كان لديّ الكثير من التساؤلات التي ما لبثت أن زادت وزادت؛ فترسيخ الإيمان وتثبيته أمر شديد الصعوبة.. وعلمت بعدها أن الإيمان ليس بالشيء الذي أنتظر أن يُعطى لي بل ينبغي عليّ أن أعمل على حفظه وتثبيته في قلبي بزيادة العبادات والصلوات، وهو ما لا نحسنه نحن اليابانيين…
(مقتطف من المقال)
إعداد/ فريق التحرير
(شيموياما شيجيرو) شاب ياباني في السابعة والعشرين من عمره.. يعيش في بيئة إلحادية لا تؤمن بأي دين.. يتمرد على واقعه ويغرد منفردا باحثا عن الدين الحق.. ليصبح من أوائل المسلمين في تلك البيئة..
وعندما يصل للخامسة والستين من عمره يصبح شيخا ومؤلفا للكتب الدينية وداعيا إلى الله تعالى في مسجد طوكيو.. بين الشباب والكهولة رحلة طويلة.. نتعرف عليها بصحبة (شيموياما) أو الشيخ/ عبد الكريم!
يحكي الشيخ عبد الكريم تجربته مع الإلحاد قائلا: كانت أسرتي لا دينية؛ أي لا تؤمن بأي دين.. حينها كنت أعتقد أن أفضل حياة هي التي يعيشها الإنسان حرا حسبما يقبل عقله وعلمه.
كان لديّ الكثير من التساؤلات التي ما لبثت أن زادت وزادت؛ فترسيخ الإيمان وتثبيته أمر شديد الصعوبة.. وعلمت بعدها أن الإيمان ليس بالشيء الذي أنتظر أن يُعطى لي بل ينبغي عليّ أن أعمل على حفظه وتثبيته في قلبي بزيادة العبادات والصلوات، وهو ما لا نحسنه نحن اليابانيين.
تعرفت على الإسلام لأول مرة خلال المرحلة الجامعية أثناء زيارتي لدولة السودان.. وهناك التقيت بالمسلمين للمرة الأولى.. وعندما عُدت إلى اليابان.. بدأت في البحث عن الإسلام والتعرف عليه.. ومن ثم التقيت بمجموعة من الطلبة المبتعثين إلى اليابان من عدة دول عربية وإسلامية يقومون بالدعوة إلى الإسلام.. حتى أسلمت بفضل الله تعالى وعمري 27 عاما.
الإخلاص.. أحب سور القرآن إلى قلبي
وعن أكثر الآيات تأثيرا في حياته.. يتحدث الشيخ عبد الكريم عن سورة الإخلاص.. ويقول: قرأت كتبا لدكتور/ إيتاكاجي شونزو بجامعة طوكيو.. يتحدث فيه عن معنى التوحيد وأن الله واحد لا شريك له.. وعن طريقه علمت معاني سورة الإخلاص.. بأن الله خالق كل شيء وأن الناس كلهم سواسية.. ومع قِصَر سورة الإخلاص إلا أنها تحمل معاني كثيرة؛ فهي أحب سور القرآن إلى قلبي.
كل الناس سواسية.. و الإيمان لا يفرق بين غني وفقير
وعن المشهد الذي يؤثر فيه أكبر تأثير قال أنه مشهد المصلين وهم يصطفون لأداء الصلاة في صف واحد.. فترى الأفريقي ذو البشرة السوداء بجوار الباكستاني والهندي ذوي البشرة البنية والياباني ذو البشرة الصفراء بجانب التركي ذو البشرة البيضاء.. ألوان مختلفة.. شعوب مختلفة.. جنسيات مختلفة.. بل والمدهش أن الرئيس والوزير ينضمان لنفس الصف.. لا فرق بين غني وفقير.. هذا ما لا يمكن أن نستوعبه!.. وهو ما أكدته سورة الإخلاص.. أن الله واحد وأن كل البشر سواسية.
وعن لحظة اعتناقه للإسلام.. يقول الشيخ عبد الكريم: عندما نطقت الشهادة شعرت أنني فرد من أمة تتكون من مليار وثلاثمائة مليون إنسان.. وأنني أصبحت أخا لكل هؤلاء.. فغمرتني السعادة.. مضيفا: أن الشعب الياباني شعبٌ صادق ودقيق ومنظم يشبه المسلمين في أخلاقهم وصفاتهم فمن السهل على الكثيرين منهم دخول الإسلام.. لكن.. سلوكيات بعض المسلمين تسئ لصورة الإسلام في اليابان مما يجعل الاقبال على اعتناقه ضعيفا.. إلى جانب صعوبة إقناع شعب متعدد الديانات بفكرة التوحيد.
الشيخ عبد الكريم في الخامسة والستين من عمره الآن.. ومتفرغا تفرغا تاما للعمل والدعوة إلى الله تعالى بمسجد طوكيو.. وفي قمة سعادته بأنه يبذل وقته وجهده في الدعوة إلى الله والإسلام.. فاللهم ثبته على الإيمان وارزقه متعة النظر إلى وجهك الكريم في جنة الخلد.
للاستماع لنص الحوار يمكن متابعة الفيديو التالي:
المصدر: لقاء حواري ضمن سلسلة حلقات برنامج (بالقرآن اهتديت) بصحبة الداعية الشيخ/ فهد الكندري
[ica_orginalurl]