الإحسان هو أقصر الطرق إلى قلب المدعو؛ فالقلب ينفتح لمن يجد منه حرصا عليه وعلى مصلحته، وإذا انفتح القلب للداعية سهل عليه تقبل أي شيء منه؛ وقديما قال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإحسانَ إنسانُ
ويعد نبي الله يوسف عليه السلام نموذجا للحسن والإحسان؛ فهو يُضرب به المثل في الحسن والجمال، وقصته في القرآن من أحسن القصص، وقد وصفه الله تعالى بالإحسان في مقتبل حياته وهو في مرحلة الأشد، واستمر الإحسان معه حتى وصفه الله تعالى به أيضا بعد التمكين والجلوس على خزائن الأرض، وبين هذه وتلك وصفه صاحباه في السجن بالإحسان، وكذلك وصفه به إخوته حينما تعاملوا معه في التجارة قبل أن يعرفوه.
وإحسان الملك إلى يوسف كان أحد الأسباب التي جعلت يوسف يتعفف عن خيانته مع أهله، كما أن يوسف -عليه السلام- في آخر قصته يتذكر إحسان الله عز وجل إليه إذ أخرجه من السجن وجاء له بأبيه وإخوته من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينه وبين إخوته.
وفي السطور التالية نقف مع بعض محطات الإحسان في حياة نبي الله يوسف عليه السلام..
[ica_orginalurl]