دراسة جديدة نشرت في دورية ساينس الشهيرة في يونيو 2018 تؤكد ما قلناه وقاله غيرنا لسنوات من أن المقارنات الجينومية بين الإنسان والشمبانزي والتي أظهرت نتائج تشابه بنسبة 98% أو 95% هي دراسات متحيزة وغير صحيحة إما أولا بسبب احتمال أن تكون العديد من مجموعات بيانات ال (DNA) للشمبانزي مختلطة بالحمض النووي البشري، خاصة تلك المنتجة في النصف الأول من مشروع جينوم الشمبانزي من 2002 إلى 2005.
أو ثانياً، وهو الأهم، أنه في تلك الدراسات السابقة تم بناء جينوم الشمبانزي عمداً ليكون أكثر مشابهة للإنسان مما هو عليه في الواقع، حيث قام العلماء بتجميع أجزاء الحمض النووي الخاص بالشمبانزي باستخدام الجينوم البشري كمرجعية.
توضح الدراسة الحديثة أن ما تم في الدراسات السابقة من إثبات التطابق بين الإنسان والشامبانزي هو محض تحيز، حيث تقول:
غالبًا ما تستخدم مجموعات الجينوم البشري عالية الجودة لتوجيه المراحل النهائية من مشاريع الجينوم غير البشرية، بما في ذلك ترتيب اتجاهات التسلسل وتوجيهها، وربما الأهم من ذلك شرح الجينات. هذا التحيز يقوم بعملية (أنسنة) لعينات الجينوم الأخرى بشكل كبير.
توضح الدراسة أيضاً أن الطريقة غير المتحيزة يجب أن تكون عن طريق تجميع الجينوم لكل كائن بشكل منفصل عن الآخر، ثم مقارنتها حتى تكون المقارنة صحيحة وغير متحيزة وهو ما قام به الباحثون في تلك الدراسة لتخرج النتائج مخالفة تماماً لفكرة أن التشابه 98%.
باستخدام نفس طريقة المقارنة الصحيحة، يؤكد البروفيسور (ريتشارد باجز) بروفيسور البيولوجي والجينوم بجامعة لندن أن نسبة تشابه النيوكليوتيدات في الجينوم البشري مقارنة بجينوم الشمبانزي هي حوالي 84.38%، كما أن هناك نسبة 4.06% في الجينوم البشري ليس لها مثيل في جينوم الشمبانزي.. وبافتراض أن جينوميّ الإنسان والشمبانزي حجمهما واحد تقريباً، فإن هذا يترجم إلى نسبة تشابه عام بمقدار 80% فقط وليس كما كان يروج لعشرات السنين من أنها 98% أو 99%..
الآن، ماذا سيقول التطوريين بعد انهيار خرافاتهم الواحدة بعد الأخرى؟ لا مشكلة، التطور حقيقة علمية، وإن انهارت كل توقعاته واحدة تلو الأخرى، المهم أننا (نؤمن) أنه قد حصل حتى لو خابت كل أدلته وتوقعاته عشرات ومئات المرات .. ثم يحدثوننا عن العلم والمنهج العلمي.
المصدر: بتصرف يسير عن موقع الباحثون المسلمون
[ica_orginalurl]