من أسماء الله وصفاته “القدير”. فإن إله هذا الكون لابد أن يتصف بالقدرة ولابد أن يكون على كل شيء “قديرا”. فغير القدير لا يستطيع خلق هذا العالم ولا القيام على أمره.
القدير (المقتدر & القادر) في الإسلام
تكثر الآيات القرآنية التي تؤكد أن الله تعالى هو “القدير” على كل شيء. فعلى سبيل المثال، نقرأ في القرآن الكريم:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 26:3)
كما نقرأ أيضا:
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 189:3)
كما يوصف الله تعالى بأنه “المقتدر”. فنحن نقرأ:
وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُر. كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (القمر 54 :41-42)
كما نقرأ أيضا:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (القمر 54:54-55)
القدير (المقتدر & القادر) في المسيحية
ينقل لنا الكتاب المقدس في عهده الجديد عن السيدة مريم العذراء وصفها لله بأنه “القدير” لأنه صنع بها عظائم حيث جعلها أما لجنين بلا زوج لها ولا أب لهذا الجنين. فنحن نقرأ: فَقَالَتْ مَرْيَمُ: “تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ”. (لوقا 46:1-50)
كما يحكي لنا الكتاب المقدس وصف السيد المسيح لله بأنه “قادر” على أن يقيم من الحجارة بشرا. فنحن نقرأ: “فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْراهِيمَ”. (متى 3 :8-9)
وفي حين أن الكتاب المقدس يخبرنا أن السيد المسيح ذكر أن الله قادر على أن يقيم من الحجارة بشرا، يحكي لنا الكتاب المقدس أن السيد المسيح لم يحول الحجارة خبزا عندما طلب الشيطان منه ذلك إثباتا لبنوته لله. فنحن نقرأ: فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا» فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». (متى 3:4-4)
وكثيرة هي المواضع التي يؤكد فيها السيد المسيح أنه ليس قديرا بمعنى أنه ليس لديه قدرة ذاتية ولا يستطيع عمل شيء إلا بقدرة الله عز وجل. فعلى سبيل المثال، نقرأ في العهد الجديد: “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ”. (يوحنا 19:5)
كما نقرأ أيضا: “أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي”. (يوحنا 30:5)
وإننا لا نجد إثبات وصف القدرة للسيد المسيح إلا مع اقترانه بوصفه بالإنسانية والنبوة. فعندما وصف السيد المسيح بأنه “مقتدر”، وصف أيضا في نفس الموضع بأنه “إنسان” و”نبي”. فنحن نقرأ: فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. (لوقا 19:24)
إذا وصف الله بأنه “قدير” قبل ميلاد المسيح على لسان السيدة مريم وبأنه “قادر” على لسان السيد المسيح نفسه وإذا أقر المسيح بأنه ليس لديه قدرة ذاتية وإذا كنا لا نجد السيد المسيح موصوفا بالقدرة إلا مع اقتران هذا الوصف بإنسانية السيد المسيح ونبوته، فكيف يكون السيد المسيح إلها؟ فهل يمكن أن يكون غير القادر أو المستمد لقدرته من غيره إلها؟
_________
المراجع:
1- القرآن الكريم
2- الكتاب المقدس
[ica_orginalurl]