مرصد الأقليات المسلمة ـ mam ـ خاص
“لا خيار أمام مسلمي أوروبا إلا الإستمرار في بناء النموذج الذي يعبر عن هويتهم الدينية، نموذجا يمزج بين الاصالة والمعاصرة ويصبح مدرسة يقتدى بها وتساهم في البناء الحضاري الذي ننشده”..
بهذه الكلمات شدد “د.فؤاد العلوي” -الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والرئيس الحالي لمؤسسة الوقف الأوروبي- على أهمية أن يواصل مسلمو أوروبا العمل بضرب النموذج الإسلامي الحضاري في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها.
جاء ذلك في سياق رده على أسئلة المشاركين في حوار: (“حادثة باريس”.. أبعادها وتداعياتها المستقبلية على مسلمي الغرب). وهو الحوار الأسبوعي الأول الذي يجريه موقع “مرصد الأقليات المسلمة” بشأن الأحداث والمستجدات الأخيرة على الساحة الأوروبية وانعكساتها على مسلمي الغرب.
وتأتي هذه الحوارات الأسبوعية (المتعددة الأطراف) والمتعلقة بالأقليات المسلمة في العالم لإلقاء الضوء على واقع المسلمين حول العالم وأبرز التحديات التي تواجههم.
وأكد ضيف الحوار من فرنسا -الذي كان أيضاً نائب رئيس سابقا للمجلس الإسلامي للديانة الاسلامية في فرنسا، وهو عضو المكتب التنفيذي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا- على أن مسلمي أوروبا “هم الذين سوف يحددون معالم مستقبلهم في أوروبا”، لافتا إلى أن: “المسئولية الملقاة عليهم كبيرة”.
وفي تعليق له على الأحداث الأخيرة، لفت إلى أنها: “تأتي في إطار سنة التدافع”، وتساءل بدوره “فهل نحن في مستوى هذا التحدي؟”.
إلا أنه أكد على أن: “الإسلام استقر في أوروبا استقرارا يساهم في المسار الحضاري الأوروبي مساهمة إيجابية صالحة تبني ولا تهدم، تصلح ولا تفسد، تجمع ولا تفرق. تحترم المخالف ولا تقصيه. مساهمة تؤمن باختلاف الجنس البشري وتسعى لبناء مجتمع أوروبي متكافئ”.
وإلى تفاصيل الحوار..
السؤال الأول من: Um Omar Ashour
هل تعتقد أن هناك تنظيمات غير إسلامية تستغل شباب المسلمين ممن يندفعون وراء العاطفة قبل العقل بتنفيذ هذه العمليات لخدمة أهداف هذه التنظيمات المستفيدة؟
الرد:
اعتقادي أن الأوضاع العالمية في المنطقة العربية تساهم بشكل كبير في هذا الشحن العاطفي، وهذا كاف لدفع عدد من الأشخاص لردات فعل غير محمودة. وبالطبع هذا يخدم أجندات جهات مختلفة.
السؤال الثاني.. من: Hamdi Elmorsi
ألم تكن هناك إرهاصات رصدها المهتمون من خلال الصحف أو برامج التلفاز أو التوجهات العامة في الخطاب السياسي أو من خلال قوى المعارضة بحيث تعينكم على تشكيل خط دفاع استباقي لتفنيد او للتحذير من ذلك؟
لماذا تجنب البيان أو لماذا لم يصدر بيان أو توضيح عبر شبكات التواصل اﻻجتماعي يبين للمسلمين خارج فرنسا خلفيات الحادث ومدى موضوعية تناول اﻻعلام الفرنسي له؟ ﻻسيما أن بعض اﻻخبار أشارت إلى أن المتهمين لديهم ملفات أمنية ومعروفون وقد تم توقيفهم قبل ذلك.
هل فعلاً الجاليات المسلمة أصبحت تشكل خطراً على المجتمعات الاوروبية سواء من حيث سرعة تكاثرها أو بسبب البطالة ام ان هناك عنصرية تمارسها اﻻدارة الفرنسية ضد الجاليات؟
الرد:
الموقف لا يتحمل أن تدخل المؤسسات الإسلامية في مسار تحليلي للأحداث. الدخول في هذا المسار لن يتفهمه الرأي العام. لهذا التوجه العام كان بالاقتصار على الإدانة المبدئية، أما التحليل فمجاله آخر وله متخصصوه.
العنصرية موجودة ومتنامية ولا أعتقد أن الحل هو الانعزال أو ردة الفعل غير المجدية.
إنها سنة التدافع ولكل موقف أدواته.
السؤال الثالث.. من: Sam Missumy
يهمني أن أعرف كيف يمكن أن نستفيد ونوظف الحادثة.. أقصد بغض النظر عن أبعادها وتداعياتها و نظرية التآمر… إلخ.. ماهي الفرص المخفية وآليات استثمار هذا الحادث لمصلحة الاسلام والمسلمين؟
(عموما كما يقال لاتوجد دعاية سيئة)..
الرد:
لا أعتقد أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد ما دام الحراك العالمي على ما هو الآن.
لا خيار للمسلمين في أوروبا إلا الاستمرار في بناء النموذج الذي يعبر عن هويتهم الدينية، نموذجا يمزج بين الأصالة والمعاصرة، ويصبح مدرسة يُقتدى بها وتساهم في البناء الحضاري الذي ننشده.
في الحقيقة، نحن الذين سنحدد معالم مستقبلنا في أوروبا والمسؤولية كبيرة.
السؤال الرابع.. من: خالد الأصور ـ كاتب وباحث إعلامي مصري
في أي عملية إرهابية ابحث دائما عن صاحب المصلحة.. وإسرائيل جاهرت بغباء أو بغطرسة بأنها صاحبة مصلحة أكيدة من عملية باريس؛ فقد دعا نتنياهو يهود فرنسا إلى الهجرة لإسرائيل باعتبارها أكثر أمانا لهم من فرنسا، وهو ما تحفظ عليه الرئيس الفرنسي.. أليس من المحتمل أن يكون لإسرائيل ضلع في هذه العملية ؟!
الرد:
ليس لدي معلومات تمكنني من البت في الموضوع.
أدعو اليهود في أوروبا للتنصل من القبضة الصهيونية التي تشوه دينهم، وتسعى لزرع فتيل النزاع بينهم وبين المسلمين الذين أحسنوا لهم عبر التاريخ.
السؤال الخامس.. من: شادي الأيوبي ـ صحفي لبناني مقيم في اليونان..
- ما هو حجم المشاركة المجتمعية للمسلمين؟
- وما هو حجم مشاركتهم السياسية؟
- وما مساحة وجودهم الفكري في فرنسا؟
- هل يمكن القول بأن هناك إعلاما إسلاميا في فرنسا؟
الرد:
الجواب باختصار:
١ – المشاركة المجتمعية متقدمة بحمد الله بالمقارنة مع العقدين المنصرمين.
٢- المشاركة السياسية في نمو مستمر وبدون تأطير ممنهج. ولعل هذا أفضل في الوقت الحاضر.
٣- الوجود الفكري محدود مع الأسف. والخطابات ذَات الطابع العام هي الغالبة.
٤- محاولات متبعثرة لا تلبي الحاجة.
السؤال السادس.. من: أحمد محمود التلاوي ـ باحث مصري في التنمية السياسة.
- هل أنتم مع الطرح القائل بأن هذه مؤامرة لإخراج المسلمين مرة أخرى من أوروبا؟! أذكر أن الشيخ “عبد الحميد الحمدي” له تصريح مهم جدا في هذا الأمر ده.
- هل أوروبا تتجه إلى الإسلام؛ وهذا ما أقلق دوائر الأصوليين المسيحيين والصهيونية العالمية؛ فافتعلوا حادثة “تشارلي إيبدو”؟
الرد:
- لست مع هذا الطرح. نحن في إطار سنة التدافع. فهل نحن في مستوى هذا التحدي؟
- الإسلام استقر في أوروبا استقرارا يساهم في المسار الحضاري الأوروبي مساهمة إيجابية صالحة تبني ولا تهدم، تصلح ولا تفسد، تجمع ولا تفرق. تحترم المخالف ولا تقصيه. مساهمة تؤمن باختلاف الجنس البشري، وتسعى لبناء مجتمع أوروبي متكافئ.
——–
* المصدر: مرصد الأقليات المسلمة.
[ica_orginalurl]