إعداد: الشيخ عثمان علي كابور *
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه أجمعين وبعد.
هذه الورقة تهدف إلى بيان مسير الحلقات القرآنية في تنزانيا، وسوف يتم ذلك من خلال دراسة المطالب الآتية:
المطلب الأول: تاريخ موجز عن نشأة الحلقات القرآنية في تنـزانيا.
المطلب الثاني: تطور الحلقات القرآنية في تنزانيا.
المطلب الثالث: تحديات الحلقات القرآنية في تنزانيا.
المطلب الرابع: الحلول المقترحة للتحديات التي تواجه الحلقات القرآنية في تنزانيا.
المطلب الخامس: أبعاد الحلقات القرآنية في تنزانيا.
المطلب الأول: تاريخ موجز عن نشأة الحلقات القرآنية في تنـزانيا
اشتغل المجتمع التنـزاني بإنشاء المدارس القرآنية لتعليم القرآن العظيم والعلوم الشرعية الإسلامية، منذ أن اعتنق الإسلام؛ حيث كان المسلمون منذ ذاك الزمان يقرؤون القرآن الكريم ويجوِّدونه، غير أنهم كانوا لا يحفظونه عن ظهر قلب إلا نادرًا، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود الحلقات القرآنية التي تهتم بتحفيظ القرآن الكريم، كما أن عدم وجود الخبراء في هذا المجال يعد أيضا من الأسباب الرئيسية لعدم انعقاد الحلقات المهتمة بتحفيظ القرآن الكريم.
ففي عام 1984م بالتحديد ظهرت فكرة تأسيس حلقات تحفيظ القرآن الكريم في منطقة دار السلام، فنالت هذه الفكرة استجابةً كبيرةً، وقُبولا حسنا، فكانت بداية طيبة لحركة تحفيظ القرآن الكريم، ولقد جاءت هذه الفكرة من قبل خريجي مركز الحرمين الإسلامي، وعلى رأسهم الشيخ عثمان بن علي كابور رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تنزانيا، مع زملائه جابر بن شوتا وسالم بن كلينغامويو وإسماعيل بن سليمان.
ومركز الحرمين تأسس في عام 1975م على يد مؤسسه فضيلة الشيخ مصطفى بن عباس مقبول مندوب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمملكة العربية السعودية حين ذاك. وكان من أهم المواد التي يتم تدريسها في المركز القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتفسيرا، وكان فضيلة الشيخ إسحاق عبد الخير صومالي الجنسية أول محفظ في البلد، وهو من حملة كتاب الله تعالى متقنا به وماهرا في تعليمه.
فالخريجون المذكورون فكروا في إنشاء الحلقة الخاصة لتحفيظ القرآن الكريم، فناقشوا الموضوع مع الشيخ إسحاق بن عبد الخير، وطلبوا منه أن يكون مديرا لتلك الحلقة، ولله الحمد والمنة وافق الشيخ الفكرة؛ فأنشئت أولى حلقة قرآنية تهتم بتحفيظ القرآن الكريم في دولة تنـزانيا بصفة عامة، هذه الحلقة كان مقرها في مسجد الرضا المعروف بـ”إمكواجوني” الذي يتواجد في ولاية كينوندوني في منطقة دار السلام.
المطلب الثاني: تطور الحلقات القرآنية في تنزانيا
وبعد فترة من الزمن بدأت نتيجة هذه الفكرة تظهر، إذ برز من تلك الحلقة كوكبٌ دريٌّ من حملة كتاب الله تعالى، وبعد أن نجحت التجربة الأولى في مسجد الرضا، بدأ معظم المدارس القرآنية يغيِّر منهجه التعليمي القرآني بكل سهولةٍ ويسرٍ، من منهج تعليم القرآن الكريم إلى المنهج الجديد الذي ينضم فيه تعليم القرآن الكريم وتحفيظه معًا، فأخذ عدد حفظة كتاب الله تعالى يتزايد كلما تتزايد حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
وتطورت الصحوة القرآنية بإنشاء 20 حلقة كلها لتحفيظ القرآن الكريم، وتفصيلها فيما يلي:
– محافظة دار السلام: 4.
– محافظة أموانزا: 4.
– محافظة موشي: 4.
– محافظة سنجيدا: 4.
– محافظة أروشا: 4.
تأسست هذه الحلقات في سنة 1993م عبر هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تحت برنامج تحفيظ القرآن الكريم الذي كان يديرها فضيلة الدكتور عبدالله بن علي بصفر (حفظه الله). وبعد سنة كاملة زار فضيلة الدكتور تنزانيا لتفقد سير الحلقات، وقد فرح فضيلته بما رأى من ازدهار الحلقات وجاء قرار بزيادة عدد حلقات من 20 إلى 36 حلقة في مختلف بلدان تنزانيا.
ونتج من هذه الحلقات ازدياد الحلقات القرآنية إلى أقصى بقاع دولة تنـزانيا شرقًا وغربًا، فتغيرت الحالة ندرة وجود شاب من شباب المسلمين يحفظ القرآن الكريم، إلى كثرة وجود شاب أو شابة يحفظ القرآن الكريم بأكمله عن ظهر قلبٍ.
وفي 2002م زار الدكتور عبدالله بن علي بصفر دولة تنزانيا مرة أخرى لتقييم سير الحلقات التي أنشأها وغيرها من الحلقات، ومن ضمن الحلقات التي زارها فضيلته حلقة دار القرآن التي أنشأها الشيخ عثمان بن علي كابور (حفظه الله)، وكانت الدار تجمع شبانا من تلك المناطق التي تتواجد فيها حلقات القرآن. وكان الطلبة يعيشون في مكان واحد لحفظ القرآن الكريم ودراسة علوم عصرية في أقرب مدارس الحكومة. فسر الدكتور بهذه الفكرة وقرر أمورا منها: البحث عن مكان أوسع لبناء مركز متخصص لتحفيظ القرآن الكريم.
وفي عام 2006 تم افتتاح معهد الإمام ابن الجزري لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، وهو يجمع الشباب من شتى أنحاء تنزانيا لحفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية والعصرية، وهو مركز وحيد متخصص لحفظ القرآن الكريم في تنزانيا.
وقد تطور معهد الإمام ابن الجزري لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الإسلامية حيث يجمع حاليا 1200 طالب وطالبة يتجزأ إلى الأقسام التالية:
1- معهد الإمام ابن الجزري لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الإسلامية تحت كفالة الهيئة العالمية للكتاب والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
2- معهد الإمام ابن الجزري للإقراء والإجازة.
3- معهد الإمام ابن الجزري لروضة الأطفال.
4- مدرسة ابن الجزري الابتدائية.
5- مدرسة ابن الجزري الثانوية.
فالمعهد له دور فعال في إعداد وتأهيل الحفاظ حيث أنشأ قسما خاصا للإقراء والإجازة بينما يجمع القسم 40 طالبا من بينهم من تمت إجازتهم ومنهم من لم يزلوا في عرض الإجازة.
المطلب الثالث: تحديات الحلقات القرآنية في تنزانيا
تواجه العمل القرآني في تنزانيا تحديات كثيرة، ويمكن تقسيمها إلى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى: التحديات الاقتصادية.
المجموعة الثانية: التحديات العلمية.
المجموعة الثالثة: التحديات الاجتماعية.
الدراسة التحديات بالتفصيل:
المجموعة الأولى: التحديات الاقتصادية
تعد المشكلة الاقتصادية مشكلةً كبرى وأساسيةً لكل المشكلات والتحديات التي تواجه العمل القرآني في تنزانيا، وتتمثل التحديات الاقتصادية في النقاط التالية:
1- قلة المرتبات أو عدمها
معظم المحفظين والمهتمين بالعمل القرآني في تنزانيا يقومون بدورهم في أداء واجبهم نحو خدمة القرآن الكريم ونشره، وليس عندهم مرتَّب ملموس يسد حاجاتهم الضرورية، والقلة من المحفظين الذين يجدون مكافأة، فإنها لا تمَكِّنهم من سد حاجاتهم الأساسية، ناهيك عن تحسين وضعهم المعيشي، وبالتالي يعيشون حياة صعبة.
ومما يعاني منه المحفظون من ظروف اقتصادية صعبة، فكَّروا بجمع رسوم دراسية منخفضة من الطلبة لتعينهم على سد حاجاتها الضرورية، ورغم قلة هذا الرسوم فإن أولياء أمور هؤلاء الطلبة لا يدفعونها في الوقت المناسب، أو بعضهم لا يدفعونه نهائيًا.
وحسب دراستنا يبدو أنه يرجع إلى سببين أساسين، هما:
1- معظم الآباء الذين يرسلون أبناءهم إلى الحلقات القرآنية بسطاء، ليس لهم مَقدرة على دفع الرسومات رغم قلتها.
2- والآخرون لهم مقدرة ولكنهم لا يعطون اهتمامًا لتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم.
هذا أدى إلى عدم استقرار المحفظين في حلقاتهم، واضطروا إلى البحث عن وسيلة بديلة لسد حاجاتهم الضرورية، مما يؤدي إلى تدني وانخفاض مستوى الطلاب في الحلقة.
المجموعة الثانية: التحديات العلمية
ومن جملة التحديات التي تعاني الحلقات القرآنية في تنزانيا التحديات العلمية، وهي تتمثل في النقاط الآتية:
1- عدم وجود منهج وطرائق علمية لتعليم القرآن وتحفيظه:
إن معظم الحلقات القرآنية في تنزانيا ما زالت تسير على مناهجها القديمة، وبطرائقها التقليدية التي استخدمت من قبل بدون أي تطور، وهذا لا يتناسب مع التطور العلمي، نحن الآن نعيش في العصر العلمي، ينبغي أن تتماشى الحلقات القرآنية مع هذه التطورات العلمية.
ومن خلال دراستنا لهذه المشكلة يبدو أن هناك عدة أسباب أدت إلى هذه الحالة، منها: كيفية دخول الحلقات في تنـزانيا، فلم يكن دخولها بصورة علمية، وإنما دخلت وانتشرت في المجتمع التنزاني برغبة قوية التي دفعت الناس إلى اعتناق بهذه الحلقات. فنشكر جميع المؤسسين بحسن ابتكارهم واختراعهم، لقد سنوا سنة حسنة فلهم أجرها وأجر من عمل بها، ولكن يجب علينا القيام بترقيتها وتطويرها إلى الأحسن.
2- تدني المستوى العلمي لدى العاملين في الحقل القرآني:
يمثل تدني المستوى العلمي مشكلة تحول العاملين في الحقل القرآني عن قيامهم بواجباتهم على النحو الأفضل والأحسن، ومن المعروف أن أي عمل بُني على أساسٍ علميٍ تكون نتيجته أروع وأحسن بكثير من غيره، وكلما تدنى المستوى العلمي تنخفض درجة النتيجة، ولذا لا بد من سعي بجد واجتهاد لرفع المستوى العلمي للعاملين في هذا المجال لتقدم مساهمتها بكل يسر وإتقان.
المجموعة الثالثة: التحديات الاجتماعية
تتمثل هذه التحديات في كثيرٍ من النقاط ويصعب حصرها، غير أننا نحسبها نقاطًا فرعيةً، وبناءً على هذه الفكرة نحن لا نحضِّرها هنا ولا نقوم بمناقشتها، بل نلتفت ونركِّز في مناقشة النقطة التي نعدها أصيلة لهذه المشكلة، إذ بمعالجتها تُعالج النقاط الفرعية، “إذا سقط الأصل سقط الفرع” كما يقولون، والنقطة الأصلية لهذه المشكلة، هي: عدم وعي معظم الناس في المجتمع التنـزاني بماهيـة أمر الحلقات والمراكز القرآنية ومزاياها. ورغم وجود الإنجازات والنتائج التي تبشر بالخير للصحوة القرآنية، فإننا إذا نظرنا إلى المجتمع التنـزاني نجده لم يتمكّن بعد من إدراك تام بحقيقة هذا الأمر ومزاياه المختلفة إلا بصورة صغيرة جدًا، وبهذا يكون عدم وعيه بحقيقة الأمر ومزاياه سببًا أصليًا في إيجاد كثير من التحديات الاجتماعية.
المطلب الرابعة: الحلول المقترحة لتلكم التحديات المتقدمة
أولا: الحلول المفترضة للتحديات الاقتصادية:
1- إنشاء المشاريع الاقتصادية الصغيرة التي تضمن استمرارية الدخل:
للخلاص من هذه المشكلة، لا بد من إنشاء المشاريع الاقتصادية الخاصة التي تمكِّن الحلقات والمراكز القرآنية من الاعتماد على الذات في إيجاد الدخل لتسهيل عملية دفع مرتبات للمحفظين، ليتمكنوا من توفير احتياجاتهم الضرورية وتحسين ظروف حياتهم، وبالتالي يستقرون في عملهم مما يضمن ارتفاع مستوى الطلبة في الحلقة.
2- طلب الدعم من المنظمات الإسلامية المختلفة:
ويُمكن علاج التحديات الاقتصادية بطلب دعم من المحسنين، وهذا الأمر ليس بمبتدع في الدين، فقد طلب النبيُّ صلى الله عليه وسلم، دعما من المحسنين لإنجاز كثير من الخيرات كشراء بئر رومة مثلًا.
ويمكن رفع الطلب إلى المنظمات لتدعيم الحلقات والمراكز القرآنية بوسائل شتى، أهمها:
1- عرض إنجازات الحلقات والمراكز القرآنية إلى المحسنين.
2- كتابة التقارير وإرسالها إليهم.
3- إعلامهم عن أهمية ودور الحلقات والمراكز القرآنية في إصلاح المجتمع.
وهناك ضوابط ينبغي مراعاتها في هذه الحلول منها:
– تحسين المراقبة المالية.
– تحسين توزيع المرتبات أو المكافآت.
ثانيا: الحلول المقترحة للتحديات العلمية:
التخطيط السليم الهادف إلى رفع المستوى العلمي لدى العاملين في المجال القرآني، وذلك بالتدرج وفق الخطوات التالية:
- انعقاد الجلسات مع المحفظين. وأهداف هذه الجلسات:
- الاعتراف بعملهم وجهودهم وشكرهم مع تقدير مساهمتهم التي تقدّمونها في الصحوة القرآنية.
- إقناعهم بالحجج القاطعة والبراهين المنطقية بأنه لو رُفع مستوهم العلمي لتحولت نتيجة عملها بدرجة فائقة مما عليه الآن.
- استخدام أسلوب حكيم ولطيف في إقناعهم على ما يراد من رفع مستوهم العلمي.
فهذه الخطوات كلها بمثابة التمهيد للدورات العلمية والتدريبية.
2- انعقاد الدورات العلمية والتدريبية:
من الأمور التي لها أثر عظيم في رفع المستوى العلمي وبناء الشخصية الفاعلة انعقاد الدورات العلمية والتدريبية، وذلك مرتين على الأقل في كل عام، ويا حبذا لو تشتمل هذه الدورات على مواد لها صلة قريبة من الحلقات القرآنية، كعلم العقيدة، والتجويد، والفقه، وكيفية إدارة الحلقات القرآنية، وعلوم القرآن، وطرائق التدريس العامة والخاصة، وذلك لبناء الكفاءة على أنواعها الثلاثة، (كفاءة التخطيط، والتنفيذ، والتقويم).
3- وضع المنهج الخاص لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم في الحلقات والمراكز القرآنية.
ثالثا: الحلول المقترحة لسد التحديات الاجتماعية:
سبق لنا القول بأن أصل المشكلة هي: عدم وعي المجتمع التنـزاني بماهيـة الأمر ومزاياه؛ فيكون علاجها إذًا بوعي وإلمام هذا المجتمع بحقيقة الأمر ومزاياه. ومن وسائل الوصول إلى العلاج المذكور الآتي:
1- استخدام وسائل الإعلام.
2- انعقاد الندوات.
3 – إلقاء المحاضرات.
4- كتابة المقالات.
المطلب الخامس: آفاق وأبعاد الحلقات القرآنية في تنزانيا
إن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تنزانيا التي تراعي العمل القرآني في البلد تحلم بتحقيق أبعاد وآفاق كثيرة في المجتمع التنزاني ككل، والمجتمع الإسلامي بصفة خاصة، ومن جملة ما تسعى إلى تحقيقه:
1- بناء جيل قرآني يعمل بمقتضاه حسب فهم سلفنا الصالح بعيدا التنطع والتشدد.
وسوف يتم هذا الهدف المنشود بإذن اللـه تعالى من خلال ما يلي:
– تعليم الشباب القرآن الكريم وتحفيظهم حفظا تاما مقترنا بجميع العلوم الشرعية المختلفة التي تساعد على بناء شخصية متزنة؛ وذلك لأن التعليم القرآني كان -وما زال- الوجهة العلمية والحصن الثقافي، الذي يدافع عن قيم الأمة وهويتها، ويحمي طاقات الشباب من الشتات والضياع.
– التركيز في الإجازة والإقراء: بدأنا الإجازة برواية واحدة وهي رواية حفص عن عاصم عن طريق الشاطبية، وأمنياتنا أن نصل إلى تعليم علم القراءات القرآنية وعلومها وإظهار أثرها في فهم القرآن الكريم وتدبره، ومعرفة المعاني المترتبة على اختلاف القراءة من راوٍ إلى آخر.
– التركيز الخاص على دراسة علوم القرآن الكريم ليدرك ويستوعب الطالب مقاصد القرآن الكريم وأهميته في حياته اليومي.
– التركيز على دراسة السنة النبوية المطهرة لكونها المصدر الأساسي لفهم القرآن الكريم فهما صحيحا.
– التركيز في الجانب الروحي وذلك من خلال إقامة برامج مكثفة لتزكية النفوس.
2- الاهتمام بالحفظة من ناحية العلوم الشرعية والعصرية ليواكبوا ظروف العالم المعاصر.
وسوف يتم ذلك بإذن الله تعالى عبر الخطة المحكمة التي تشجع الحفظة في مواصلة دراستهم كل حسب طاقاته ورغباته، فلله الحمد حاليا عندنا 5 من الحفظة وصلوا إلى درجة ماجستير في تخصصات مختلفة، منهم في العلوم الشرعية وبعضهم في العلوم العصرية، كما أن هناك عددا من الحفظة يحملون شهادة البكالوريوس في مختلف المجالات العلمية، وغيرهم الكثير يدرسون في الجامعات المختلفة في تنزانيا وخارج تنزانيا.
3- بناء جامعة وكلية القرآن الكريم حتى يتمكن الطلبة من رفع مستواهم العلمي.
من ضمن أهداف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تنزانيا إنشاء الجامعة؛ وذلك لأهميتها في تحقيق أمنياتنا وأهدافنا، لأننا نسعى إلى تخريج أبناء في تخصصات متنوعة ولكن أساسهم واحد وهو حمل ونشر رسالة الإسلام على فهم صحيح بعيدا عن الغلو والتطرف.
وأخيرا نحمد الله تعالى على ما منَّ به علينا من إنجاح فكرة تحفيظ القرآن الكريم في تنزانيا؛ حيث بدأنا بالمسابقة الأولى عام 1992م، وعدد المتسابقين 17 وهم يحفظون 7 أجزاء فقط، واليوم عندنا أكثر من ألف حافظ وحافظة يحفظون كتاب الله عن ظهر الغيب، كما يوجد 18 طالبا حصلوا على إجازة بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى، فنسأله المزيد من التوفيق والإخلاص.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مدير معهد الإمام ابن الجزري لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، ومندوب الهيئة العالمية للكتاب والسنة في تنزانينا.
** ملخص ورقة بحثية قدمت للملتقى القرآني بأوغندا في 23 أكتوبر 2018م.
[ica_orginalurl]