من أسماء الله وصفاته المستوي على العرش أي الجالس عليه، حيث تتفق نصوص الكتاب المقدس والقرآن الكريم على أن لله عز وجل عرش وأنه تعالى مستوٍ عليه أي جالس عليه بكيفية تليق بجلاله تعالى ولا يعلمها إلا هو.
المستوي (الجالس) على العرش في الإسلام
كثيرا ما يشير القرآن الكريم إلى أن لله عز وجل عرش وأنه تعالى يستوي عليه أي يجلس عليه. فعلى سبيل المثال نقرأ:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف 54:7)
كما نقرأ أيضا:
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (الرعد 2:13)
المستوي (الجالس) على العرش في المسيحية
كثيرا ما يشير الكتاب المقدس لاسيما في عهده الجديد إلى أن لله عز وجل عرش وأنه تعالى جالس عليه، فنحن نقرأ: “وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ” (متى 22:23)
وعلى الرغم من اتخاذ السيد المسيح إلها في المسيحية، يخبرنا الكتاب المقدس أن السيد المسيح ليس جالسا على العرش نفسه وإنما يجلس عن يمين عرش الله، والشواهد على ذلك كثيرة في العهد الجديد، فنحن نقرأ: قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». (متى 64:26)
كما نقرأ: “ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ”. (مرقس 19:16)، كما نقرأ أيضا: “وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ: أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هذَا ،قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ” (العبرانيين 1:8)
وإذا لم يكن السيد المسيح جالسا على العرش، وإنما يجلس عن يمين العرش، لم يكن هو الله لأن الله تعالى جالس على العرش نفسه.
_________
المراجع:
1- القرآن الكريم
2- الكتاب المقدس
[opic_orginalurl]