التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق
هو مؤلف غاية في الأهمية والنفع للدكتورة – هند شلبي – تتناول فيه قضية تفسيرية شائكة منذ نشأة علم التفسير، ألا وهي قضية التفسير العلمي للقرآن الكريم، حيث نجد أن المفسرين وعلماء الأمة لم يختلفوا على مسألة من مسائل التفسير قدر اختلافهم على هذه المسألة تحديدًا، فنجد العلماء بين رافض لهذه القضية بالكلية لا يقبل منها شيء – معتبرًا التفسير العلمي للقرآن الكريم من مبتدعات الأمور التي ينبغي للمفسر الابتعاد عنها قدر الإمكان، وبين قابل للمسألة بكافة تفصيلاتها وتوسعاتها، إذ يعتبر هذا الفريق أن التفسير العلمي للقرآن الكريم أحد أهم دلائل الإعجاز القرآني، حيث يثبت العلم الحديث صحة ما جاء من نظم قرآني معجز ومحكم منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنٍ من الزمان، وبين فريق ثالث يقف على الحياد بين الفريقين، فيثبت ما يَثْبت لديه تأكيده وأنه محكم في بابه العلمي غير قابل للتبديل أو التغيير، ويتوقف عند غريب التفسيرات وبعيدها أو ما لايزال يدرس ويبحث في دور البحث العلمية.
وتأتي أهمية هذه الدراسة النافعة لعدة أسباب أهمها : أولًا. سعة التأليف في هذا الموضوع وخصوصًا منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري وحتى الآن، حيث أن هذه الفترة كانت حافلة بكثير من الإثباتات العلمية والدراسات الفلكية التي كانت في كثير منها موافقة ومثبتة لما جاء في كتاب الله عز وجل. ثانيًا : الموقف المحير لكثير من العلماء والمفسرين نحو هذه المسألة التفسيرية تحديدًا واختلافهم بين مثبت لجميع ما جاء به وبين رافض لكل تفسير يعتمد على البحوث العلمية. ثالثًا : عدم وجود دراسة علمية بحثية مستقلة ذات تفرد في هذا الموضوع في الوقت الحالي، فلا تكاد تقف على دراسة متخصصة تجمع آراء المفسرين وتوضحها وبين المثبت لمسألة التفسير العلمي للقرآن الكريم وبين الرافض لها، وسبب الرفض القاطع البات من هذا الفريق، أو توضيح أي أنواع البحوث والدراسات تناولها الفريق الثالث الواقف على الحياد في قبول التفسير العلمي للقرآن الكريم، مما تسبب في لغط كبير بين طلاب العلم في الفصل والبت في هذه المسألة
[ica_orginalurl]