لعل ضعف إيمان المهتدي الجديد يعد تحديا رئيسيا للمجتمع المسلم، في ظل تزايد أعداد معتنقي الإسلام في العالم عاما بعد عام، فلا يمكن أن تأخذ الحماسة الشاهقة التي تغطي جبالاً عند إشهار الإسلام طريقها إلى الانحسار، حتى تجف الروح وتعود إلى سابق عهدها…
(مقتطف من المقال)
د. محسن هريدي
يمثل المهتدون الجدد دعامة هامة للأمة الإسلامية وعنصرا فاعلا في نصرة هذا الدين وإعلاء رسالته السامية في آفاق العالمين، وسفيرا فوق العادة للإسلام في وطنه ومجتمعه وبيئته.
ومن المعروف أن كثيرين من المهتدين الجدد ما يلبثون أن تضعف همتهم وتنطفئ حماستهم بمرور الوقت إذا لم يجدوا اهتماما واسعا من قبل المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه بروافده المؤسسية وأفراده، سواء كان هذا الضعف بسبب أهله أو صحبته أو ضعف إيمانه.
ولعل ضعف إيمان المهتدي الجديد يعد تحديا رئيسيا للمجتمع المسلم، في ظل تزايد أعداد معتنقي الإسلام في العالم عاما بعد عام، فلا يمكن أن تأخذ الحماسة الشاهقة التي تغطي جبالاً عند إشهار الإسلام طريقها إلى الانحسار، حتى تجف الروح وتعود إلى سابق عهدها.
وليس من المناسب أن غير المسلم حينما يتعرف على الإسلام، وبعد أن يشهر إسلامه يتم إعطاؤه مصحفاً أو كتيباً أو كتباً ثم يُترك ولا يُعتنى به ولا يتابع، لاسيما أن الوردة في قلبه لا تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى عناية خاصة من هجوم الأيدي والرياح، ومن هبوب الأفكار وتلاطم العقائد الأخرى.
فكثير من المهتدين بعد إشهار إسلامهم يكونون في أمسّ الحاجة إلى المتابعة والتأهيل والتعليم، بحيث تكون هناك منظومة إيمانية وروحانية وعقدية متكاملة تتواصل معهم بالكتيبات والدروس، والدورات الشرعية، والتدريب على العبادات، وتوفير دعوات للحج والعمرة وزيارة بيت الله الحرام، واستشعار روح الأخوة التي تجمع شرق العالم بغربه، وشماله بجنوبه.
المناخ الملائم لدعم المهتدي الجديد
هذا الأمر ليس مقصورا دوره على اللجان أو الجمعيات المتخصصة فحسب وإنما ينطبق أيضا على الكيان المجتمعي، بحيث تشكل البيئة المناسبة مناخا مؤثرا ينمو ويترعرع فيه المهتدي الجديد بصورة مثالية تجعله إيجابيا وفاعلا لنفسه ومجتمعه وأمته.
إلى جانب أن نفس المهتدي الجديد لم ترسخ بعد، فهي عرضة للشد والجذب، والافتتان بمذاهب تجعل الدين لها واجهة، وهي تهدم الدين من داخله، ما قد يؤدي إلى ضعف المهتدي أو ذهابه إلى التيارات والفرق الهدامة والجماعات المتشددة .
نحن في لجنة التعريف بالإسلام انتهجنا منذ عشرات السنين مسلكا واضحا في قضية تعليم وتأهيل المهتدي الجديد سواء كان داخل الكويت أو حتى بعد عودته إلى وطنه، حيث أطلقنا حملة دعوية قبل عدة سنوات بعنوان “إسلامهم بداية.. وتعليمهم أمانة” لأننا وجدنا أن التكوين الفكري والروحي للمهتدي ضرورة ملحة لبناء شخصيته الوسطية المعتدلة.
إن هذه المهمة الشاقة تتطلب إقامة الدورات الشرعية ومسابقات تحفيظ القرآن وبرامج تعليم اللغة العربية والرحلات الترفيهية للمهتدين الجدد والجاليات، لذا طرحت اللجنة مؤخرا مشروع “علّمني الإسلام” لتقوم بدورها المطلوب بالنيابة عن المجتمع في تعليم وتعريف المهتدين الجدد مبادئ دينهم وقيمه وعباداته ومعاملاته.
[opic_orginalurl]