الصلاة عماد الدين.. من أقامها وحافظ عليها فقد أقام الدين، ومن هجرها أو تراخى في أدائها فقد هجر الدين، ولأهميتها البالغة في حياة الفرد المسلم كان من الواجب بيان كيفية وطريقة تعليمها للصغار وتدريبهم عليها في وقت مبكر[1]…
أولا: الصلاة بالنسبه للسن الصغيرة (الطفولة المبكرة إلي المتوسطة والتي تمتد حتي 9 سنوات)
في هذه المرحلة يكون الأمر سهلا؛ فالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالي وفضله وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة) وحب الله لعباده ورحمته يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلي إرضاء الله سبحانه وتعالي.
ففي هذه المرحلة يكون الاهتمام بكثرة الكلام عن الله سبحانه وتعالي وقدرته وأسمائه الحسني وفضله وفي المقابل ضرورة طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها في نفس الوقت لابد من أن يكون هنا قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينه؛ فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما بالصلاة خمس مرات يوميًا دون ضجر أو ملل يؤثر إيجابيًا في نظرة الطفل لهذه الطاعة فيحبها لحب المحيطين به لها ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي.
ولكن حتي لا تتحول الصلاة إلي عادة وتبقي في إطار العبادة لا بد من أن يصاحب ذلك شئ من تدريس العقيدة ومن المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج وفرض الصلاة أو سرد قصص الصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة… إلخ.
ومن المحاذير
أولا: البعد عن النقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد فلابد من التعزيز الإيجابي بمعني تشجيع الصغير حتي يصبح تعود الصلاة جزءً أساسيًا لحياته.
ثانيا: مراعاة وجود الماء الدافئ في الشتاء فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الوضوء بالماء البارد.
هذا بشكل عام..
وبالنسبه للبنات
- نحبب البنات في الصلاة في هذه السن بمراعاة أمور قد تبدو صغيرة وتافهه ولكن لها أبعد الأثر مثل: *حياكة طرحة صغيره مزركشة ملونة….
- توفير سجاده صغيره خاصه بالطفل
وبالنسبة للذكور
تشجيع الصغير (تسع سنوات) علي مصاحبة أبيه إلي المسجد ومراعاة أن يكون مناسب لذلك (يستحب البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلي مجهود من الصغير لربطها وصبر وطول بال).
ثانيًا: بالنسبه للطفولة المتأخرة وسن المراهقة بعد سن التاسعة
يلاحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاة الصلاه وعدم التزامهم بها فيلحظ التكاسل، التهرب، وإبداء التبرم إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة “مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد والانصياع” وهنا لابد من التعامل بحنكة وحكمة مع الأبناء.
أولا: البعد عن السؤال المباشر:
هل صليت العصر؟ حيث أن الابن أو الابنة سوف يميل إلي الكذب وإدعاء الصلاة للهروب منها فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه أو إغفال الأمر بالرغم من إدراك “كذبه” والأولي من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال مثل “العصر يا شباب” مرة، مرتين، ثلاثة؛ وإن لم يُصل الشاب يقف الأب أو الأم بجواره للإحراج “أنا في الانتظار لشئ ضروري لابد أن يحدث قبل فوات الأوان” بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد.
ثانيًا: التشجيع بالنسبة للبنات:
يكفي قول: “هيا سوف أصلي تعالي معي” فالبنات يملن إلي صلاة الجماعة لأنها أيسر مجهودًا وفيها تشجيع أما بالنسبة للشاب يمكن تشجيعه علي الصلاة بالمسجد ويعتبر الشاب هذه فرصة للترويح بعد طول مذاكرة و لضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية: شراء خبز، السؤال عن الجار … إلخ. وفي كلا الحالتين -الشاب أو الشابة- لا ننسي التشجيع والتعزيز وإبراز أنه التزام الصلاة من أفضل ما يعجبنا في شخصياتهم وأنها ميزة تطغي علي باقي المشكلات والعيوب.
الهامش:
[1] – إضافة المحررة
______________________________________________
المصدر: موقع صيد الفوائد
[opic_orginalurl]