هل يحوي الكتاب المقدس التوراة والإنجيل والزبور؟

هل يحوي الكتاب المقدس التوراة والإنجيل والزبور؟

يؤمن أتباع الرسالات السماوية بأن الله تعالى قد أرسل رسلا إلى الناس وأن رسالات بعض هؤلاء الأنبياء قد خلفت وراءها كتبا سماوية أوحى الله بها لهداية الناس إليه. ولكن يحتدم الجدل بين أتباع الرسالات السماوية حول هذه الكتب من وجوه عدة؛ أهمها خلو هذه الكتب من الشوائب الدنيوية وامتداد يد الإنسان إليها بالتحريف والتبديل، وأبسطها المسمى الصحيح للنسخ المعاصرة لهذه الكتب بعد مرور قرون طويلة من نزولها.

فعلى سبيل المثال، يؤمن الكثيرون بأن من أهم ما أنزله الله تعالى على رسله من الكتب هو التوراة والإنجيل والزبور علاوة على القرآن الكريم. فالتوراة أنزلها الله على موسى عليه السلام والإنجيل أنزله الله على عيسى بن مريم عليه السلام والزبور أنزله الله على داود عليه السلام.

ولكن هل للتوراة التي نزلت على سيدنا موسى أو الإنجيل الذي نزل على عيسى أو الزبور الذي نزل على داود وجود في يومنا هذا؟ وهل التوراة والإنجيل والزبور مضمّنون فيما يسمى اليوم بالكتاب المقدس؟ وهل سلم هذا الكتاب المقدس من التدخل البشري في محتواه بالزيادة أو النقصان؟ وهل يصح تسمية مكوناته بالتوراة والإنجيل والزبور؟

إن المسلمين يؤمنون بجميع الكتب السماوية ولاسيما التوراة والإنجيل والزبور علاوة على القرآن الكريم، ولكنهم لا يؤمنون بأن هذه الكتب مضمنة الآن في الكتاب المقدس

إنه خلاف محموم، قديم حديث، بين أتباع الرسالات السماوية المختلفة، لن ينتهي حتى قيام الساعة. ولنا كمسلمين أن نعرب عن وجهة نظرنا في هذه الكتب ونبين موقفنا منها ومدى إيماننا بها والمسميات الصحيحة الواجب إطلاقها على هذه الكتب. وسنتناولها بالترتيب حسب الأهمية التاريخية لكل كتاب:

التوراة

يؤمن المسلمون بأن الله تعالى قد أنزل على نبيه موسى عليه السلام كتابا سماويا فرق به بين الحق والباطل. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (البقرة 53:2)

وفي القرآن الكريم، تتعدد الإشارات إلى الكتاب الذي نزل على سيدنا موسى، فتارة يشار إلى ما نزل به بأنه “صحف”. يقول الله تعالى:

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (النجم 36:53)

كما يقول تعالى:

إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى. (الأعلى 18:87-19)

وتارة يشار إلى ما نزل بهذا الكتاب بأنه “ألواح”. يقول الله تعالى:

قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ. وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (الأعراف 144:7-145)

وأيا كان مسمى الكتاب الذي نزل على موسى عليه السلام، فيؤمن المسلمون به وبما ورد به. ويؤمن المسلمون بأن “التوراة” اسم عام لما نزل على نبي الله موسى من الكتاب كشريعة لليهود احتكم إليها أنبياء بني إسرائيل حتى بعد النبي موسى عليه السلام. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (المائدة 44:5)

هل التوراة هي العهد القديم أو حتى الأسفار الخمسة الأولى منه؟

على الرغم من إيمان المسلمين بالتوراة، إلا أنهم لا يؤمنون بأن التوراة هي العهد القديم أو حتى الأسفار الخمسة الأولى. بل يؤمن المسلمون بأن التوراة قد حرفت على مدى قرون طويلة، فأضيف إليها ما ليس منها وحذف منها ما هو منها حتى صارت إلى الشكل المشوه الذي نجد الأسفار الخمسة الأولى عليه الآن.

بل إن من المسلمين من يرى أن الأسفار الخمسة الأولى قد تجاوزت مرحلة التحريف وانتقلت إلى مرحلة أبعد، وهي مرحلة التغيير والتبديل مما يجعل من المستحيل الإيمان بأن الأسفار الخمسة الأولى بعضها من كلام الله لأننا لا ندري هل هذا البعض بنفس الصيغة التي نزل بها من عند الله أم لا. فالأسفار الخمسة الأولى بالنسبة لبعض المسلمين هي من كلام البشر المستلهم لبعض كلام الله مما يتعذر معه الإيمان بأن كل الأسفار الخمسة الأولى أو حتى بعضها من كلام الله.

أما باقي أسفار العهد القديم فهي ليست من التوراة التي نزلت على موسى بإجماع المسلمين والمسيحيين واليهود، ولا تعدو هذه الأسفار كونها تأريخا لسير بعض أنبياء بني إسرائيل الذين أعقبوا موسى عليه السلام. وقد تكون بعض هذه الأسفار مقتبسة من بعض كتب الأنبياء التي نزلت بعد موسى ولكن ما من دليل على ذلك مما يتعذر معه الإيمان بأنها من عند الله عز وجل سواء باللفظ أو المعنى.

الدليل على كون التوراة ليست هي العهد القديم أو حتى الأسفار الخمسة الأولى

إن الأدلة على كون التوراة ليست هي العهد القديم أو حتى الأسفار الخمسة الأولى لا تتناهى ومنها:

* شيوع لغة الحكاية عن الله بدلا من كلامه المباشر للناس: فعند مطالعة العهد القديم، نشعر أن إنسانا يحكي لنا عن الله (التكوين 1:1) بدلا من أن نشعر بأن الله نفسه يتحدث إلينا مباشرة كما هو الحال في آيات القرآن الكريم

* عدم كتابة العهد القديم أو حتى الأسفار الخمسة الأولى في حياة موسى: إذا سلمنا جدلا أن التوراة هي العهد القديم أو حتى الأسفار الخمسة الأولى، فمعنى ذلك أن العهد القديم أو الأسفار الخمسة الأولى وفقا للمفهوم الإسلامي القرآني كانت قد أوحيت وكتبت في حياة النبي موسى في صورتها الحالية. ولكن الحق والحقيقة أن خاتمة آخر الأسفار الخمسة تبين أن هذه الأسفار كتبت بعد وفاة النبي موسى عليه السلام بوقت طويل أو قصير، الله أعلم، وأنها كتبت في زمن غير زمن موسى عليه السلام أصلا. (التثنية 5:34-6)

* التناقض في أنساب العهد القديم: فعلى سبيل المثال، تتعارض أسماء أبناء يعقوب الاثنا عشر الواردة في سفر التكوين (التكوين 22:35-26) مع أسماء أبناء يعقوب الواردة في رؤيا يوحنا اللاهوتي (رؤيا يوحنا 4:7-8). وتتعارض أسماء أبناء شمعون الواردة في سفر التكوين (التكوين 10:46) مع أسماء أبناء شمعون الواردة في سفر أخبار الأيام الأول (أخبار الأيام الأول 24:4). وتتعارض أسماء أبناء لاوي الواردة في سفر التكوين (التكوين 11:46) معها في سفر عزرا (عزرا 18:8) وفي سفر أخبار الأيام الأول (أخبار الأيام الأول 1:6). وتتعارض أسماء أبناء بنيامين الواردة في سفر التكوين (التكوين 21:46) معها في سفر العدد (العدد 38:26-41) وفي سفر أخبار الأيام الأول (أخبار الأيام الأول 6:7) وفي سفر أخبار الأيام الأول (أخبار الأيام الأول 1:8-2)

* التناقض في أرقام العهد القديم: فعلى سبيل المثال، يتعارض عدد من جاء من بيت يعقوب إلى مصر الوارد في سفر التكوين (التكوين 26:46-27) مع عددهم في سفر أعمال الرسل (أعمال الرسل 14:7).

* التناقض في الوقائع التاريخية في العهد القديم: فعلى سبيل المثال، يتعارض اسم مشتري القبر الذي دفن فيه يعقوب وأبناؤه الوارد في سفر يشوع (يشوع 32:24) عن اسم المشتري الوارد في سفر أعمال الرسل (أعمال الرسل 15:7-16).

* التناقض في أحكام العهد القديم: فعلى سبيل المثال، تارة ينهى العهد القديم عن شرب الخمر (اللاويين 8:10-9)، (العدد 3:6-4)، وتارة يبيح الخمر ويخبرنا أن الأنبياء أنفسهم قد استباحوا الخمر وعاقروها (التكوين 20:9-24)، (التكوين 32:19-35).

* التناقض في مسميات العهد القديم: تكثر التناقضات في مسميات الأشخاص والأماكن في العهد القديم (صموئيل الثاني 8:23)، (أخبار الأيام الأول 11:11). انظر: معجم أهم التناقضات في الكتاب المقدس

* شيوع استباحة العنف والقتل والتحريض على ذلك في العهد القديم: تعج أسفار العهد القديم وإصحاحاته بسياقات وألفاظ تستبيح العنف والقتل وتحرض عليها دون وجه حق. انظر: معجم ألفاظ استباحة القتل والتحريض عليه في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن.

* شيوع السياقات الجنسية الفاحشة في العهد القديم: تشيع السياقات الجنسية الفاحشة في العهد القديم ولاسيما بعض الأسفار الكاملة مثل نشيد الأنشاد وغيره. انظر: معجم الألفاظ الجنسية في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن.

* شيوع العنصرية في العهد القديم: تشيع في العهد القديم العنصرية التي تتنافى مع أبسط معاني العدل والمساواة. فيتم تمييز بني إسرائيل على سائر الشعوب والأمم بدون وضع أسس عادلة ومنصفة لهذا التمييز؛ بل ويتم تمييز بعض بني إسرائيل على بعض كذلك دون أي وجه حق (التكوين 37:27-40).

* تلفيق العهد القديم من بعضه البعض: يشيع في العهد القديم استنساخ أسفاره وإصحاحاته من بعضها البعض مع وجود تناقض بدلا من التكامل بين هذه الأسفار والإصحاحات. انظر: معجم التكرار والتطابق الطويل في أسفار الكتاب المقدس وفي سور القرآن.

الإنجيل

يؤمن المسلمون بأن الله تعالى قد أنزل على نبيه عيسى عليه السلام كتابا سماويا اسمه “الإنجيل”. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ. وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (المائدة 46:5-47)

فالإنجيل في اصطلاح المسلمين كتاب منزل من عند الله على نبيه عيسى عليه السلام مثل التوراة والقرآن ولم يؤلفه بشر سواء النبي عيسى أو تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه.

هل الإنجيل هو العهد الجديد أو حتى الأناجيل الأربعة؟

على الرغم من إيمان المسلمين بالإنجيل، إلا أنهم لا يؤمنون بأن الإنجيل هو العهد الجديد أو حتى الأناجيل الأربعة. فمحتويات العهد الجديد من أناجيل تؤرخ لسيرة السيد المسيح أو أسفار تؤرخ لأعمال رسل المسيح أو تحوي رسائلهم إلى الناس أو رؤاهم المنامية ما هي إلا كتابات خطتها يد البشر. وليتها كانت يد المسيح أو التلاميذ، بل هي أيدي مجهولين لم يعاصروا المسيح ولا تلاميذه أصلا وكتبوا عن المسيح وتلاميذه بلغة لم يتحدث بها المسيح ولا تلاميذه أصلا.

الدليل على كون الإنجيل ليس هو العهد الجديد أو حتى الأناجيل الأربعة

إن الأدلة على كون الإنجيل ليس هو العهد الجديد أو حتى الأناجيل الأربعة لا تتناهى ومنها:

* تحرير أقدم مخطوطات العهد الجديد بلغة ليست لغة المسيح ولا تلاميذه: فلقد حررت أقدم مخطوطات العهد الجديد باللغة اليونانية على الرغم من أن لغة المسيح وتلاميذه كانت الآرامية على أغلب الظن. ومعنى ذلك أن من كتب أسفار العهد الجديد يوناني اللغة، وليس من تلاميذ المسيح.

* طول الفترة بين زمن كتّاب الأناجيل وبين زمن المسيح وتلاميذه: حيث يحمل العهد الجديد في ثناياه وطياته ما يؤكد طول الفترة بين زمن المسيح وتلاميذه وزمن كتابة محتوى الأناجيل بيد أناس ليسوا من تلاميذ المسيح أصلا (لوقا 1:1-4)، (يوحنا 24:21-25)، (أعمال الرسل 1:1) في ظل كثرة تأليف القصص ونسبتها إلى المسيح وتلاميذه. ولا أدل على ذلك من نسبة اثنين من الأناجيل الأربعة إلى مرقس ولوقا وهما لم يكونا من تلاميذ المسيح أصلا. وعلاوة على ذلك، ما من استعمال واحد لضمير المتكلم في إنجيل متى يفيد أن من كتب إنجيل متى هو متى العشار تلميذ السيد المسيح، بل لا يستعمل معه إلا ضمير الغائب مما يؤكد أنه ليس متى صاحب الإنجيل. وليس في إنجيل يوحنا أي ذكر لأي “يوحنا” بخلاف يوحنا المعمدان، وما من دليل على أن يوحنا تلميذ السيد المسيح هو صاحب هذا الإنجيل. وفضلا عن ذلك، ورد في الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل ما يفيد أنها قد كتبت في زمن لاحق لزمن المسيح وتلاميذه وليس في نفس زمنه أصلا. (متى 3:27-8)، (لوقا 1:1-4)، (أعمال الرسل 1:1).

* الأخذ عن أناس ليسوا من تلاميذ المسيح: حيث يتم تضمين رسائل لبولس وغيره في العهد الجديد وعدها من كلام الله رغم أن بولس وبعض كتّاب الرسائل لم يكونوا من تلاميذ المسيح أصلا.

* شيوع لغة الحكاية عن الله بدلا من كلامه المباشر للناس: عند مطالعة العهد الجديد، نشعر أن إنسانا يحكي لنا عن الله بدلا من أن نشعر بأن الله نفسه يتحدث إلينا مباشرة كما هو الحال في آيات القرآن الكريم

* تعدد الأناجيل والتناقض فيما بينها: فإن كانت الأناجيل الأربعة من عند الله، لكفى إنجيل واحد. وإذا تعددت الأناجيل، فلابد وأن تتكامل بدلا من أن تتناقض كما هو حال الأناجيل الأربعة.

* تناقض نسب السيد المسيح: حيث تتناقض أبسط المعلومات عن السيد المسيح وهو نسبه، فيتناقض نسب السيد المسيح الوارد في إنجيل متى (متى 1:1-17) مع نسبه الوارد في إنجيل لوقا (لوقا 23:3-38).

* التناقض في مسميات العهد الجديد: تكثر التناقضات في مسميات الأشخاص والأماكن في العهد الجديد (متى 28:8)، (مرقس 2:5)، (لوقا 26:8)

* تعارض العهد الجديد مع العهد القديم: فعلى الرغم من مجيء العهد الجديد إكمالا وإتماما للعهد القديم، نجد تعارضا كبيرا بين أحكام العهد الجديد وأحكام العهد القديم (متى 31:5-32).

* اقتباسات غير موجودة في العهد القديم: حيث يورد العهد الجديد اقتباسات المفترض أنها من العهد القديم إلا أنها ليست موجودة في العهد القديم أصلا (رومية 11:10)، (يعقوب 5:4). ومعنى ذلك أن العهد القديم إما أنه ناقص أو أن العهد الجديد نسب إلى العهد القديم ما ليس منه.

* عد الرؤى المنامية من كلام الله: حيث ينتهي العهد الجديد برؤيا منامية ليوحنا اللاهوتي ويعتبر ما ورد بهذه الرؤيا من كلام الله.

الزبور

يؤمن المسلمون بأن الله تعالى قد أنزل على نبيه داود عليه السلام كتابا سماويا اسمه “الزبور”. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (النساء 163:4)

كما يقول تعالى:

وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء 55:17)

 هل الزبور هو سفر المزامير في الكتاب المقدس؟

لقد ورد في الحديث الشريف على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان لنبي الله داود مزامير. فعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود” (رواه البخاري)

ومع ذلك، لا يؤمن المسلمون بأن الزبور هو سفر المزامير في الكتاب المقدس، لأنه إذا كانت توراة موسى وإنجيل عيسى قد حُرفا في الكتاب المقدس، فلا يُؤمَن أن يكون سفر المزامير قد حُرف أيضا إن كان هو أصلا زبور داود عليه السلام.

الخلاصة

والحاصل أن المسلمين يؤمنون بجميع الكتب السماوية ولاسيما التوراة والإنجيل والزبور علاوة على القرآن الكريم، ولكنهم لا يؤمنون بأن هذه الكتب مضمنة الآن في الكتاب المقدس وذلك إما لما طرأ عليها من التحريف والتغيير والتبديل كما هو حال التوراة أو لاندثارها واستبدالها بكلام البشر كما هو حال الإنجيل أو لورودها في سياق تحريفي بشري لا يؤمن معه التحريف والتغيير والتبديل مثل الزبور.

المراجع:

  1. القرآن الكريم
  2. صحيح البخاري
  3. الكتاب المقدس

 

اقرأ أيضا:

ما هو القرآن الكريم وما الفرق بينه وبين التوراة والإنجيل؟

الفرق بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم

الفرق بين القرآن وأهم كتب الديانات الحالية

بين الوحي الإلهي واللاوحي في الإسلام والمسيحية (2/1)

بين الوحي الإلهي واللاوحي في الإسلام والمسيحية (2/2)

[ica_orginalurl]

Similar Posts