لأنهم يتخبطون زادوا هذه الإشكالية بتأكيدهم أن التطور لا يسير وفق خطة أو هدف، لا لشيء إلا لأنه سيعني (تطورا موجها)، وبالتالي سيطرح نفس فكرة الخالق بقوة…
(مقتطف من المقال)
محمد صالح الهبيلي
يتطلب الانتقال بين الأنواع بناء عضو جديد تماما، وهذا بدوره يتطلب تغييرات متزامنة مع بقية الأعضاء، بمعنى: أن الطفرة الإيجابية المفترضة في أحد الأجهزة تتطلب عدة طفرات مماثلة ومتزامنة في بقية الأجهزة، وهذا ما لا تجرؤ نظرية التطور على التصريح به حتى لا ينكشف عوارها.
نحن لا نتحدث عن دمية تُخلع يدها فنضيف يدا مختلفة الشكل، بل عن 12 جهازا حيويا تعمل معا في تناغم، بحيث أن أي تغيير في أحدها يلزم عنه بالضرورة تغيير مناسب وفي التوقيت نفسه مع البقية.
وهنا تقع النظرية في إشكالية حقيقية…
*هل ظهرت طفرات تطور الدم أولا أم الشرايين؟
*الجهاز الهضمي أم الإخراجي؟
*وإذا ظهر القلب أولا فلماذا؟ وما فائدته دون شرايين؟ وكيف سيوصل الأكسجين بلا رئة؟؟
هذه ليست أسئلة تنتظر التفسير الدارويني، بل نصل يذبحها من الوريد إلى الوريد، ويوصلنا لحقيقة علمية مثبتة وقابلة للمشاهدة: إما أن توجد هذه الأجهزة الحيوية معا، وإلا فلن يكون لوجود أحدها أي تأثير دون البقية.
ولأنهم يتخبطون زادوا هذه الإشكالية بتأكيدهم أن التطور لا يسير وفق خطة أو هدف، لا لشيء إلا لأنه سيعني (تطورا موجها)، وبالتالي سيطرح نفس فكرة الخالق بقوة.
فهم على أتم الاستعداد لأن يجعلوا من أنفسهم محلا للسخرية على أن يقروا بالخالق سبحانه..
من إبداعات التطور والطفرات العشوائي…
فجزء من عضو المطرقة في الأذن ظهر بعد اكتمال عضو السنديان بطفرة عشوائية!!! ليحتفظ بها الاصطفاء ويمررها للأجيال اللاحقة، هكذا من غير هدف لبناء الأذن!!
وجزء من عضو الحدقة في العين ظهر بطفرة عشوائية، ومن حسن الحظ أن (عرض الطفرات الحصري) صادف أنه يحتوي على عضو العدسة أيضا، فاختارها الاصطفاء ومررها للأجيال اللاحقة بلا خطة لبناء العين!!
هذه عينة من العروض الداروينية، والتي لو قالها شخص من أنصار التصميم الذكي أو الخلق لطالبوا بتحويله إلى مصحة نفسية، ولكنه سحر الداروينية وسطوتها اللذان يكمنان في الإيمان ب: (لأن التطور حقيقة إذا لابد وأن هذا ما حدث)!!!.
_________________________________________
المصدر: بتصرف يسير من كتاب/ التطور: نظرة تاريخية وعلمية، محمد صالح الهبيلي، الطبعة الثانية، مركز دلالئل.
[ica_orginalurl]