نشأت في أسرة مسيحية وكنت أدرس الإنجيل الذي لم يسعفني في الإجابة عن الكثير من التساؤلات العالقة في ذهني.. في حين كنت أتخذ موقفا سلبيا من القرآن بحسب ما كنت أعتقد من أن به آيات تحرض على العنف والإرهاب، وكونه ينفي أن المسيح ابن الله…
(مقتطف من المقال)
بداية القصة…
كانت ديانا كغيرها من الفتيات الحائرات اللائي يبحثن عن إجابات مقنعة لأسئلة متلاطمة في شؤون الحياة المختلفة، بحثا عن الراحة النفسية والعلاج الروحي لاضطرابهن النفسي و الإيماني.
تروي ديانا قصتها فتقول: أنا مواطنة أمريكية من كولورادو.. واسمي ديانا بيتي.. البعض الآن يناديني بمعصومة.. أمة الله، والبعض لازال يناديني بنفس اسمي قبل الإسلام، اعتنقت الإسلام وعمري 23 عاما وكنت وقتها طالبة أدرس الفيزياء.. والوحيدة في أسرتي التي التحقت بالجامعة.
والدي كان سكِّيرا ويدخن بشراهة وتسببت عاداته السيئة في تحميل الأسرة كلها ضغوطا غير عادية؛ فقد عشنا حياة صعبة لسنوات طويلة حتى توصلنا لنقطة مهمة، وهي أن تظل أسرتنا متماسكة رغم عدم واقعية ذلك وعدم مثاليته.
عندما التحقت بالجامعة قابلت مسلمات لأول مرة.. وبعد اللقاء أدركت مدى جهلي بالإسلام والمسلمين، كما أدركت أن الكثير مما تعلمته عن الإسلام والمسلمين من قبل كان خاطئا وغير صحيحا.
زاد فضولي لمعرفة ذلك الدين نتيجة ما شاهدته من سلوك المسلمين الطيب، وما لمسته فيهم من إخلاص، كما استوقفتني صلاتهم وما فيها من خشوع وتعبد.
فلقد نشأت في أسرة مسيحية وكنت أدرس الإنجيل الذي لم يسعفني في الإجابة عن الكثير من التساؤلات العالقة في ذهني.. في حين كنت أتخذ موقفا سلبيا من القرآن بحسب ما كنت أعتقد من أن به آيات تحرض على العنف والإرهاب، وكونه ينفي أن المسيح ابن الله.
أعدت قراءة القرآن من منظور مختلف…
غير أن رؤيتي للمسلمين من حولي وما هم عليه من صفات تتناقض مع ما يظهرهم به الإعلام الغربي دفعتني لقراءة القرآن مرة أخرى لأكتشف تشابها في أجزاء كثيرة مع الإنجيل فيبدو لي الأمر أنهما الاثنين من أصل ومنبع واحد.
فلم أصدق يوما أستاذ الدين المسيحي عندما قال لنا ونحن صغار أن مصدر القرآن هو الشيطان وأنه جعل بينه وبين الإنجيل شبها لينجح في خدعته!!!. كما لم أصدق أن هؤلاء المسلمين الذين يخلصون لله في عبادتهم سيذهبون إلى الجميع كما تعلمت!.
واصلت دراستي للإنجيل ومن خلال تلك الدراسة تمكنت من قراءة الإنجيل بمعرفة جديدة، وظهرت لي التناقضات وحتى الأخطاء والمعلومات العلمية الخاطئة، مما جعلني أتشكك في صحة الإنجيل، وبدأت أتيقن مما دخل فيه من تحريف وتشويه من قبل البشر.
ولكن هذه الأخطاء والتناقضات غير موجودة في القرآن الكريم؛ فما ذكره القرآن عن الله وعن الهدف من حياة البشر كان أكثر منطقا وعقلانية.
وعلمت أن الله أنزل علينا دينا يمكننا أن نفهمه ونتبعه، وانتهيت إلى أن الإسلام هو دين الله المبرأ من النواقص والتناقضات والانحراف والتشويه.. لذا اقتنعت أنه الدين الحق الذي أرسله الله إلينا لنجد فيه الخلاص الروحي والنفسي وليملأ الخواء الروحي لدينا.
وهكذا قررت إشهار إسلامي…
لم تكن أسرتي راضية عن إسلامي فتغيرت علاقتي بهم تغيرا ملحوظا وخاصة بعد ارتدائي الحجاب؛ فقد أرسلت لي أمي رسالة تصف ارتدائي بالحجاب بمثابة صفعة وجهتها لها، وأنني هجرت تربية وتعاليم تنشئتي وأحاول أن أكون فتاة عربية؛ إذ أن فهم الإسلام عند كثير من الغربيين قاصر على أنه دين للعرب فقط!!!
لم يكن سهلا عليّ الامتناع عن الأطعمة المحرمة والخمر والبدء في أداء الصلاة والصيام لكنني اعتدت الأمر بفضل الله.
لقد غيرني الإسلام كثيرا، ومن الصعب أن تصف ذلك الشعور؛ فقد شعرت بعد إسلامي بالطمأنينة والراحة النفسية التي لم أشعر بها من قبل قط.. ولقد حسَّن الإسلام من حياتي كامرأة، فلقد شاهدت كيف يعامل الرجال المسلمون الطيبون النساء معاملة طيبة كريمة فيها الكثير من الاحترام والتقدير أفضل بكثير مما رأيته من معاملة الرجال للنساء في المجتمع الأمريكي الذي نشأت فيه.. فباعتناقك للإسلام تشعر شعور الشخص العائد أخيرا إلى منزله.
__________________________________
المصدر: بتصرف كبير عن قصة ديانا بيتي الأمريكية من كتاب/ أشهر المسلمات الجديدات في القرن العشرين.
[opic_orginalurl]