مهارات الدعوة ـ خاص ـ هاني صلاح
“المناهج الإسلامية الحالية التي في المدارس الإسلامية في كمبوديا ليست موحدة، ولكل مدرسة من المدارس في كمبوديا منهج خاص، وهذه المناهج التعليمية تسير وفق ما يريده المدرس أو المؤسسة.. وعلى هذا، فإن هذه المناهج ما زالت لا تلبي احتياجات المجتمع، وتطويرها مطلوب”..
بهذه الكلمات وصف باحث الدكتوراه في مجال التربية الإسلامية الأستاذ أسنوي عمر واقع التعليم الإسلامية في مملكة كمبوديا..
وإلى الحوار..
ـ في بداية حوارنا.. نرجو تعريف بكم لجمهور (مهارات الدعوة).
أسنوي عمر، كمبودي الجنسية، مواليد 1987م، من محافظة كيب جنوب شرق كمبوديا، عام 2013م حصلت علي البكالوريوس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وفي عام 2017م حصلت على الماجيستر قسم التربية تخصص التربية الإسلامية بكلية الدعوة وأصول الدين في نفس الجامعة، وفي عام 2017م نفسه سجلت بمرحلة الدكتوراه في نفس القسم ونفس التخصص ونفس الكلية.
وأشارك خلال العطلة الدراسية في الأنشطة الصيفية لطلاب معهد أكاديمية الإمام الشافعي، في قرية كمبونج قيه، بمحافظة كمبوط، في جنوب كمبوديا، وهو معهد للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وأدرس لطلابه العلوم الدينية والعصرية معاً.
ـ نود إطلالة مختصرة على “منابر التعليم الإسلامي” في كمبوديا.
الأقلية المسلمة في كمبوديا يعيش معظمها في المحافظات، ويبلغ عدد قراهم أكثر من 500 قرية، إلا أن معظمهم يتركزون في الشمال وأصلهم تشامي، وفي الجنوب وأصلهم الجاوية التي تنتمي إلى العناصر الإندونيسية.
وعلى هذا نقول إن منابر التعليم الإسلامي في كمبوديا على عدة مستويات:
أولاً: الكتاتيب: إذ يوجد في بعض القرى المسلمة مدرس أو مرب يقوم بتدريس تلاميذ قريته منذ الصغر. ويتعلم منه التلاميذ الكتابة والقراءة وأحكام القرآن وغير ذلك. وهي تعتمد على الحفظ أكثر في الأحكام الشرعية مثل: الأحكام المتعلقة بالصلاة من شروطها وفروضها، وكذا أركان الإسلام والإيمان، وغير ذلك.
ثانياً: المدارس: يوجد في معظم القرى المسلمة مدرسة صغيرة يديرها معلم القرية نفسه. وهذا المعلم في السابق كان لا يتقاضى راتبا شهريا رسميا؛ وإنما يأخذ الصدقات والزكوات من أسر التلاميذ ومن أهل القرية. وفي السنوات الأخيرة بدأت الحكومة تتكفل برواتب معلمي القرى الشهرية وذلك برعاية المجلس الأعلى لشؤون الإسلام في كمبوديا، ومنهجهم الدراسي يعتمد على المراجع التي كُتبت بلغة المالايو أساساً.
ثالثاً: المدارس الثانوية الأهلية: توجد مدارس ثانوية إسلامية سواء كانت مدارس دينية خالصة، أو مدارس إسلامية عامة تدرس فيها العلوم الإسلامية بجانب العلوم العصرية، وكل هذه المدارس أو معظمها تقع تحت مظلة جمعيات خيرية موجودة في كمبوديا.
ـ وما تقييمكم للمناهج الدراسية الإسلامية التي تدرس للطلاب بمختلف منابر التعليم.. هل تفي بتحقيق الغرض أم ما زالت تحتاج لبعض التطوير؟
المناهج الإسلامية الحالية التي في المدارس الإسلامية في كمبوديا ليست موحدة، ولكل مدرسة من المدارس في كمبوديا لها منهج خاص، وهذه المناهج التعليمية تسير وفق ما يريده المدرس أو المؤسسة.. وعلى هذا، فإن هذه المناهج ما زالت لا تلبي احتياجات المجتمع، وتطويرها مطلوب.
ـ هل هناك شروط ومواصفات لمعلمي المناهج الإسلامية في مختلف منابر التعليم الإسلامي؟ وهل هناك برنامج واضح للتدريب والتطوير لهؤلاء المعلمين؟
نعم، تشترط أن يكون معلمو المناهج الإسلامية في المدارس الثانوية الأهلية من حاملي الشهادات في العلوم الشرعية؛ إلا أنهم لا يلتزمون بمهارات التدريس، وهذا أحد أسباب نقص الكفاءة التدريسية عند بعض المدرسين. وفي بعض المدارس توجد برامج للتدريب والتطوير للمعلمين.
ـ بشكل عام.. ما هى أبرز العقبات التي تواجه مجال التعليم الإسلامي في كمبوديا؟
من أبرز التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في مجال التعليم الإسلامي هي:
1-عدم توحيد المناهج الدراسية في المدارس الإسلامية.
2-أجهزة التعليم لم تكن على مستوى كافٍ لتنمية الطاقات البشرية اللازمة.
3- قلة الاهتمام بتوجيه المدرسين، ومتابعة أعمالهم وتشجيعهم، أو عقد دورات تدريبية لرفع كفاءتهم العلمية.
4-المعلم هو الذي يكون بمفرده يمثل الجهاز التعليمي والإداري لمدرسة معينة.
5- توقف الدراسة الدينية في المرحلة الثانوية لعدم وجود الجامعة الإسلامية في كمبوديا.
ـ وما أبرز الإنجازات التي تحققت حتى اليوم في مجال التعليم الإسلامي؟
– إذا تكلمنا عن الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم الإسلامي في كمبوديا للمرحلة الجامعية لا يوجد، لكن هناك بعض الإنجازات للمرحلة قبل الجامعية، وهي كثير، ومن أبرزها:
-تأسيس مدرسة النعمة في العاصمة “بنوم بنه”، وفروعها في بعض المحافظات تحت رعاية المجلس الأعلى لشؤون الإسلام في كمبوديا.
-تأسيس معهد نور الإسلام بكمبوديا مقره في بنوم بنه، ويعتبر فرعا تابعا لجمعية منابع الخير بكمبوديا تدعمه جمعية إحياء التراث الإسلامي بدولة الكويت.
-تأسيس معهد أكاديمية الإمام الشافعي في محافظة كمبوط.
-وهناك مدارس أخرى كثيرة، ولها دور كبير في تنمية المجتمع الإسلامي في كمبوديا.
ـ وماذا عن التنسيق مع المؤسسات المعنية بالتعليم الإسلامي حول العالم؟
هناك جهود من بعض المؤسسات الخيرية بالدول الإسلامية في مجال التعليم الإسلامي في كمبوديا، يذكر منها: المملكة العربية السعودية، مصر، ليبيا، أردن، إندونيسيا وغيرها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم بناء مبنى جديد لمدرسة النعمة ومقرها في بنوم بنه بدعم من الخارج. وكذا المناهج الدراسية للمرحلة المتوسطة (SMU) والثانوية (STAM) للمدرسة النعمة وفروعها هي مناهج من دولة ماليزيا المجاورة.
أما معهد نور الإسلام بُنيت مبناها بدعم جمعية إحياء التراث الإسلامي بدولة الكويت. كما أن معهد أكاديمية الإمام الشافعي بُنيت بدعم من المحسنين من دولة ماليزيا وقطر.
ـ ماذا عن رؤيتكم المستقبلية لتطوير التعليم الإسلامي في كمبوديا؟
1 ـ على كل المؤسسات التعليمية في كمبوديا الاهتمام بوضع خطة للمدرسين ومتابعة أعمالهم، وإقامة دورات تدريبية لرفع مستواهم العلمي والمهاري.
2 ـ من المهم مشاركة خبراء التعليم في إعداد مناهج دراسة إسلامية متطورة بشكل شامل وذلك لتلبية احتياجات التلاميذ المسلمين المعاصرة.
3 ـ كذلك من المهم توفير الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات التعليمية لتحقيق أهدافهم المرجوة.
4 ـ أيضاً أصبح من الأولويات التفكير والعمل في إنشاء جامعة إسلامية في كمبوديا يلتحق بها الطلاب بعد تخرجهم في المرحلة الثانوية.
ـ وأخيراً..هل تودون إرسال أي رسائل للمؤسسات الإسلامية المعنية بالتعليم الإسلامي حول العالم (عبر مهارات الدعوة)؟
وفي هذه الفرصة الذهبية أشكر لجميع الدارسين والإداريين في مدرسة النعمة الإسلامية بنوم بنه والمعهد نور الإسلام وكذا معهد أكاديمية الإمام الشافعي وغيرها على اهتمامهم بخدمة الإسلام والمسلمين، وأيضا أشكر لجميع الدول التي تهتم بدعم للمؤسسات الإسلامية في كمبوديا ماديا كانت أو معنويا.
[ica_orginalurl]