توفر شبكية العين عدة ملايين من الخلايا العصبية المعلومات لأكثر من 100 مليون خلية في القشرة البصرية، القشرة البصرية هي واحد من المناطق الأولى في الدماغ التي تعالج المعلومات البصرية…
(مقتطف من المقال)
كنا رددنا من قبل بالروابط العلمية على أكذوبة وجود عيب في الخلايا العصبية أمام شبكية عين الإنسان – واليوم نقرأ هذا العنوان: Brain Neurons Are Well Organized, Not Spaghetti Cables
وذلك من موقع evolutionnews الشهير في نقد خرافة التطور علميا ، وهو أحد المواقع التي عندما يعجز التطوريين عن الرد عليها يصفونها بالخلقيين وكفى!! مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يجوز وصف الله تعالى بالذكاء – وإنما بالتقدير الحكيم والصُنع المتقن – ونقرأ من المقال:
لقد اختبروا فرضية العشوائية، حيث فحص باحثون في معهد ماكس بلانك وجامعة روكفلر وجامعة ديوك الروابط في أنسجة الدماغ من القشرة البصرية، وهي المحطة الأولى للمعلومات القادمة من الشبكية، لقد كان أمراً صعباً، مقال جديد من معهد ماكس بلانك “لا أسلاك معكرونة في الدماغ” تصف كابوس التوصيلات.
خلايا الأعصاب في الدماغ البشري مترابطة بكثافة وتشكل شبكة غير قابلة للاختراق، يحتوي ملليمتر مكعب من أنسجة الدماغ على عدة كيلومترات من الأسلاك، جزء ضئيل من هذه الأسلاك قد يكون محكوماً بواسطة آليات عشوائية، لأن الشبكة العشوائية تستطيع على الأقل نظرياً معالجة المعلومات بشكل جيد، دعنا نتأمل النظام البصري: في شبكية العين، توفر عدة ملايين من الخلايا العصبية المعلومات لأكثر من 100 مليون خلية في القشرة البصرية، القشرة البصرية هي واحد من المناطق الأولى في الدماغ التي تعالج المعلومات البصرية، وفي منطقة الدماغ هذه، خصائص متنوعة مثل التوجه المكاني، لون وحجم المحفزات البصرية تتم معالجتها وتمثيلها.
لكنهم لم يجدوا عشوائية في العين، بل وجدوا بنية حسنة التنظيم مثل المكتبة.
الطريقة التي يتم إرسال المعلومات بواسطتها يمكن مقارنتها بالمكتبة، بحيث يمكن إيجاد الكتب بسهولة أكبر إذا كانوا مُرتبين ليس فقط أبجدياً حسب عنوان الكتاب، لكن أيضا حسب النوع والمؤلف، في المكتبة توزع الكتب على رفوف مختلفة، لكن عادة لا يكون ذلك بشكل عشوائي، وعلى نحو مماثل، جوانب مختلفة من الإدراك البصري مُمثلة بشكل منفصل في القشرة البصرية.
معظم العصبونات في القشرة البصرية تتصرف بشكل مُماثل لجيرانها، باستثناء (دواليب الهواء) نقاط متفردة (حيث التوجه المفضل للخلايا حولها مُرتب على شكل جنيحات دواليب الهواء)، لقد بحثوا ليروا إذا ما كانت أعداد وتوجهات دواليب الهواء هذه عشوائية، فلم تكن كذلك، الملاحظات الرصدية لا تتوافق مع فرضية العشوائية.
لا يقصي العلماء احتمالية أن الروابط العشوائية قد تكون لعبت دوراً في المراحل المبكرة لنمو الدماغ، لكن عبر التجارب البصرية وإعادة التنظيم الفعالة للروابط، يقوم الدماغ بإعادة ربط أسلاكه لهذه الدرجة أنه لا يبق إلا القليل من الربط الابتدائي، يشرح فولفغانغ كايل قائلاً: “تظهر دراستنا أن التنظيم الذاتي للدوائر العصبية في الدماغ هو أكثر نظرية معقولة ظاهرياً لتفسير البنية المفصلة للدوائر العصبية في النظام البصري” والذي تخرج من معهد ماكس بلانك للديناميكا والتنظيم الذاتي ويعمل حالياً في جامعة روكفلر، هذه النتيجة مُتسقة مع ملاحظة أن الثدييات، بما فيها نحن البشر، نتعلم الرؤية بعد الولادة، الشبكات العشوائية، والتي قد توجد في البداية، على الأغلب لا تفي بالغرض من أجل قدرة البصر الكاملة.
كيف لهذا أن يتطور عن طريق العملية الداروينية؟ القشرة البصرية لا (ترى) العالم الخارجي، لو كنت خلية عصبية تعمل في الظلام داخل أنسجة الدماغ، ستحس فقط بالإشارات الكيميائية تأتي وتذهب، كيف للخلايا العصبية أن تعلم قط كيف (تنظم نفسها ذاتياً) بطريقة مُماثلة لدرجة أن تمثيلهم للإشارات القادمة سيشكل صورة متحركة ذات دقة 576 ميغا بيكسل والتي تطابق العالم الخارجي؟
لا يوجد تحور أو سلاسل من التحورات ستقود إلى مكتبة من 100 مليون مجلد مُرتب، حاول الحصول على ذلك من كومة من أسلاك الحاسوب العشوائية الخاضعة لضربات عشوائية ! نحن نعلم سبب (علة) واحد فقط والذي يمكنه تنظيم “أسلاك المعكرونة” لتصبح شبكة عاملة، هذا السبب (العلة) هو الذكاء.
– الإشارات الموجهة لأفراد الخلايا العصبية:
في هذه الأثناء في جامعة براون، اكتسب الباحثون بصيرة حول ما الذي يقود الخلايا العصبية المنفردة للترابط بعضها ببعض، إنه بروتين يعمل كشرطي مرور: (يمكن لهذه النتائج المساعدة في كشف تعقيد كيفية تشكل الروابط العصبية وتساعد في فهم الأمراض التي تنتج عن حدوث توصيلات معيبة في الدماغ).
إنه عجيبة من عجائب الطبيعة – وأمر جيد للغاية – إنها وسط عدة بلايين من الخلايا المتشابهة في الدماغ والحبل الشوكي يمكن للخلايا العصبية أن تُمدد محاورها المِحْلاَقِيَّة إلى المكان المناسب بالضبط لتشكيل روابطها، وإلا لم نكن لنتحرك أو نشعر أو نفكر بشكل سليم، هذا لو فكرنا على الإطلاق أصلاً، في دراسة جديدة في مجلة “ساينس“، أعلن الباحثون عن اكتشاف يساعد في تفسير كيف للمحاور العصبية أن تستطيع إيجاد طريقها عبر منتصف الحبل الشوكي.
لقد سمي البروتين NELI2، أنه يعمل مثل لافتة “ممنوع الدخول“، يقول الباحثون: “NELI2 هو أول بروتين يُعرف عنه الارتباط بـمُستقبِل حاسم في الخلايا العصبية والمعروف باسم Robo3” يُفَسر الإعلان من جامعة براون: “تبين تجارب الفريق، أنه عندما يحدث ذلك الربط، يُحول نمو المحور العصبي بعيداً“، لكنه لا يعمل وحيداً، فهو جزء من تركيبة من البروتينات تعمل معاً على التحكم في الإرشاد.
وبالتالي ينخرط NELL2 مع ثلاثية من الإشارات والتي يتعامل معها Robo3 في تنظيم نمو المحاور العصبية، وجود بروتين Netrins ونوع فرعي محدد من Robo3 يسمح للمحاور العصبية بتجاهل الإشارات الطاردة والتي يقدمها بروتين أخر يدعى Slit، التعبير عن مُستَقبِل Robo3 وبالتالي يجهز الخلايا العصبية لتنبيه محاورها وفقاً للقواعد التالية: يذهبون إلى حيث يحتاجون ذلك (Netrin)، تبقى بعيدة عن المناطق المحظورة (NELL2)، وتتجاهل المحظورات المعني بها خلايا عصبية أخرى وليس هي (Slit).
ما الذي يحدث للخلايا المعطوبة والتي لا تتبع القواعد؟ يقدم ألكسندر جاوورسكي هذا المثال:
خلل وراثي بشري نادر يوضح أهمية تلك الروابط، الأشخاص الذين يعانون من تحور (طفرة) والذي يمنعهم من التعبير عن Robo3 لا يمكنهم تحريك أعينهم من جانب إلى جانب، يقول جاوورسكي تلك الحركة تتم عندما تتقلص عضلة عند أحد جانبي العين وتسترخي العضلة في الجانب الآخر، الأشخاص بدون Robo3 ليس لديهم محاور عصبية تقطع خط الوسط للدماغ المُؤَخَّر وبالتالي لا يستطيعون إرسال الإشارات المتعاكسة لجهات متعاكسة للعين، ولكن بدلاً من ذلك تتقلص العضلات في كلا الجانبين والعين لا تتحرك حرفياً.
هذا يقترح تعقيداً مذهلاً للنظام، فلن يقوم بتحسينه إذا ما أثر تحور على أحد البروتينات في الثلاثية، بل سيتسبب في إعطابه. وبقدر ما هي مثيرة للاهتمام هذه الإشارات، فهي لا تشرح المشكلة الأكبر: كيف لهذه البروتينات أن تعلم متى وأين تعطي إشارتها؟ كيف لبروتين واحد أن يعرف “الصورة الكبيرة” التي يهدف الجسم إلى تحقيقها خلال نموه؟ إنه أمر مُشابه لمخططي المدن يُصممون حاسوباً مركزياً للتحكم في إشارات المرور في المدينة، شخص أو شيء ما ذو خطة وهدف عليه أن يعلم هدف التصميم العام وكيفية بنائه.
لا يوجد ذكر لنظرية التطور هنا، ولا في الورقة البحثية الكاملة في مجلة “ساينس”، غير أن الورقة البحثية تستخدم كلمة ملحوظة: غاية (هدف) “هذه النتائج تحدد NELL2 كإشارة إرشاد للمحاور العصبية وإرساء Robo3 كمنظم متعدد الوظائف لإيجاد المسار والذي يتوسط في نفس الوقت صد NELL2، يكبح صد Slit ويسهل جذب Netrin لتحقيق هدف إرشاد مشترك“، في الواقع لقد استخدموها مجدداً في جملتهم الختامية.
تظهر نتائجنا أيضاً أن Robo3.1 يخدم كمحور متكامل: أفعاله الثلاثة المتنوعة كاستجابة لثلاث إشارات مختلفة – يتوسط صد NELL2 من العمود الحركي، وبالتالي يؤدي لجذب Netrin-1 خط الوسط، ويُناهِض صد Slit خط الوسط – تعمل في نفس الوقت، ويعزز بعضها بعضاً، وتخدم الهدف المشترك في توجيه صِوارِيّ المحاور العصبيّة نحو وعبر خط الوسط، تعددية الآليات هذه تساعد على الأرجح في ضمان توجيه عالي الدقة للمحاور العصبية نحو هدفها.
إنها إحدى المناسبات في علم الأحياء (ليست نادرة) عندما ينجح مصطلح “التصميم الذكي” في حين تفشل المزايا الأخرى تماماً كوصف، هذا ذكاء خارق فائق التصميم!!
______________________________________________
المصدر: بتصرف يسير جدا عن مقال مترجم منشور عبر شبكة الباحثون المسلمون
[ica_orginalurl]