجة النهائية التي نريد أن نصبح عليها مقارنة بالوضع الحالي، إضافة إلى عمل مراجعة دائمة للأهداف التي نعمل عليها ونرغب في تحقيقها؛ حيث ستظل دائمًا نقطة الانطلاق الأساسية التي تحرك الأفراد والجماعات للتغير هي “الرغبة في الأفضل”.
ولنجاح الخطط وحدوث التغيير لا بد من متابعة الإنجاز وقياس الأداء وتحليل النتائج، ثم تعديل المسار إنْ وجدنا أن النتائج لا تبشر بالمطوب الحصول عليه، وهنا يجب التذكير بأنَّه يجب أن نكون واقعيين في وضع الأهداف والمدة الزمنية لتحقيقها وقياس مقدار النجاح المرتقب، كذلك يمكن استخدام هذا الأسلوب في البيوت مع الأولاد في شأن دراساتهم أو أي شيء نريد أن نقوم به مثل القيام برحلة أو شراء بيت، ويرتقي هذا الأمر بصورة أشمل على مستوى الشركات والهيئات والمجتمع بأكمله، بل على مستوى العلاقة بالخالق سبحانه وتعالى؛ فالله يأمرنا أن نظل في عمل دؤوب حتى يأتي الأجل، مصداقًا لقوله تعالي: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
* ما أهم مهارات القيادة التي يجب أن يتسم بها كلٌّ منا في عمله؟
القيادة فن ومهارة يستطيع بهما القائد شحذ الهمم وتفعيل الموارد للحصول على أفضل إنتاجية ممكنة في إطار الظروف المتاحة. إذًا؛ ليس الكمال هو المطلوب، لكن أفضل النتائج في إطار المتاح؛ فالقائد الماهر لا بد أن يتحلى بصفات عديدة؛ منها توحيد الهدف وبناء الإيمان به وتوحيد الرؤية والحرص على مراجعتها مع فرق العمل والتأكد من وضوحها كخارطة طريق، كذلك التواصل الفعال والحرص على إشراك الجميع في الإنجاز والمحافظة على روح الفريق والقدرة على الاستماع والأخذ بالمشورة والمكافأة والعقاب دون إسراف، والقدرة على الاحتواء وتوجيه النقد البناء، والقدرة على مواجهة أخطاء قراراته بشجاعة والاعتراف بها وعدم اللوم؛ فهو لن يفيد، وليعلم أن تحقيق الهدف يجب ألَّا يكون على حساب خسارة روح الفريق؛ ففي النهاية لن يكون قائدًا ناجحًا إلا بمساعديه، وهذا أهم من أي شيء آخر.
تغلب على إحباطك!
* يشتكي كثيرون من أن حياتهم أضحت مليئة بالتوتر والإحباط.. ما السبب؟ وكيف للإنسان أن يستعيد ذاته وثقته في قدراته؟
الشخص الذي يشتكي دائمًا بصفة عامة لا يشعر بقيمته في الحياة وليس له هدف ولا خارطة طريق يمشي عليها، وليس لديه جدول أعمال يومي؛ بل حتى فَقَدَ اتصاله بربه سبحانه وتعالى وأصبح فريسة سهلة في يد الشيطان ووساوس النفس. أقول لهؤلاء: نحن جميعنا تمر بنا ظروفٌ قاسية في هذه الدنيا، والحياة قلما تصفو إلى أحد مهما كان غنيًا أو لديه كل شيء يتمناه، لكن يساعدنا دائمًا أن نخرج من هذه الظروف الإيمان بالله والتوكل عليه ووجود أمل متجدد في غدٍ أفضل والسعي الدائم إلى الجديد، ومن لديه شعور بالإحباط واليأس أقول له: لا تجلس مكانك؛ فالجلوس في مكانك سيقتلك من الداخل.
احرص على بدء يومك مبكرًا، صلِّ لله، أدّ أذكارك، اخرج إلى السعي في هذه الدنيا ونيتك تقوى الله والرزق الحلال وابتغِ بسعيك وجه الله مهما كنت غنيًا أو فقيرًا، احرص أنْ يكون في جدولك السؤال عن أرحامك وذويك وعيادة المرضى ومساعدة المحتاجين؛ فإني أقسم لك بالله أنك في نعمة، فلو عُرض عليك ابتلاء غيرك لن تحتمله ولن تستطيع أن تقوم به، فالله تعالى أرحم بالعباد من رحمتهم بذويهم وأولادهم وهو لا يكلفنا إلَّا ما نطيق، فقط احرص ألَّا يكون وقتك فارغًا واشتغل بما ينفعك وينفع الناس، فإنْ لم يكن فأكْثِر من القراءة والاطلاع؛ فهذا يوسع مداركك وينمي آفاق فكرك، لكن إنْ تركت البال شاردًا يهيم بك في أنحاء الأرض فلن تكسب أي شيء، وعليك بالعمل ولا تترك نفسك فريسة للهم والفكر، وقد علمنا رسول الله أن نقول كل صباح وكل مساء: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”.
* إذا كان من الصعب الحديث عن شخصية مثالية.. فماذا عن مفردات الشخصية المعتدلة؟
أولًا يجب فهم أن الشخصية المثالية هي شخصية تحيا في داخل عالمها الخاص وداخل دائرة الراحة الخاصة بها، وتتعامل بأفكار تخصها وحدها؛ وبالتالي فهي لا تشعر بالانتماء إلى عالمنا، وتشعر دائمًا أنها مظلومة أو غير مفهومة، ولا يمكن لومها على ذلك؛ فهي شخصية لم تنضج بما يكفي لتتعامل مع تفاصيل الحياة، وهي من المؤكد ليست شخصية محببة إلى الناس، ولو كانت كذلك لحثنا رسول الله أن نكون على هذه الحال، وإن أحببنا أن نطلب صفات الاعتدال فلا نجد قدوة أفضل من أن نستقيها من خير البشر ﷺ ولنا فيه أسوة حسنة وعنده نجد قمة الاعتدال في صفاته.
الشخص المعتدل يتحلى بصفات آدمية تجعل لديه قمة الثبات الانفعالي؛ فهو يكون حليمًا لا يغضب لكل شيء، إلا إنْ انتهكت حرمة من حرمات الله، متأنيًا لا يسرع في إصدار الأحكام، يتغافل عن المواقف ما دام ليس فيها ما يخالف شرع الله ولا يعاتب على كل صغيرة وكبيرة، حكيم في معاملة الناس ورحيم بهم في نفس الوقت، متواضع ويخفض الجناح للناس، يوقر الكبير ويحنو على الصغير.
والقصد أنْ الشخص المعتدل هو شخص مرن يستطيع أن يعامل الناس كلًا بقدره وعلى قدر سريرته وثقافته، ونحن لسنا في هذا الأمر سواءً مثل بعضنا، ولكننا نربي هذه الصفات فينا على مدار العمر وكلما زادت خبرتنا في الحياة.
كن فاعلا مؤثرًا
* نصيحة توجهها إلى قرائك؛ خاصة من الشباب.
علينا أن نتذكر أننا عندما نترك هذه الدنيا سنترك وراءنا سيرتنا الذاتية التي لن تتغير؛ فنحن نكتبها على مدار الحياة ونتركها لمن خلفنا يقرؤها بحلوها ومرها، لذلك يجب أنْ نحرص على ملء هذه السيرة الذاتية بما يفتخر به من هم بعدنا ولا نندم عليه أمام الله.
في سعينا في الدنيا لا بد لكلّ منَّا أن يُحدد أهدافه ويخطط لها بحكمة ثم يعمل لها بجد واجتهاد، ويعلم أنَّه لا نجاح في هذه الحياة دون تعب، والمتميز من لا يتراجع ولا يتهاون حين يتهاون الآخرون، هو الذي لديه الإصرار ويستمر في العمل والسعي بلا يأس حتى يحقق المطلوب، في الوقت الذي يمل الآخرون ويقررون الانسحاب من السباق، مع العلم أنَّه يتألم خلال عمله ولكن عينه وكل كيانه يكونان على الخط النهائي ولا يتوقف حتى يحصل على نتيجة تعبه.
وكذلك علينا الحرص على بناء الفرد وتعزيز روح الإنجاز لديه، كما يجب أن نبحث عن الشراكات فيما بيننا؛ فرغم أن روح التنافس مهمة فكذلك روح الجماعة غاية في الأهمية، وقد حث ديننا الحنيف على المحافظة على روح الجماعة وترك الفُرقة؛ لأنها لا تأتي بخير.
وأخيرًا وليس آخرًا، علينا أن نكون أشخاصًا فاعلين مؤثرين؛ فالشخص الفاعل لا يلقي بفشله وعدم توفيقه على أعتاب أغلاط المجتمع، بل يجتهد ويتعب، ولنتخيل أنفسنا صغارًا ونحن نتعلم المشي كيف كان سيكون حالنا لو توقفنا عن المحاولة بعد المرات التي وقعنا فيها ونحن نتعلم، إن الشخص الفاعل لا يظل مكانه؛ بل يشمر عن ساعده ويستعين بالله وينحت في الصخر حتى ينال ما يريد أن يحصل عليه والله لا يضيع عمل المجتهد طالما أخلصَ في العمل وأحسنَ الظن بالله.
___
* المصدر: الوعي الشبابي.
[ica_orginalurl]