التوضيح لشرح الجامع الصحيح – م4 (الوضوء – الغسيل)
إن أعظم العلوم العلومُ الشرعية، وإن أنفس العلوم الشرعية ومفتاحها ومشكاة الأدلة السمعية علمُ الحديث الشريف، الذي تعرف به جوامع الكلم، وعليه تدور رحى الشرع بالأثر.
والسنة النبوية هي الأصل الثاني للدين، ولم يخالف في الاحتجاج به أحد من المسلمين , وهذا العمل هو جهد جماعي قام به ثلة من طلبة العلم لخدمة الحديث الشريف، إذ قاموا بتحقيق كتاب (التوضيح لشرح الجامع الصحيح) الذي صنفه الإمام ابن الملقن شرحاً لـ(الجامع الصحيح) للإمام البخاري.
التوضيح لشرح الجامع الصحيح:
هو كتاب في شرح صحيح البخاري، ألفه العلامة ابن الملقن (723-804)، هذا الكتاب يتعلق بأصح الكتب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري، يعد الكتاب مكتبة علمية شاملة لشتى فروع العلم من الفقه وقواعده وأصوله والمعتقد وعلم الحديث رواية ودراية وغير ذلك .
وتأتي أهمية التوضيح لشرح الجامع الصحيح من موضوعه الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، وكونه موسوعة شاملة لكثير من العلوم الشرعية مرتبة على أحاديث البخاري، وهو من أكبر الشروح على صحيح البخاري، كما أن هذا الشرح يعتبر أصلاً، وقد نقل منه الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
والمتأمل في الأصل الذي عليه الكتاب يعرف حجم ما بذلوه لإخراجه، ليضعوه بين يدي أهل العلم في حلة رائعة سائغة.
ومما يزيد هذا الكتاب جمالاً حسن تحقيقه وجودة إخراجه فقد خُدم الكتاب من قبل ثلة من طلبة العلم معتمدين على سبع نسخ خطية فحققوا النص تحقيقاً علمياً مع تخريج أحاديثه وآثاره وتراجم الأعلام وعزو الأقوال والاستدراك على ما خالف فيه ابن الملقن أهل السنة والجماعة إلى غير ذلك .
فقد قاموا المحققين بوضع نصِّ صحيح البخاري في كل باب، وتحرير لفظ الصحيح بما يتوافق مع رواية المصنِّف، مع مراعاة اختلاف الروايات في متن المصنِّف وإثبات رواية المصنِّف بقدر المستطاع، كما قاموا بتشكيل الآيات وعزوها من المصحف، وتخريج الأحاديث، كما ترجموا للأعلام، ثم قاموا بتحرير المسائل الفقهية، والأصولية، واللغوية، ثم جعلوا للكتاب فهارس علمية.
المصدر: المكتبة الوقفية
[ica_orginalurl]