أدار الحوار هاني صلاح
“تستطيع المرأة المسلمة عبر مشاركتها في المجتمع الأمريكي إحداث تغيير – قد يفوق أحياناً دور الرجل المسلم – في تغيير الصورة النمطية التي تتصف بالجهل وبعدم الفهم للإسلام”..
بهذه الكلمات أكدت الداعية والناشطة إيمان البشتاوي -عضوة مؤسسة لمركز الهداية الإسلامي في مدينة “نيوتاون”، بولاية كيناتيكت الأمريكية- أن المرأة المسلمة في الولايات المتحدة تسعى للقيام بدورها في إيصال رسالتها الإسلامية من خلال المشاركة والتأثير في الواقع المحيط الذي ينظر إليها نظرة سلبية متأثراً بالإعلام الأمريكي المتحامل.
جاء ذلك في الحوار الأسبوعي (الخامس لعام 2015)، الذي يجريه “مرصد الأقليات المسلمة” على موقع الفيسبوك، في سياق مبادرة الصحفي “هاني صلاح” بتنظيم سلسلة حوارات أسبوعية خاصة بالأقليات المسلمة، ويشارك فيها الجمهور المهتم على الفيسبوك، في طرح أسئلته على ضيوف تلك الحوارات.
وحول الحادثة الأخيرة التي أدت لمقتل ثلاث طلاب مسلمين أمريكيين على يد أحد الرجال الأمريكيين المتطرفين، أشارت “إيمان”، وهى أيضاً عضو مجلس العلاقات الإسلامية (كير) عن ولاية كيناتيكت، والتي تدافع عن حقوق المسلمين الأمريكان وتكافح سياسات التمييز واٌصاء بحقهم، أنه: “تزداد جرائم الكراهية ضد المسلمين خاصةً بسبب التحولات السياسية في العالم العربي، وظهور ظاهرة داعش، حيث تقوم وسائل الإعلام الغربي ومجموعات الإسلاموفوبيا باستخدام لغة غير محايدة وغير بريئة تربط بين الإسلام والإرهاب. ونتيجة لذلك يتعرض كثير من المسلمين إلى مضايقات وإيذاء قد يصل إلى حد الموت”.
ولفتت الداعية “إيمان” وهى كذلك عضوة بمجلس جمعية رجال الدين في مدينة نيوتاون، إلى أن: بعض المؤسسات الإسلامية والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة تسيطر عليها ما وصفتها بـ”العقلية الذكورية” والتي تسفر عن إهمال دور المرأة المسلمة في المشاركة في قيادة تلك المؤسسات ووصل البعض منها لدرجة إهمال أماكن الصلاة الخاصة بالنساء مما دفع إلى ظهور أفكار متطرفة (تحررية) لدى بعض النساء المسلمات تطالب بتأسيس مساجد خاصة بالنساء فقط.
ومن خلال هذا الحوار، ناشدت الناشطة “إيمان” المراكز الإسلامية والمساجد التي لا تهتم باشراك المرأة المسلمة؛ بإعادة النظر في ذلك واتباع سنة الرسول الصحيحة التي كانت المرأة المسلمة فيها منذ بداية بعثته صلى الله عليه وسلم جزءا هاما ومفصليا.
و”إيمان البشتاوي”، تعمل حالياً مشرفةً للأنشطة الدعوية والتعليمية في مركز الهداية الإسلامي، حيث تقوم بتعليم القران واللغة العربية. وقد تخرجت في كلية الصيدلة في الجامعة الأردنية عام ١٩٩٦م. كما عملت محررة في جريدة (المنبر الطلابي) التي أصدرها مجلس الطلبة في الجامعة الأردنية، ومجلة (الترياق) التي أصدرها مجلس كلية الصيدلة. بالإضافة إلى أنها ساهمت في إعداد البرامج التلفزيونية الحوارية، برنامج (منبر الشباب)، وبرنامج (المنبر الحر)، الذي أنتجته مؤسسة “سجى” للإنتاج التلفزيوني، وبث على قناة اقرأ. وتعيش حالياً في مدينه نيوتاون مع زوجها وأسرتها.
وإلى الحوار..
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح ـ (منسق الحوار).. وتتضمن سؤلين اثنين:
* شكرا لكم أستاذة إيمان على قبولكم الدعوة للحوار مع جمهورنا على الفيسبوك والمهتم بالتعرف على واقع المسلمين حول العالم.. وأستأذن زملائي المشاركين في البدء بهذين السؤالين لإلقاء الضوء على الواقع الحالي قبل الدخول في التفاصيل وطرح الأسئلة..
1 ـ تتبوأ المرأة الغربية مناصب قيادية لا تصل إليها المرأة المسلمة في بلادها؛ فهي تصبح ملكة ورئيسة وممثلة عليا لاتحاد قاري كالاتحاد الأوروبي.. المغزى: المرأة في المجتمعات الغربية لها دور كبير يعادل أو يفوق دور الرجال في بعض الأحيان..
فهل يمكن إلقاء الضوء على واقع المرأة الأمريكية (غير المسلمة) في المجتمع ومدى مشاركتها والنقاط المضيئة أو التحديات التي تواجهها في هذا الدور؟
– لا شك أن المرأة الأمريكية قد حققت أيضاً مكتسبات مشابهة لما حققته المرأة الغربية عموماً على الصعيد الاقتصادي والسياسي فقد دخلت مختلف الميادين في القطاعين العام والخاص وذلك بفضل جهود الحركات النسائية وقوة تأثيرها، غير أنها لم تنتخب بعد رئيسة للبلاد في أمريكا.
طبعا مازالت هناك تحديات تواجها المرأة الأمريكية للآن؛ فهي ما زالت تعاني من قضايا التمييز في الأجور والراتب مقارنةً مع أقرانها الذكور مع أنها تشكل نسبة ٤٧٪ من القوة العاملة.
كما تعاني من غياب دور الحضانة الرسمية الخاصة بالأطفال، بالإضافة إلى أنها تضطر إلى أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر من عملها للعناية بالطفل المولود أو للعناية بأحد أفراد أسرتها المرضى تفقد خلالها حقها في الضمان الصحي والتقاعد.
أيضاً المرأة الأمريكية كما غيرها من نساء العالم تعاني من قضايا العنف الأسري والمجتمعي.
2- ماذا عن المرأة المسلمة في الولايات المتحدة ومشاركتها المجتمعية؟.. هل تنعكس المشاركة المجتمعية للمرأة الأمريكية في المجتمع على تيسير وتفعيل دور المرأة المسلمة هناك.. أم أن هناك تحديات توجه المرأة المسلمة وتحد من حجم مشاركتها في المجتمع الأمريكي؟
– بالطبع تتيح الحريات التي تتمتع بها المرأة الأمريكية وحقوق المواطنة بشكل عام مجالاً كبيراً للمرأة المسلمة للمشاركة في المجتمع الأمريكي، وتستطيع من خلال مشاركتها إحداث تغيير – قد يفوق أحياناً دور الرجل المسلم – في تغيير الصورة النمطية والجهل بعدم فهم الإسلام.
خاصةً أن هذه الصورة كثيراً ما تكون سلبية نحو المرأة المسلمة بشكل خاص بسبب نظرة المجتمع الغربي لها التي تصورها بأنها مضطهدة.
إلا أنه وعلى الرغم من وجود نماذج نسائية مسلمة ريادية في المجتمع الأمريكي؛ فإن حجم المشاركة ليس بالمستوى المطلوب. ويعود ذلك لاختلاف الثقافات والأفكار التي ينتمي إليها المجتمع الأمريكي المسلم المتنوع بطبيعته، خاصةً من جيل المهاجرين؛ وهو ما يقلل –في كثير من الأحيان- من الدور المجتمعي للمرأة المسلمة.
المشاركة الثاني.. من: أحمد التلاوي، باحث مصري في التنمية السياسية ـ وتتضمن سؤلين:
1 ـ حول الحوادث العنصرية الحالية ضد المسلمين.. ماذا عن انتشارها، وكيف يتم التعامل معها؟
طبعاً تزداد جرائم الكراهية ضد المسلمين خاصةً بسبب التحولات السياسية في العالم العربي، وظهور ظاهرة داعش، حيث تقوم وسائل الإعلام الغربي ومجموعات الإسلاموفوبيا باستخدام لغة غير محايدة وغير بريئة تربط بين الإسلام والإرهاب.
ونتيجة لذلك يتعرض كثير من المسلمين إلى مضايقات وإيذاء قد يصل إلى حد الموت، وقد تكون حادثة مقتل الشباب الثلاث من ولاية “كارولينا” رحمة الله عليهم اليوم (الأربعاء 11 فبراير) جريمة كراهية. وما زلنا بانتظار نتائج التحقيق.
وهناك حالات كثيرة وثقتها وتابعتها المنظمات الحقوقية ومجلس العلاقات الإسلامية (كير).
2 ـ موقف الكونجرس الأمريكي واللوبي الصهيوني.. وهل هناك تحرشات من هذه الأطراف؟
موقف الكونجرس الأمريكي يتباين حسب توجهات أعضائه.
لكن أفضل طريقة للرد على أي تحرشات من أي لوبي هي اندماج المسلمين الأمريكيين في العملية السياسية والمشاركة الفاعلة في المجتمع.
المشكلة أن هناك الكثير من مسلمي أمريكا لا يذهبون حتى لصناديق الانتخاب، الأمر الذي دفع بمجلس العلاقات الإسلامية (كير) للقيام وبشكل دائم بحملات توعوية لتشجيع المسلمين الأمريكيين على المشاركة السياسية وتعبئتهم للتأثير على التشريعات التي تعنيهم وتخصهم.
من جهةٍ أخرى، تقوم المكاتب الفرعية (للمجلس) بالتواصل مع أعضاء الكونغرس الذين يمثلونهم ومجلس الشيوخ والمؤسسات الرسمية الحكومية لإقامة علاقه حوار وتعاون إيجابية ومثمرة للجميع.
المشاركة الثالثة.. من: عصام الدين سنان – الرئيس التنفيذي لمرصد اﻷقليات المسلمة:
* كيف يوثق مجلس العلاقات الإسلامية (كير) اﻻنتهاكات الحقوقية؟ وهل من الممكن اﻻستفادة من تجربة “كير” وتعميمها في مجتمعات اﻷقليات بدول العالم مع اختلاف البيئات؟
– مجلس العلاقات الإسلامية (كير)، له فروع ومكاتب محلية في معظم الولايات الأمريكية.
وتتواصل فرق المكاتب المحلية المكونة في كثير من الأحيان من نشطاء وحقوقيين من المجتمع المسلم في الولايات التي يمثلونها، ويقومون برصد ومتابعة أي شكاوى تأتي اليهم، وقد يتم التنسيق مع المجلس الرئيسي في العاصمة واشنطن إذا تطلب الأمر.
كما أن هناك فريقا متخصصا في (كير) يقوم بمتابعة ورصد كل ما ينشر من كتابات وبرامج في وسائل الإعلام ويكون دائماً جاهزاً للرد بإيجابية.
ويصدر (كير) تقارير سنوية عن ظاهرة الإسلاموفوبيا تبين فيها مصادرها وحجمها وطرق معالجتها.
نعم، أعتقد أن تجربة وخبرة مجلس العلاقات الإسلامية (كير) الرائدة والإنجازات التي حققها في المجتمع الأمريكي المسلم بالإضافة إلى تنوعها يجعلها تجربة تستحق أن يحتذى بها في المجتمعات المسلمة في البلدان الغربية الأخرى حتى لو اختلفت البيئات.
المشاركة الرابعة.. من: حبيب عثمان ـ مسئول اللجنة الاقتصادية في اتفاقية السلام في جنوب الفلبين..
* ما أهم دوافع تجربة الدكتورة أمينة (على ما أتذكر) على صلاتها بالمسلمين صلاة الجمعة قبل السنوات الماضية، وهل ما زالت آثاره في البلاد؟ وما رد فعل الأخوات المسلمات في صد ذلك المظهر؟
في الحقيقة لا أدري شخصياً بدوافع الدكتورة أمينة (يمكن الأفضل سؤالها شخصياً). لكن لا أعتقد أن الكثير من الناس اليوم يذكر هذه الحادثة.
لكن لابد من الإشارة هنا إلى أن هذه الحوادث تكون أحياناً رد فعل للعقلية الذكورية التي تتحكم ببعض المراكز الإسلامية والمساجد، بينما تمنع بعضها المرأة من دخول المسجد.
وفي حالات أخرى يهمل البعض الآخر الأماكن الخاصة بصلاة المرأة ولا يهتم بها، والتي تكون عادةً في غرف مظلمة وباردة لا تتمكن فيها حتى من رؤية الإمام مقارنةً بأماكن صلاة الرجال.
وعادةً هذا الإهمال لأماكن الصلاة الخاصة بالمرأة ليس مرجعه ضعف التمويل أو حجم المكان؛ بقدر ما يكون بسبب اختلاف العادات والتقاليد والفهم لدور المرأة المسلمة وجوازه في الإسلام.
وللأسف هذه العقلية تتسبب في ظهور حركات نسائية تحررية قد تخرج أحياناً أفكارها عن المألوف، وعاده ما تحظى بالتغطية الإعلامية وأحياناً الدعم أيضاً.
الآن توجد مجموعة من الأخوات قمن هذا الشهر بالاجتماع والدعوة لتأسيس مسجد خاص بالنساء كما هو موجود في الصين كرد فعل على ظاهرة الإقصاء.
شخصياً أنا ضد هذه الفكرة لأني أعتقد أن حجم المجتمع الأمريكي المسلم لا يقارن مع الصين، وأعتقد أن ذلك قد يؤدي إلى تفكيك فكرة المجتمع.
وهنا.. ومن خلال هذا الحوار.. أناشد المراكز الإسلامية والمساجد التي لا تهتم باشراك المرأة المسلمة بإعادة النظر في ذلك واتباع سنة الرسول الصحيحة التي كانت المرأة المسلمة فيها منذ بداية بعثته صلى الله عليه وسلم جزءاً هاماً ومفصلياً.
المشاركة الخامسة.. من: هناء أحمد
سؤالي للداعية والناشطة إيمان البشتاوي:
نقدر الدور الكبير الذي يقوم به الدعاة والجمعيات والمراكز الإسلامية في مجال الدعوة وخدمة المسلمين في أمريكا وغيرها، ونعلم مدى صعوبة هذا العمل في أجواء التغيرات السياسية والإعلامية وما يسمى بالإسلاموفوبيا..
ولكن كيف كان وقع إدراج “كير” كمنظمة إرهابية من قبل دولة الإمارات على كل من العاملين في مجال الدعوة وعلى المجتمع الأمريكي حكومة ومواطنين؟ وما هي رؤية السيدة إيمان للعمل في هذه الأجواء؟
– للأسف كان اتهاماً صادماً لنا جميعا؛ فلم نكن أبداً نتوقع أن تأتي هذه التهمة من دولة الإمارات العربية سواء ضد (كير)، أو حتى المؤسسات الإسلامية الأمريكية الأخرى.
بالطبع، هذا “الاتهام” مرفوض، وليس له أي أساس من الصحة. و(كير) أعلن أنه لا علاقه له بأي منظمة إرهابية، وأنه يمثل المجتمع المسلم الأمريكي. وطالب في بيان أصدره دولة الإمارات بإعادة النظر في قائمتها وإزالته منها، مع غيره من منظمات المجتمع المدني والمسلم التي تشجع على الحقوق المدنية والديمقراطية والمناهضة للأنظمة المسلحة.
أما من جهة الحكومة الأمريكية، فقد طالبت أيضاً وزارة الخارجية الأمريكية، دولة الإمارات بتوضيح هذه الاتهامات.
أما اليمين المتطرف، وجماعات الإسلاموفوبيا، فقد وجدت في هذا الاتهام وقوداً إعلامياً لمهاجمة (كير)، والمؤسسات الإسلامية الأخرى، والمجتمع الأمريكي المسلم بشكل عام.
وبالطبع مثل هذه الاتهامات تجعل أجواء العمل أكثر صعوبة، وتصرف جهود في محاوله الرد على الإعلام وجماعات الإسلاموفوبيا الغربية، وتثير الشكوك حول هذه المؤسسات الرائدة.
وبالرغم من كل هذا، فنحن مستمرون في هذا النموذج الدعوي السلمي الذي ينتهجه (كير)، والذي هو على النقيض التام مما قيل في هذه الاتهامات.
المشاركة السادسة.. من: سامر إسماعيل ـ ـ مترجم صحفي ـ القاهرة..
* بالنسبة للولايات المتحدة.. لماذا لا تضغط المنظمات الإسلامية، من أجل إطلاق سراح محمد سلطان، بشكل مستمر على الإدارة الأمريكية؟
– قام مجلس العلاقات الإسلامية (كير)، ومنظمات أخرى ببعث رسائل للحكومة الأمريكية، ومتابعة أعضاء الكونغرس ومقابلتهم.
كما يقوم عضو الكونغرس المسلم “كيث أليسون”، بالضغط من أجل إطلاق سراح محمد سلطان، ومتابعة قضيته شخصياً. ولكن للأسف ما زال سلطان حبيساً فك الله أسره.
المشاركة السابعة.. من: محمد سرحان – مراسل موقع “علامات أونلاين” في إسطنبول.. وتتضمن ثلاثة أسئلة:
1- بشأن دوركم في مجلس العلاقات الإسلامية (كير) في محاربة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين.. ما مدى نجاحكم في تلك المهمة؟ وما هي وسائلكم لتصحيح صورة الإسلام لدى المواطن الأمريكي خاصة مع اتساع دائرة الإسلاموفوبيا؟
– مما لا شك فيه أن مجلس العلاقات الإسلامية (كير) قد خطا خطوات متقدمة في مواجهة مظاهر العنصرية رغم حدة جماعات الإسلاموفوبيا. حيث يقوم (كير) بالرد الإيجابي على وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ويرصد يومياً ما يصدر عنها.
كما يقوم “المجلس” أيضاً ببناء علاقات جيدة مع كثير من ممثلي الإعلام وصناع القرار، ويدعوهم إلى حضور مؤتمراته التي يقيمها للتعريف بالإسلام والمسلمين الأمريكيين. هذا بجانب نشر وإصدار منشورات تعرف برسالة الإسلام وبالمجتمع الأمريكي المسلم.
أيضاً من الأنشطة التي يقوم بها تنظيم حملات لتوزيع كتب منتقاة لمعظم المكتبات العامة في أمريكا. كما أعلن بأنه سيوفر باستمرار نسخ مجانية من القران الكريم وكتب خاصة بالتعريف بالرسول الكريم وبرسالة الإسلام لمن أراد.
2- مع اختلاف العرقيات واللغات.. كيف يتم التواصل بين مسلمات أمريكا في شئون الدعوة؟ وكيف يتم التعاون بينهن في التواصل مع المجتمع الأمريكي غير المسلم؟
– يكون التواصل بين مسلمات أمريكا عبر المؤتمرات والأنشطة التي تنظم سنوياً ويتم من خلالها تبادل الخبرات والآراء. كما تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في تواصلنا مع بعض بشكل شبه يومي.
أما بالنسبة للمجتمع غير المسلم، فهناك أيضاً منظمات نسوية وغير نسوية مهتمة وترغب بالتواصل مع أفراد المجتمع الأمريكي بغض النظر عن توجهاته الدينية، وهذه نتواصل معها ونقوم بالتنسيق معها لعقد مؤتمرات ومحاضرات تشاركية بالإضافة إلى تنسيق في برامج مشتركة.
3 ـ وكيف ينظر المجتمع الأمريكي للمرأة المسلمة الملتزمة بالزي الإسلامي؟
– للأسف هناك نظرة عامة سلبية تتسم برؤيته كمظهر من اضطهاد المرأة، بالرغم من حرية لبسه بأي شكل من الأشكال، وبالرغم من وجود سيدات مسلمات يعملن في البيت الأبيض مع صانع القرار ويلبسن الحجاب.
كما أن هناك شعورا بالتمييز وصعوبة في ارتدائه في بعض أماكن العمل كما قلنا بسبب الآلة الإعلامية التي رسمت هذه الصورة ووجود مسلمات سابقات تقوم الجماعات المتطرفة بتسويقهن إعلامياً يلعبن دور في رسم الصورة السلبية للحجاب.
الحل الذي أراه شخصياً لتحسين هذه النظرة، يتمثل فيما ذكرته لي صديقة ناشطة غير متدينة أمريكية، حينما قالت لي أن أفضل رد على هذه الصورة النمطية أن تلبس كل نساء المسلمين وبناتهم في أمريكا الحجاب بحيث يصبح مألوفاً في كل نواحي المجتمع. ولعلها تصيب بذلك فأنا أرى شخصياً كيف تتغير هذه النظرة بمجرد التعرف والتعامل مع غير المسلمين.
المشاركة الثامنة.. من: سارة البشتاوي ـ موظفة ـ الأردن ـ وتتضمن سؤالين:
* سؤال كيف يمكن أن نغير النظرة الخاطئة في أميركا عن الإسلام والمسلمين، وما هو دور المسلمين بشكل عام في أميركا، والمرأة المسلمة بشكل خاص، في تغيير تلك الأفكار؟
– بالنسبة لتغيير النظرة الخاطئة عن المسلمين وتصحيحها هذا فعلاً ما يقوم به مجلس العلاقات الإسلامية (كير)، والمؤسسات الإسلامية الأخرى، وكثير من المراكز الإسلامية في أمريكا.
* ولماذا لا تنظم المؤسسات والجمعيات الإسلامية في أميركا القيام بحملات توعوية في المدارس والجامعات من اجل إعطاء صورة جميلة عن الإسلام؟
– بالفعل، نحن نقوم بدعوة طلاب المدارس والجامعات لزيارتنا في المركز الإسلامي، كما نقوم بإعطاء محاضرات تعريفية في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية. ودائماً نسعى لتحسين صورة الإسلام، ونحفز كل أفراد المجتمع المسلم ليكونوا جزءاً من هذه الدعوة، لأنها أفضل طريقة للرد على جماعات الإسلاموفوبيا؛ فالتعامل المباشر يزيل حاجز الخوف ويؤطر لعلاقات إنسانية جميلة.
المشاركة التاسعة.. من: شادي الأيوبي ـ صحفي لبناني مقيم في اليونان:
* سؤال عن الحضور الإعلامي لمسلمي الولايات المتحدة، وهل هو بقدر التحديات التي تواجه المسلمين هناك؟
– لا أعتقد أنه بحجم التحديات التي نواجهها. وهذا لا يعود أبداً إلى قصور أو إحجام من المجتمع المسلم هنا ومؤسساته؛ بل هناك من الخبراء والمثقفين والأفراد الذين يستطيعون القيام بهذا الدور. وبالرغم من وجود محطات إعلامية وإعلاميين يرحبوا بوجود مسلمين على برامجهم؛ فإن هذه المساهمات لا توازي حجم الآلة الإعلامية التي تعمل في الطرف الآخر على بث مشاعر الكراهية ورسم صور غير حقيقية للمسلمين والإسلام بشكل عام وللمجتمع المسلم هنا بشكل خاص.
المشاركة العاشرة.. من: سعيد ـ ميلانو الإيطالية ـ ومسئول موقع “إسلام أوروبا” ـ ويتضمن سؤالين:
* كم عدد المسلمين في الولايات المتحدة، وكم عدد المسلمين الجدد منهم؟
– ليس هناك رقم دقيق، خاصه لعدم معرفة عدد المسلمين الجدد الذي يتزايد بشكل يومي والحمد لله، فالإسلام اليوم يعتبر الديانة الأكثر انتشاراً في أمريكا. والإحصائيات تقدر عدد المسلمين في أمريكا ما بين ٧ إلى ٨ مليون نسمة.
* وكيف يتم التواصل بين المسلمين في الولايات المختلفة وهل هناك اتحاد يمثلهم؟
– هناك اتحادات ومؤسسات تعمل على المستوى المحلي والمستوى القومي، تتنوع وتتخصص باتجاهاتها فمنها ما يهتم بالعمل السياسي، وبعضها يهتم بالعمل الديني وآخر يهتم بالعمل الإنساني، وبعضها اتحادات خاصة بالطلبة في الجامعات وغيرها. وهناك تنسيق داخلي واجتماعات شبه شهرية بين ممثلي القطاعات المهتمة، واتحاداتها أو مجالسها.
ويتم أيضاً التواصل اليومي عبر مواقعها الإلكترونية وصفحاتها الاجتماعية ودورياتها التي تنشرها بالإضافة إلى الاجتماعات السنوية والمؤتمرات التي تقيمها ويشترك فيها ممثلي الولايات التي تتبع هذه الاتحادات الذين بدورهم يتواصلون مع كافه أفراد المجتمع.
المشاركة الحادية عشر.. من: د.عمرو سلام ـ الجامعة الإسلامية ـ ماليزيا ـ وتتضمن سؤالين بشأن الأحداث الأخيرة..
* بعد حادثة القتل الأخيرة التي حدثت لضياء بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة وأختها رزان.. كيف ترى الأستاذة إيمان الموقف؟.. وما هو الدور المفترض القيام به لكى لا تتكرر مثل هذه الأحداث، أعنى دورهم هناك ودورنا هنا؟
– الموقف بشكل عام محزن جداً، هناك حالة من الصدمة بين مسلمي أمريكا.
شباب من خيرة شباب المجتمع الأمريكي يقتلون بلا ذنب من مجرم قد يكون يدعي أنه أكثر وطنية منهم، وأنا غير مقتنعة أبداً أن دوافع الجريمة كما قيل الآن من أجل مصف السيارات.. فإطلاق الرصاص في الرأس، بجانب ما ذكره والد الشابتين وأخت الشاب ضياء، وبالإضافة إلى ما كان موجودا من تعليقات على الصفحة الشخصية للمجرم وطبيعة الجريمة؛ كلها تشير إلى دوافع قتل من أجل الكراهية.
وأعتقد أنه بعد الحادثة على المسلمين أن يقوموا بحملات ضغط على صناع القرار من خلال المسيرات والمؤتمرات وكتابة الرسائل ومقابلة الممثلين في الكونغرس ومجلس الشيوخ وتنظيم أنفسهم مع غير المسلمين والاستمرار في الضغط حتى يتم ملاحقه الجماعات المتطرفة ومحاسبتها واعتبارها محرضة على القتل وإيذاء الناس.
كما يجب السعي للضغط على وسائل الإعلام للعمل بمهنية في نقل الحدث والضغط بنفس الاتجاه، وتوضيح بأن حرية الرأي يجب ألا تكون حرية غير مسؤولة، وأن يتم التفريق بينها وبين الكراهية التي تبثها وثبت أنها تكون دائماً سبباً في هذه الجرائم.
ولعلي أذكر هنا محاولة إحراق المركز الإسلامي في ولاية “أوهايو”، وكيف أن الفاعل “راندي لين”، اعترف للقاضي أن متابعته لبرامج قناة “فوكس” الأمريكية كانت كافية لتعبئته وقيامه بفعل الجريمة.
وأذكر هنا بالحرف ما دار بينه وبين القاضي في قاعه المحكمة للأهمية بعد اعترافه بالفعل:
“Every day you turn on the TV, you see Muslims trying to kill Americans,” ”
“كل يوم تفتح التلفاز، ترى مسلمين يريدون قتل أمريكيين.
وعندما سأله القاضي إذا كان يعرف أي مسلم، أو إذا كان يعرف ما هو الإسلام؛ فأجاب بالحرف الواحد:
“No, I only know what I hear on FOX News and what I hear on the radio”
والترجمة: “لا، أنا أعرف فقط ما أسمعه على قناة فوكس وما أسمعه على الراديو”.
أما عن دوركم.. فأنا أتمنى من كل الدعاة والمثقفين وعلماء الأمة، القيام بإعادة النظر في الخطاب الديني التقليدي، وإعادة بث روح الإسلام ورحمته في المجتمعات المسلمة، حتى لا يتم التغرير بالمسلمين للانضمام إلى مجموعات متطرفة تستغل الوضع السياسي وغير المستقر بدعوى نصرة الإسلام.
نعم.. هناك عدالة منقوصة، وهناك إجحاف بحق البلاد المسلمة، ولكن يجب ألا نلجأ للتطرف بل هذه إساءه للإسلام، ولمبدأ الرحمة والإنسانية التي هي من أساسيات هذه الرسالة التي شملت رحمتها جميع الخلق.
* ترى ما السبب وراء مثل هذه الأحداث؟ وما هي الجهة التي ربما تقف خلفها؟ أم هي حوادث فردية فقط وليست توجهاً عاماً؟
– “الإسلاموفوبيا”.. هي صناعة وبزنس يقدر بالملايين، وبث الكراهية ورسم صورة إرهابية للإسلام مستغله فيه تطرف بعض الجماعات التي تصف نفسها بالإسلام. كل هذا يؤدي إلى شحن أفراد جهلة يتحولون بين عشية وضحاها إلى مجرمين وقتلة.
فأنا لا أعتقد بالمرة أن هناك توجها عاما في المجتمع الأمريكي أو الحكومي، بل بالعكس هناك تعاطف من أفراد المجتمع، وهناك الكثير الذين يقفون معنا إخوة لنا من ديانات أخرى وغير دينيين أحياناً أيضاً.
المشاركة الثانية عشر.. من: لطيفه تازي ـ أمريكا ـ وتتضمن سؤالين:
* شاهد الأمريكيون مراسم التعزية التي مثل فيها مركزكم الجالية المسلمة في أمريكا في حادثة مقتل الأولاد في مدرسه ساندي هوك قبل سنتين، قيل إنه كان لهذه المشاركة تأثير إيجابي على المجتمع الأمريكي وعلى علاقاتكم مع المجتمع المحلي كيف تري هذه التجربة الأن؟
– نعم بالرغم من قساوة الجريمة التي حلت بمدينتنا، وما زلنا نعاني منها، إلا أنها والحمد لله أصلت لوجود المسلمين في المدينة، ليس فقط بسبب التعزية التي أثرت فيها قراءة القرآن من طفل صغير في نفوس الناس بل بتفاعل المسلمين في مدينتهم والدور الذي يلعبه مركز الهداية الإسلامي كجزء من نسيج هذه المدينة.
ونحن نعمل مع كل الجماعات الدينية والحكومية والمؤسسات التي تسعى إلى إحداث تغيير في قوانين التسليح والصحة النفسية، بالإضافة إلى عملنا جنباً إلى جنب مع المؤسسات الاجتماعية والإنسانية التطوعية، بحيث أصبحت مدينة نيوتاون قبلة لصناع القرار وممثلي الولاية للدفع بهذا الاتجاه.
وأذكر بأنه بعد هذه الحادثة تواصل معنا وما زال الكثير من الأمريكيين الراغبين بالتعرف على الإسلام والمسلمين كما ندعى إلى مؤتمرات نمثل فيها المسلمين.
من جانبنا، نفتح مركزنا إلى الطلاب والأفراد لزيارتنا والتعرف علينا وعلى رسالتنا ونقوم سنويا بإعداد إفطار ندعو فيه غير المسلمين والمسؤولين وحكام الولاية ونقوم بتعريفهم فيه بديننا وعاداتنا وتقاليدنا الرمضانية.
والحمد لله بعد سنتين من هذا النشاط وفي رمضان الماضي تفاجأنا بعدد الحضور الذي فاق سعه القاعة حيث قدر وجود أكثر من ٤٠٠ مدعو، والحمد لله أعتقد أن تجربة مركزنا الناشئ نموذج ريادي للاندماج مع المجتمع مع المحافظة على الهوية الإسلامية والتي لا تتنافى مع كوني مواطنة أمريكية لي حقوق وعلي واجبات.
كما أن مركزنا أيضا يتميز بتنوع أفراده ومساهمة الشباب والمسلمين الجدد والمهاجرين والمرأة المسلمة بتأسيسه وإدارته، ومع أننا ما زلنا في المرحلة الأولى من مشروعنا المتكون من ثلاث مراحل فإننا نتوقع إن شاء الله أنه سيكون نموذجا للمركز الإسلامي الدعوي الذي يحتذى به.
——–
* المصدر: مرصد الأقليات المسلمة.
[ica_orginalurl]