“يُوصَم الإسلام دوما من قبل معارضيه بدعوته لإيقاف حركة العقل، وتسليم أتباعه المطلق وغير المشروط للنصوص.. لكن العجيب أن كتاب الإسلام المقدس ينفي تلك الدعوى شكلا ومضمونا من خلال آيات عديدة تدعو بشكل لا يقبل الجدال للنظر والتفكر في ملكوت الله، ليتضح جليا أن بين القرآن وإعمال العقل تلازم لا يمكن إنكاره، يرد بقوة على أي ادعاء[1]“
أ.د. عبد الباسط هيكل**
قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ“ (البقرة:164)، “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ“ (آل عمران:164)، “وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ“ (المؤمنون:84).
هذا قليل من كثير من آيات القرآن الكريم التى قررت فريضة التفكير في الإسلام، وأمرت بتوجيه العقل للبحث والنظر والتأمل في الكون (الطبيعة)، “إن العقل الذي يخاطبه الإسلام هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأمور ويوازن بين الأضداد، ويتبصر ويتدبر.. ويبدو فضل الحكمة والرشد على مجرد التعقل والفهم من آيات متعددة في الكتاب الكريم يدل عليها قوله تعالى: “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً” ( البقرة:269).
ويدل عليها أن الأنبياء يطلبون الرشد، ويبتغون علما به من عباد الله الصالحين، كما جاء في قصة موسى عليه السلام وأستاذه.. والذي ينبغي أن نثوب إليه مرة بعد مرة أن التنويه بالعقل على اختلاف خصائصه لم يأتِ في القرآن عرضا ولا تردد فيه كثيرا من قبيل التكرار المعاد، بل كان هذا التنويه بالعقل نتيجة منتظرة يستلزمها لُباب الدين وجوهره، ويترقبها من هذا الدين كل من عرف كنهه، وعرف كنهه الإنسان في تقديره.. فالدين الإسلامي دين لا يعرف الكهانة ولا يتوسط فيه السدنة والأحبار بين المخلوق والخالق، ولا يفرض على الإنسان قربانا يسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولي متسلط أو صاحب قداسة مطاعة، فلا ترجمان فيه بين الله وعباده يملك التحريم والتحليل ويقضي بالحرمان أو بالنجاة.
فليس في هذا الدين إذن من أمر يتجه إلى الإنسان من طريق الكهان، ولن يتجه الخطاب إذا إلا إذا كان عقل الإنسان حرًّا طليقًا من سلطان الهياكل والمحاريب أو سلطان كهانها المتحكمين فيها بأمر الإله المعبود فيما يدين به أصحاب العبادات الأخرى.. “فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ” (البقرة: 115).
لا هيكل في الإسلام، ولا كهانة.. فكل أرض مسجد، وكل من في المسجد واقف بين يدي الله.. ودين بلا هيكل ولا كهانة لن يتجه فيه الخطاب –بداهة- إلى غير الإنسان العاقل حرًّا طليقًا من كلِّ سلطان يحول بينه وبين الفهم القويم والتفكير السليم..” ([2])
القرآن وإعمال العقل بفرض التفكير!
قرر القرآن أن التفكير فريضة للوصول إليه، وجعل العقل أداة لمعرفته متى نظر في كتاب الله المنظور (الكون) فكرر الله كلمة العقل ومرادفاتها: النُّهى، الألباب.. أكثر من سبعين مرة، منهم خمسون مرة للعقل.
وأنكر الله -سبحانه وتعالى- على من تعامى عن الحق، ولم يُعمل عقله واستحب العمى على الهدى: “أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ” (البقرة:44)،”أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ” (الأنبياء:67).
وأمرنا الله بتحريك المدركات العقلية وحثّنا على التوصل بها إلى الأدلة والبراهين، فقال تعالى: “قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” (البقرة:111)، “قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا” (الأنعام:148)، وذلك لكون القرآن معجزة عقلية تحتاج إلى تدبر ونظر وتفكُّر “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ” (ص:29).
وعبادات الإسلام وأخلاقه ليست طقوسا مبهجة مصحوبة برنين أجراس أو صيحات أبواق، بل مخاطبة صريحة للعقل؛ فالدعوة إلى الصلاة بكلمات أذان واضحة تدعو إلى تكبير الله، وتذكِّر بالشهادتين، تدعو صراحة إلى الصلاة، بل إن الصلاة نفسها لا ينال المصلى أجرها كاملا إلا بقدر ما عقل منها، فهي قائمة على حضور العقل الذي بحضوره يكون الخشوع.
وقد عزّز الإسلام روح الاستقلال الفكري لدي الفرد، وحثّه على إيمان المستدِل لا إيمان المقلِّد، حتى ذهب طائفة من أهل العلم إلى أن الإيمان لا يتحقق إلا بالاستدلال، وأنه لا يكون المؤمن مؤمنا إلا بقدرته على الاستدلال. ([3])
وها هو نبي الله إبراهيم –عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- في القرآن الكريم يُقدم لنا الله عز وجل من خلاله فكرة النظر والاستدلال وكيف ينتقل الإنسان بدليل المشاهد للإيمان بالغيب، فكل نجم من شمس، أو تابع من قمر ما يظهر إلا ويختفي، موت وميلاد، ثم ميلاد وموت، فآمن أن كل ما يتعلق به قومه إلى زوال ويبقى مسيِّر الأفلاك سبحانه بلا زوال “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ. فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ. فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ. فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ“(الأنعام:79-74)
كما دعا –صلى الله عليه وسلم- إلى اجتهاد العقل في كل ما ليس فيه نص قطعي الدلالة، ففي حديث عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما (إذا قَضَى القاضي فاجتَهَدَ فأصابَ فلَهُ عشرةُ أجورٍ، وإذا اجتَهَدَ فأخطأَ كانَ لَهُ أجرٌ أو أجرانِ)،([4]) وكان من وسائل استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها المعتبرة القياس والاستحسان والنظر في المصالح المرسلة، والنظر في الأسرار والحكم والمقاصد للطاعات وتقديم الدليل العقلي على ظاهر النص عند التعارض مع الحفاظ على قواعد اللغة.
حفظ الإسلام وحمايته للعقل
حافظ الإسلام على العقل؛ ليحافظ على المجتمع المسلم، فلما كان الإنسان يعيش في مجتمع إنساني يحتاج إلى عقل كل فرد من أفراده بما يحقق المصلحة ويدرأ المفسدة؛ لذا كان لا بد من صيانة العقل وحماية المجتمعات التى تتعرض لكثير من الشرور متى انحرف وزاغ عن الحق، أو متى أُهمل وعُطِّل، ومن وسائل الإسلام في حماية العقل وحفظه:
أولا: حماية العقل من الدمار بالاعتداء عليه بخمر أو غيرها من مسكرات تذهبه أو تتلفه، فحرّم الإسلام كل مُسكِر “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” (المائدة:91،90)، ورصد عقوبة عملية رادعة لمن شرب الخمر أو اعتدى على عقله بمسكر، فعن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها ومبتاعَها وعاصرَها ومعتصرَها وحامِلَها والمحمولةَ إليهِ)([5])
ثانيا: من حماية الإسلام للعقل أنه حارب التبعية الفكرية للغير بدون دليل ولا منهج صحيح بل اتباع لمجرد الاتباع، فعن حذيفة بن اليمان أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يكن أحدُكم إمَّعَةً، يقول: أنا مع الناسِ، إن أحسن الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنوا أنفُسَكم، إن أحسن الناسُ أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا ألا تَظلِموا)، وفي رواية ابن مسعود -رضي الله عنه- قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- (لا يكونَنَّ أحدُكم إمعةً قالوا: وما الإمعةُ يا أبا عبدِ الرحمنِ قال تقولُ: إنما أنا مع الناسِ إن اهتدوا اهتديتُ، وإن ضلوا ضللتُ ألا ليوطنَنَّ أحدُكم نفسَه على إن كفرَ الناسُ أن لا يكفرَ)([6])
ونعى الله على الكافرين قولهم:”إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ” (الزخرف:23)، “أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ” (البقرة:170).
ثالثا: حارب الإسلام البعد عن الحق؛ لإرضاء شهوة أو تبعا لهوى، فقال تعالى: “أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً” (الفرقان:43)، وقال تعالى: “فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (القصص: 50).
رابعا: حمى الإسلام العقل من الوساوس والظنون التى تبدد طاقته بلا بينة ولا برهان، فقال تعالى: “إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا” (يونس:36)، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ” (الحجرات:12)، وفي حديث الحسن بن علي –رضي الله عنهما- قال النبي –صلى الله عليه وسلم- (دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبكَ فإنَّ الصدقَ طمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ ريبةٌ)([7])
خامسا: وقف الإسلام في وجه الخرافات، فحين كسفت الشمس يوم موت إبراهيم بن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ظن الناس أن الشمس كسفت حزنا لموت ابن رسول الله –صلى الله عليه وسلم.. فقام النبي –صلى الله عليه وسلم- في وجه هذه الخرافة، فبعد أن صلى بالناس ست ركعات، قال: (أيُّها النَّاسُ إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ مِن آياتِ اللهِ لا ينكسِفانِ لموتِ بشَرٍ، فإذا رأَيْتُم شيئًا مِن ذلك فصلُّوا حتَّى ينجليَ).([8])
الهوامش:
[1] – إضافة المحررة
[2]– التفكير فريضة إسلامية. ص18،17. بتصرف
[3]– وفي ذلك يقول الإمام ابن حزم: “لايكون مسلما إلا من استدل” (ينظر: أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي. رسائل ابن حزم الأندلسي تحقيق إحسان عباس. ص 291 . المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت. لبنان. الطبعة الأولى. 1980) وقال: أنه ذهب طائفة من العلماء منهم محمد بن جرير الطبري والأشعرية كلها حاشا السمناني إلى أنه لا يكون المسلم مسلماً حقا إلا من استدل… واحتجت تلك الطائفة بأن الجميع قد اتفق على أن التقليد مذموم، وما لم يكن يعرف باستدلال فإنما هو تقليد لا واسطة بينهما وذكروا قول الله عز وجل ”إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون”، وقال تعالى ” قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ”، وقال تعالى ”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ” وقال تعالى ” وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا “، و قالوا: فذم الله تعالى اتباع الآباء والرؤساء، قالوا: وبيقين ندري أنه لا يعلم أحد أي الأمرين أهدى، ولا هل يعلم الآباء شيأ أو لا يعلمون إلا بالدليل، و قالوا: كل مل لم يكن يصح بدليل فهو دعوى ولا فرق بين الصادق والكاذب بنفس قولهما لكن بالدليل قال الله عز وجل ”قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين “ قالوا فمن لا برهان له فليس صادقاً في قوله و قالوا ما لم يكن علما فهو شك وظن والعلم هو اعتقاد الشيء على ما هو به عن ضرورة أو استدلال، قالوا: والديانات لا يعرف صحة الصحيح منها من بطلان الباطل منها بالحواس أصلاً فصح أنه لا يعلم ذلك إلا عن طريق الاستدلال فإذا لم يكن الاستدلال فليس المرء عالما بما لم يستدل عليه وإذا لم يكن عالما فهو شاك ضال وذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسآئله الملك في القبر ما تقول في هذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن فإنه يقول هو محمد رسول الله قال وأما المنافق أو المرتاب فإنه يقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته قالوا وقد ذكر الله عز وجل الاستدلال على الربوبية والنبوة في غير موضع من كتابه وأمر به وأوجب العلم به والعلم لا يكون إلا عن دليل كما قلنا.
وقد ناقش ابن حزم هذا القول في عشرين صفحة للوقوف عليها.. ينظر(كتابه: الفصل في الملل والأهواء والنحل .ج4. ص29:50 مكتبة الخانجي – القاهرة)
[4]– أخرجه أحمد في مسنده ج11 ص34 أحمد الجزء أو الصفحة:11/34 حكم المحدث:إسناده حسن.
[5]– أخرجه ابن حجر العسقلاني في مشكاة المصابيح.ج3. ص137، وإسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ص3674.
[6]– الهيثمي. مجمع الزوائد. ج1. ص185.
[7]– أخرجه أحمد في مسنده. ج3. ص169 بإسناد صحيح.
[8]– حديث عائشة أم المؤمنين في صحيح مسلم 901.
____________________________________________
** أستاذ اللغة العربية وآدابها المشارك بجامعة الأزهر الشريف – جمهورية مصر العربية
[ica_orginalurl]