كيف تصلي ؟ تعلم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من التكبير إلى التسليم كأنك ترى صلاته، وبعبارة وجيزة، لا تعقيد فيها ولا غموض، بعيدة عن الأقيسة والآراء.
الركعة الثالثة والرابعة:
148- ثم يكبر وجوباً، والسنة أن يكبر وهو جالس.
149- ويرفع يديه أحياناً.
150- ثم ينهض إلى الركعة الثالثة، وهي ركن كالتي بعدها.
151- وكذلك يفعل إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة.
152- ولكنه قبل أن ينهض يستوي قاعداً على رجله اليسرى معتدلاً حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
153- ثم يقوم معتمداً على يديه كما فعل في قيامه إلى الركعة الثانية.
154- ثم يقرا في كل من الثالثة و الرابعة سورة (الفاتحة) وجوباً.
155- ويضيف إليها آية أو أكثر أحياناً.
القنوت للنازلة ومحله:
156- ويسن له أن يقنت ويدعو للمسلمين لنازلة نزلت بهم.
157- ومحله إذا قال بعد الركوع: ربنا ولك الحمد.
158- وليس له دعاء راتب، وإنما يدعو فيه بما يتناسب مع النازلة.
159- ويرفع يديه في هذا الدعاء.
160- ويجهر به إذا كان إماماً.
161- ويؤمِّن عليه مَنْ خلفه.
162- فإذا فرغ، كبر وسجد.
قنوت الوتر ومحله وصيغته:
163- وأما القنوت في الوتر فيشرع أحياناً.
164- ومحله قبل الركوع خلافاً لقنوت النازلة.
165- ويدعو فيه بما يأتي: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولا منجا منك إلا إليك.
166- وهذا الدعاء من تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يزاد عليه، إلا الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فتجوز لثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم.
167- ثم يركع ويسجد السجدتين، كما تقدم.
التشهد الأخير والتورك:
168- ثم يقعد للتشهد الأخير، وكلاهما واجب.
169- ويصنع فيه ما صنع في التشهد الأول.
170- إلا أنه يجلس فيه متوركاً، يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض، ويخرج قدميه من ناحية واحدة، ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى.
171- وينصب قدمه اليمنى.
172- ويجوز فرشها أحياناً.
173- ويلقم كفه اليسرى ركبته، يعتمد عليها.
وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتعوذ من الأربع:
174- ويجب عليه في هذا التشهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا في التشهد الأول بعض صيغها.
175- وأن يستعيذ بالله من أربع يقول:
” اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال”.
الدعاء قبل السلام:
176- ثم يدعو لنفسه بما بدا له مما ثبت في الكتاب والسنة، وهو كثير طيب، فإن لم يكن عنده شيء منه، دعا بما تيسر له مما ينفعه في دينه أو دنياه.
التسليم وأنواعه:
177- ثم يسلم عن يمينه، وهو ركن، حتى يرى بياض خده الأيمن.
178- وعن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر، ولو في صلاة الجنازة.
179- ويرفع الإمام صوته بالسلام إلا في صلاة الجنازة.
180- وهو على وجوه:
الأول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عن يمينه. السلام عليكم ورحمة الله، عن يساره.
الثاني: مثله، دون قوله “وبركاته”.
الثالث: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه. السلام عليكم، عن يساره.
الرابع: يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه، يميل به إلى يمينه قليلاً.
==================
أخي المسلم! هذا ما تيسر لنا من “تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم” محاولين بذلك أن نقربها إليك، حتى تكون واضحة لديك، ماثلة في ذهنك، وكأنما تراها بعينك. فإذا أنت صليت نحو ما وصفنا لك من صلاته صلى الله عليه وسلم، فإننا نرجو من الله تعالى أن يتقبلها منك، لأنك بذلك تكون قد حققت فعلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي).
ثم عليك بعد ذلك أن لا تنسى الاهتمام باستحضار القلب والخشوع فيها، فإنه هو الغاية الكبرى من وقوف العبد بين يدي الله تعالى فيها، وبقدر ما تحقق في نفسك من هذا الذي وصفناه لك من الخشوع والاحتذاء بصلاته صلى الله عليه وسلم، يكون لك من الثمرة المرجوة التي أشار إليها ربنا تبارك وتعالى بقوله: “… إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ…” (العنكبوت:45).
وختاماً اسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا، وسائر أعمالنا، ويدخر لنا ثوابها إلى يوم نلقاه “يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ“. والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر/ كتاب صفة صلاة النبي للشيخ الألباني.
[opic_orginalurl]