من ضمن أشكال المعاملات المالية السائدة بين الناس في مختلف دول العالم.. البيع والشراء عن طريق نظام القسط وكثيرا ما يُطرح سؤال: ما حكم البيع والشراء عن طريق الأقساط؟ وهل من الجائز زيادة سعر السلعة بسبب تأجيل الدفع؟
الجواب: يجوز للإنسان أن يبيع سلعةً ما أو يشتريها إلى أجل معلوم -وهو المعروف بنظام القسط-، ولو زاد ثمن بيعها أو شرائها إلى أجل.. على ثمن بيعها أو شرائها حالا. لا حرج في ذلك، لأنه قد علم أن للزمن حصة في الثمن، وهذا مما تقتضيه قواعد الشرع وتتحقق به مصالح الأنام.
لكن يشترط لصحة ذلك أن يستوفى البيع الشروط المعتبرة، مثل أن يجزم الطرفان ويتفقا على طريقة الدفع -قبل إبرام العقد- هل هي بنظام القسط ، أو بالدفع حالاً -لأن عدم الجزم بأحدهما مع تخيير المشتري بين الطريقين هو من باب بيعين في بيعة واحدة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ففي سنن أبى داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا).
وأن تكون العين المباعة مباحة، وأن تكون من مالكها أو وكيله، وأن تكون الأقساط معلومة والأجل مسمى، لقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ…” (البقرة:282).
ولقصة بريرة الثابتة في الصحيحين فإنها اشترت نفسها من سادتها بتسع أواق في كل عام أوقية، وهذا هو بيع التقسيط ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، بل أقره ولم ينه عنه، وإن اشترتها عائشة فيما بعد وعجلت الأقساط. وعلى هذا جرى عمل المسلمين في القديم والحديث. والله أعلم
_______________________________________
المصدر: مركز الفتوى بشبكة إسلام ويب
[opic_orginalurl]