إعجاز البيان في تفسير أم القرآن
يعد هذا الكتاب أحد الكتب التي تناولت بالشرح والعرض المطول لفاتحة الكتاب العزيز، وإن كان المؤلف – صدر الدين القونوي – (وهو من تلامذة محيي الدين ابن العربي الصوفي إمام أهل الطريقة المشهور) قد اعتمد بصورة كبيرة في تناوله لتفسير سورة الفاتحة على ما تأصل من اعتقادات أهل الطريقة وأصحاب الفرقة، فنجد المؤلف يتوسع في ذكر القواعد الأساسية والصفات اللازمة لأهل الطريقة وتنزلها تطبيقاً وتحقيقاً – سواء بعدت الشقة أو كان تنزيلاً مقبولاً مألوفاً غير خارج عن الشذوذ والغرابة- على تفسير آي سورة الفاتحة المباركة.
وقد اعتنى المؤلف – رحمه الله وغفر لنا وله – بتفسير فاتحة الكتاب سائراً على هدي العلماء والمفسرين قبله في إفراد الفاتحة بهذا التفسير، ولا يخفى على مسلم ما لفاتحة الكتاب من فضل وتبجيل، يكفى إفراد المولى سبحانه وتعالى وعز وجل لفاتحة الكتاب في قوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) وأغلب المفسرين وعلماء الأمة على أن السبع المثاني هي سورة الفاتحة، وإن كان المؤلف قد تفرد بأن بين وطول في ذكر من يخص أهل الطريقة وأرباب الملة من أمور متعلقة بالمكاشفات والعلم اللدني وطبقات المعرفة وغيرها من أصول أهل المعرفة والحقيقة.
وإن لا يخفى من خلال ثنايا الكتاب تأثر المؤلف الكبير بآراء وأقوال معلمه الأول وشيخه الرئيس إمام أهل الفرقة محيي الدين ابن العربي، وقد بين المؤلف وأشار صراحة غير ما مرة من الكتاب وفي مقاطع مطولة إلى آراء وأقوال محيي الدين ابن العربي.
[ica_orginalurl]