المليونير الأمريكي مارك شيفر: أشعر بأني ولدت من جديد وأن حياتي قد بدأت الآن! المعلومات الصحيحة عن الإسلام وصلته أخيرًا فأسلم وجهه لله تعالى…
أما البداية فكانت عندما شاهد ثلاثة من المسلمين يغادرون السيارة التي كان يستقلها معهم ويصلون ببساطة في صحراء السعودية.. لقد تأمل المليونير والمحامي الأمريكي الأشهر مارك شيفر المشهد وقال في نفسه: ما هذا الدين الذي لا تحتاج الصلاة فيه إلى مكان مخصوص ويقابل فيه المخلوق خالقه في أي وقت وفي أي مكان بهذه البساطة!
كان المليونير شيفر الشهير في لوس أنجلوس الأمريكية باعتباره محاميًا مختصًّا بقضايا التعويضات في رحلة سياحية داخل المملكة العربية السعودية لمدة عشرة أيام، ومنذ لحظة وصوله للسعودية بدأ يسأل عن الإسلام وعن الصلاة.
المظاهر الإسلامية أول ما شد انتباهه
يقول: في الرياض أقمت يومين ولفت نظري المظاهر الإسلامية وبعدها انتقلنا إلى نجران ثم إلى أبها ثم ذهبنا إلى العلا وفي العلا ازداد اهتمامي بالإسلام، وعندما خرجت في جولة مع المرشد السياحي ضاوي بن ناصر الشريف شدني كثيرًا منظر ثلاثة من الشباب السعوديين الذين كانوا يرافقوننا في العلا وهم يصلون في الصحراء على التراب بكل بساطة.
وبعد يومين في العلا ذهبنا إلى الجوف وفي الجوف طلبت من السيد ضاوي كتبًا عن الإسلام فأحضر لي كتيبات بدأت على الفور في قراءتها وفي الصباح طلبت منه أن يعلمني الصلاة فشرح لي كيف أتوضأ وكيف أصلي، وبالفعل قمت وصليت بجواره، والمدهش أنني ارتحت كثيرًا للصلاة، وفي المساء عدنا إلى جدة وكنت مستمرًّا في قراءة الكتب عن الإسلام، وفي صباح اليوم التالي بدأنا جولة سياحية أخرى في منطقة جدة القديمة، وعندما حان وقت صلاة الجمعة عدنا للفندق وقال لي السيد ضاري إنه سوف يذهب للصلاة فقلت له بتلقائية: أريد أن اذهب معك وأشاهد الصلاة فرحب بذلك، وذهبنا للمسجد ورأيت ضاريًا يصلي هذه الصلاة الجامعة مع بعض المصلين خارج المسجد من شدة الزحام، وكنت أراقب الجميع، وبعد انتهاء الصلاة شاهدت المصلين وهم يسلمون على بعضهم في فرح وابتهاج.
اعتنق الإسلام رسميا وتوجه إلى مكة
ويضيف مارك: هذا المنظر أثر في كثيرًا وعندما عدنا للفندق صارحت السيد ضاري برغبتي في اعتناق الإسلام، فطلب مني أن أغتسل أولًا ثم طلب مني النطق وإقرار أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله وفعلًا اغتسلت ونطقت الشهادتين ثم صليت ركعتين.
وهنا توقف مارك عند فرحة الذهاب للحرم المكي ورؤية الكعبة والطواف حولها: قلت لرفيقي إني أريد أن أذهب إلى الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة وأصلي فيه قبل مغادرتي السعودية، فقال لي إن على أن أذهب لإشهار إسلامي رسميًّا، وكان أقرب مكتب لنا هو مكتب الدعوة والإرشاد في منطقة الحمراء، اتجهنا إلى هناك فورًا وأشهرت إسلامي واستلمت شهادة بذلك.
كان من المقرر أن أعود لأمريكا مع زملائي في الفوج في المساء لكني قررت البقاء قليلًا واستأذن الرفيق الطيب السيد ضاري في العودة مع الفوج على أن يصحبني للحرم المكي السيد محمد تركستاني وبالفعل ما إن شاهدت الحرم المكي الشريف حتى تهلل وجهي بالفرح وشعرت بشعور لا يوصف.. أعجز عن وصف ذلك المشهد عند الطواف والدعاء ومناجاة الله الواحد الأحد.
بعد أن طفت بالكعبة الشريفة صليت مع رفيقي الجديد وعندما قال لي إن الوقت قد حان لنغادر المكان لم أكن أرغب في الخروج وترك الحرم أبدًا.. باختصار أستطيع القول إني أحسست وكأني ولدت من جديد في هذه الحياة، والآن فقط بدأت حياتي الجديدة.
وقد حاورت جريدة الرياض السعودية السيد مارك فقال في حواره إنه سيواصل قراءة المزيد عن الإسلام وسيتعمق في دين الله وسوف يعود كلما استطاع إلى السعودية من أجل أداء مناسك الحج.
وعن الدافع الذي جعله يشهر إسلامه قال: لقد كانت لدي معلومات قليلة عن الإسلام وعندما زرت السعودية وشاهدت المسلمين هناك وهم يصلون شعرت برغبة قوية في معرفة المزيد عن الإسلام وما إن قرأت المعلومات الصحيحة عن الإسلام حتى تأكدت أنه الدين الحق.
جاء المليونير مارك إلى المملكة إذن سائحًا لا يعرف شيئًا عن الإسلام والمسلمين وفي فجر قريب غادر مطار الملك عبد العزيز في جدة متوجهًا إلى أمريكا وقبل المغادرة كتب في ورقة البيانات في المطار في خانة الديانة «مسلم».
__________________________________________________
المصدر: سلسلة قصص مشاهير المسلمين، إنتاج وطباعة لجنة التعريف بالإسلام بدولة الكويت
[opic_orginalurl]