يؤدي الربا والمعاملات المالية الربوية إلى حصر المال في أيدي فئه قليلة من النّاس، ممّا يحدث اختلالاً في التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع، فجاء الإسلام بأحكامه العظيمة وتشريعه السّماوي، ليبيّن للنّاس حكم الربا وأنواعه…
إعداد/ فريق التحرير
أولا: تعريف الربا
الربا في اللغة: الزيادة، يقال ربا المال أي زاد، ربا الشجر أي نما وزاد… وقال تعالى: “أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ” (النحل:92) بمعنى أكثر من ناحية العدد.
وفي الشرع: هو الزيادة في أحد النوعين من المال على النوع الآخر، هذا إذا كانا من جنس واحد، كبيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبُر بالبُر والشعير بالشعير ونحو ذلك، إذا زاد أحدهما على الآخر يقال له ربا.
والربا محرم وممنوع شرعا؛ فليس للمسلم أن يبيع درهم بدرهمين، ولا دينار بدينارين إذا كانت زنة الدرهم واحده، والنبي -صلى الله عليه وسلم يقول: (الذهب بالذهب مثلاً بمثل سواء بسواء، يداً بيد، والفضة بالفضة مثلاً بمثل سواء بسواء يداً بيد، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، سواء بسواء يداً بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى).
تاريخ الربا:
قال الله سبحانه وتعالى: “فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً. وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ” (النساء:160-161) حيث كان اليهود من الأقوام الذين احتالوا على أنبيائهم حتى يأكلوا الرّبا، وقد قصروا تحريم الرّبا على التعامل بين اليهود، وأمّا التعامل مع غير اليهود بالرّبا فقد أجازوه.. وفي أيّام الجاهليّة كان الرّبا منتشراً بشكل كبير، واعتبروه من الأرباح العظيمة، وكانوا يعدّون التعامل به مثل التعامل بالبيع.. رغم مخاطره الجسيمة وأضراره الكبيرة.
مخاطر الربا:
للربا أضرار اجتماعية، وخلقيّةً، وماليّةً على الفرد والمجتمع؛ حيث أنّه يعمل على نشر الكراهيّة بين النّاس، وذلك لأنّ المُرابي يستغلّ حاجاتهم لمجرّد امتلاكه المال، ويرجع فيه المال إلى المُرابي من غير جهد، أو عمل، أو تعريض ماله للمخاطرة، كما أنّه يؤدي إلى حصر المال في أيدي فئه قليلة من النّاس، ممّا يحدث اختلالاً في التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع، فجاء الإسلام بأحكامه العظيمة وتشريعه السّماوي، ليبيّن للنّاس حكم الرّبا وأنواعه.
أنواع الربا وأحكامها:
- ربا الديون: ومعناه الزيادة في الدين مقابل الزيادة في الأجل-بمعنى إذا زادت مدة سداد الدين عن المدة المتفق عليها زاد الدين نفسه- وهذا الذي كان شائعا في الجاهلية.
- ربا البيوع: وهو بيع الأموال الربوية بعضها ببعض. وربا البيوع نوعان أيضا:
أ- ربا الفضل: ومثاله كمن باع عملة نقدية بنفس العملة بزيادة.
ب-ربا النسيئة: ومثاله كمن باع عملة نقدية بنفس العملة بدون زيادة؛ لكن تأخر القبض عن مجلس العقد.
وهذا النوع من الربا جاءت السنة الصحيحة بتحريمه ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء) رواه البخاري. وفي لفظ: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز) أي شيئا غير موجود بآخر حاضر في جلسة البيع .
ومثل الذهب في الحكم الأوراق النقدية، فعملة كل بلد تعتبر جنسا قائما بنفسه فلا تجوز المفاضلة بينها، كما لا يجوز بيع نقود ورقية بنقود أخرى آجلة ولو اختلف الجنسان.
وإلى المزيد من أحكام المعاملات الربوية وبيان أضرارها بشكل مفصل في المقال التالي>>>
_____________________________________________________
المراجع:
حكم الربا في الإسلام
مفهوم الربا
شبكة فتاوى إسلام ويب
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=101443
الموقع الرسمي للإمام ابن باز
http://www.binbaz.org.sa/noor/4057
[opic_orginalurl]